البارت الخامس
من رواية:مُنقذ ليلإن أسوأ شعور قد يمر على الإنسان؛ أن يشعر بأنه غير مرغوب فيه، من بيئته، عشيرته، وحتى أصدقائه، أو ممن يُحبهم بشكل عام.
فنهضت سريعاً صارخه بها
" روحيله خليه ينفعككك روحيله"
لم تتحدث ولم تتحرك فضلت الصمت امام صراخها هذا
فأمسكتها نعمه من يدها واستكملت صراخها
" انا روحتله وقولتله خد بنتك انا مش عايزاها لكن هو رماني ورماكي برا البيت ولومه اني معرفتش اوديكي فين جبتك هنا واهو تساعديني في عمايل الزفت البيت"
فأكملت وهي تتنفس بقوه
" انا بكرهك وبكره وبكرهكم كلكم بكرهككككم"
تزايدت الدموع اكثر فأكثر في عينيها وهي واقفه تستمع الى حديث والدتها تعلم ان والدتها لا تحبها ولكن الهذا الحد!
لم تتحدث وظلت على صدمتها تخطو خطواتها الى غرفتها وهي لا تعى شئ!
كل ما تعلمه ويطرق في اذنها هو ان والدتها لا تحبها وتريد التخلص منها في اي وقت!
فهذا كان تصريحها الأول..
ولكن عند هذا الحد من التفكير وقفت قائله بتردد
"طب وانا هعمل اي لما تتجوزي"
فقالت الام بنبره حاده
"هتغوري تتجوزي "
أرتعش جسدها من هول الصدمه حتى قالت بخوف من ان يتحقق ذلك
" اتجوز"!
فنهضت الام قائله
" اه هتتجوزي ابن ام عيسي متقدملك وانا وافقت"
ودلفت الى غرفتها دون السماع لردهاصوت بكاءها تعالى في ارجاء منزلهم
ببكاء هستيري تحدثت:
" انا بكرهك بكرهكممم كلكم،يااارب اموت وارتاح يارب امووت"
جلست على ارضية الصاله تهمهم بعده شتائم وهي تبكي بحرقه!
حتى تكورت على نفسها وتعالت صوت شهقاتها
وهي تلتفت الى غرفه والدتها لتمرر كفيها على وجنتيها تمسح دموعها المنهمره بغزاره
لتفكر في فكره ما عزمت على تنفيذها
نظرت إلى الغرفه المقابله وابتلعت ريقها بخوف ولكن عندما جاء في مخيلتها انها سوف تتزوج وسيكون دورها في الحياه يتلخص في منزلها وسط أولادها وزوجها واحتياجتهم الواجب عليها تنفيذها طوال حياتها..او سيكون وسط رجل يشبه أخيها..عند هذا الحد نهضت سريعاً نحو المطبخ دون التفكير مره اخرى._دخلت الى المطبخ وهي تبحث بعينيها عن ما يدور برأسها.
فوجدتها امامها،امسكتها بأيدي مرتجفه وهي تنظر إليها بخوف حقيقي!
فتحت كفة يدها لتبدأ في وضع الإله الحاده على يدها وعندما كانت ستحركها وجدت والدتها قادمه فوضعتها على الحوض بأستسلام وخوف
فهتفت نعمه بنبره حاده
"بتعملي اي! "
فقالت بصوت مرتجف
"كنت كنت بشرب"
فقالت نعمه وهي تلتفت بظهرها الى الخارج
"طب اعمليلي حاجه اكلها"
وخرجت..
فالتفتت ليل الى السكين سريعاً وهي تتنفس الصعداء بزعر فكيف كانت ستفعل هذا!
فتحدثت ببكاء
" استغفر الله استغفر الله، يارب سامحني"
*حضرت ليل الطعام لوالدتها وسكبته في صحن وهمت بمغادره المطبخ وهي تحمله.
وضعته بهدوء على الطاوله قائله بتأفف
"الاكل اهو "
فنظرت الى والدتها وجدتها تحدث احداً في الهاتف
فنظرت لها بتعجب!
وسألتها
" هي دي خالتو ناديه"؟
ولكن والدتها لم تعطيها رد
فذهبت بجانبها بهدوء فهي كانت تشتاق لخالتها بقوه
ولكنها وجدت والدتها تقول
" لا لا متشغلش بالك انت انا هعرف اتصرف معاه وارجعه البيت"
فتراجعت خطوتين للوراء عندما علمت من المتحدث
نظرت الى والدتها بمضض.
تأفأفت بصوت عال قبل ان تتجه الى غرفتها تاركه والدتها تتحدث مع ذاك الرجل المدعو حبيبها !
*
أنت تقرأ
مـُنقذ ليل
Romantikهُنا، كانت طفلة تكبر وهي تحمل في قلبها أحلامًا أكبر من عالمها. كانت ترى في المستقبل نافذة مفتوحة على أملٍ مشرق، حيث أرادت أن تصبح صيدلانية، أن تكون جزءًا من شيء أعظم، شيء يمنح الآخرين الشفاء،لكن العالم، لم يكن كما تتخيله،ففي لحظة واحدة،تغير كل شيء...