البارت الثامن والعشرون
من رواية:مُنقذ ليل"ورغم هذا كله فأنا لن أهرول مُلقيًا بحزني على عاتق أحد، أنا أتداوي ذاتيًا، ألا يبدو هذا فعلًا مقدسًا."
ضرب يوسف سطح سيارته بقوه حتى كاد ان يقسمه نصفين من شده الضربه بعد ان بلغ غضبه عنان السماء
ليعاود الاتصال بها ولكن لا رد..!نزل من سيارته وهو ينظر الى ارجاء المنطقه بأعين متعجبه! من هذه المظاهر.!
ليأتيه صوت من ورأه جعله ينظر اليه فوراً
"ياحمررررههه يا اوطهههههه"
ليضيق هو النظر اليه وهو يضغط ع زر جعل سيارته تصدر صوتاً ضعيفاً دلاله على اغلاقها.
فيتنحنح قائلاً لذاك البائغ الغريب.!
"هو ده شارع عشره..!"
ليأتيه الصمت منه وهو يترقبه بعينيه ليقول الرجل بعد ان وضع للسيده بعض الطماطم في الحقيبه
"ايوه يا بيه،محتاج حاجه!"
ليرد يوسف سريعاً
"فين بيت احمد!"
الرجل متسائلاً بتعجب
"احمد مين يا بيه!"
فهز يوسف رأسه بعدم معرفه!
ليقترب منه الرجل وهو يمسح يده في عبائته قائلاً
" في الشارع ده في ناس اسمهم احمد كتير، قصدك مين فيهم!"
لم يركز يوسف على حديثه بل ركز اكثر على عبائته وتلك العمه التى فوق رأسه ليقسم وقتها انه لم ترى عيناه ذاك المنظر إلا في فيلماً ما..!
ليخرج من تركيزه هذا على نبره الرجل العاليه
"يا بيييييه"
ردف هو سريعاً قائلاً وهو يحرك خصلات شعره بيده
"ايوه ايوه"
فضحك ذاك البائع وقال وهو يعود الى عربته
"ايييي يا بيه انت منين"
فتنحنح قائلاً
"المدينه الصناعيه"
ليفاجأه قهقهه الرجل وهو يقول
"عشان كدة"
خطى يوسف خطواتاً مقتربه اليه وهو ناشداً اياه
"اسمه احمد،ووالدته شغاله شيف في....."
لم يكمل ليهتف الرجل قائلاً
"ايوه ايوه عرفته،هتلاقيه في اخر بيت في الشارع "
تنفس يوسف براحه ليناشده قائلاً بشكر
"متشكر جداً "
ويضع يده في جيب سترته وهو يخرج مبلغاً من المال ويعطيه للرجل..!
ليزمجر البائع بحده قائلاً
"عيييب يا بيه عيييب"
نظر له يوسف بتعجب ليهتف سريعاً
" بس يعني ان..... "
البائع سريعاً
" مبسش يا بيه عيب كدا، روح شوف مشاغلك"
ليضع يوسف المال في جيبه بحرج ويمشي هاتفاً
"متشكر ليك جداً"
ليهم بركب سيارته وهو ينوى على التفتت بهذا الاحمد.."يعني هتكون فين طيب!"
قالها عمر بحده ل اسامه ليرد اسامه عليه قائلاً بقلق صادق
"احنا لازم نبلغ الشرطه يا عمر "
نظر له عمر بدهشه!
اهل وصل الامر الى هنا!!
ليهتف هو قائلاً
"لا لا اتصل ب احمد يا اسامة"
اسامة بفزع
"احمد!! معقول يكون اخدها!!"
عمر بضيق
"معرفش يا اسامة بس اتصل وخلاص"
فنزع اسامه هاتفه من على الشحن ليقوم بالاتصال بذاك المتعجرف.وصل يوسف الى منتهى الشارع ليصف سيارته بجانب المنزل
نزل منها وهو يترقب بعيناي ذاك المنزل البسيط الذى يملؤه الغبار..!
اغلق سيارته وخطى خطواته داخل المنزل
ليقف امامه ويفتح الباب بهدوء وهو لا يعلم الى اين يذهب.!
ليسمع صوت صرخات متتاليه
" يا احمد سبهااا هتموت في ايدك..... يا احمد كفايه"
انطلق هو سريعاً الى الاعلى ورأسه يكاد ينفجر من شده الغضب
ليطرق على الباب بقوه حتى افزع من بداخله ليأتيه فتح الباب من احمد وهو يشتم بعده شتائم له..
نظر هو قليلاً الى احمد لكي يميزه حتى علمه ليكور هو قبضه يده
وفي خلال لحظات كان احمد نائماً على الارض والدماء تنفجر من وجهه.
نعمه برعب وخوف على ابنها
"انت ميييين وعايز ايييييي"
ليزمجر يوسف بحده وانفاسه تكاد تخترق صدره
"فيييين ليييل!"
لتصمت نعمه وتنزل بدورها على ابنها لكي تراه..
ليزمجر يوسف مجدداً بغضب وقله صبر
ودخل الى المنزل لتقع عيناه على ليل الواقعه ارضاً
تلك الليل بشعرها المبعثر وثيبابها المنزوعه من اثر الضرب..!
اكتفى هو النظر الى وجهها الذى كان يملؤه الخدوش
ليميل بهدوء نحوها وهو ينظر بجانبه ويسحب قطعه قماش كانت موجوده بجانبها ليغطيها بها.
صفع خدها بلطف بقلق ليأتيه هو نبره منخفضة منها
نهض سريعاً وهو يلتفت الى ارجاء الغرفه يبحث عن شئ لترتديه لكي تنزل معه.
ليضرب الكنبه بعنف قبل ان يخلع چاكت بدلته ويميل نحوها مجدداً
نظر الى ذراعيها التى كانت تظهر بشده، ليخفض هو بصره عنها
فيضع يده تحت رأسها بهدوء وهو يعليها، ليجلسها نصف جلسه بين احضانه وهي تستند بظهرها على صدره
لم يعجبه هذا المنظر فالتفت الى الخلف قلقاً بأن احداً يدخل ويراه هكذا!
فأسرع في ارتدائها الچاكت
لينهض هو من بعدها بهدوء وهو يحملها بخفه بين يديه!
ويخرج بها الى الخارج لتصدر نعمه صرخه لرؤيته لهذا المشهد لتهتف بحده
" انت واخدها على فيييين...سيبهااا"
لم يعطيها يوسف اي اهتمام ونزل سريعاً السلم وهو يحملها بتملك.!
فتح باب سيارته بصعوبه بعد ان اخرج المفاتيح من جيبه، لا يعرف كيف
ليضعها بالمقعد الامامى بلطف ويحاوطها بحزام الامان
ليركب هو من بعدها بجانبها ويقود سيارته سريعاً وهو يتفقدها بعيناى
أنت تقرأ
مـُنقذ ليل
Romanceهُنا، كانت طفلة تكبر وهي تحمل في قلبها أحلامًا أكبر من عالمها. كانت ترى في المستقبل نافذة مفتوحة على أملٍ مشرق، حيث أرادت أن تصبح صيدلانية، أن تكون جزءًا من شيء أعظم، شيء يمنح الآخرين الشفاء،لكن العالم، لم يكن كما تتخيله،ففي لحظة واحدة،تغير كل شيء...