البارت الرابع والعشرون

3.7K 171 10
                                    

البارت الرابع والعشرون
من رواية:مُنقذ ليل

أريدُ أن ابحر في عيّنيك البنيّتين يوم، يومين،ولربما العمر بأكمله.

عاود الاتصال بها عده مرات ولكنها لم تجاوبه
فلم يمل وكرر اتصاله وبعد محاولات كثيرة جاوبته
ليل بنبره مختصره
"نعم"
فتحدث هو سريعاً بخوف
"انتي كويسة "
فقالت ليل بتأفف
" اه كويسة"
نفخ يوسف براحه قائلاً
"انتي جيتي ازاي!"
فأجابته بضيق منه
"خليت واحده صحبتي توصلني "
فقال يوسف بتردد
"بعتذر منك بس والله طلعلي شغل و....... نسيت"
فردت ليل بسخريه
"لا عادي ما انا متعوده على كدا متعتذرش مفيش حاجه "
وانهت المكالمة.
فصرخ بقوه وهو يضرب مقود السياره بعنف حتى كاد ان يخلعه من مكانه وهو لا يعلم ماذا يحدث له وما سبب ذلك الانفعال المريب.
فأمسك هاتفه من جديد وهو يحاول ان يهدأ وارسل لها رساله كان نصها
"لما تكوني لوحدك كلميني"

رأتها هي وضيقت عيناها بتعجب!
لماذا يتعامل معاها بهذه الصيغه! وكأنه حبيبها!
نفت هي تلك الافكار بعيداً وذهبت لتغير ملابسها
غابت بعض الوقت في الداخل لتخرج بعد ان غيرت ملابسها الى اخرى بيتيه مريحه
وجلست على الفراش ببجامتها  وهي تمسك هاتفها بتردد!
" اكلمه ولا مكلمهوش!!"
ظلت تعاود هذه الجمله عده مرات حتى قررت بالاخير ان تكتب له رساله
فكتبت بتردد
"لي في حاجه"!
وضغطت سريعاً على زر الإرسال
اطلقت العنان لانفاسها بتوتر
ظلت تنظر الى الرسالة بتوتر وخوف بات واضحاً على عيناها.
وفجأه اطلقت صرخه خفيفه عندما رأت انه رأي رسالتها!
وقفت سريعاً وهي تتنفس بصعوبه.
حتى جائها الرد قائلاً
"لا مفيش"!
تعجبت من رده! فكتبت سريعاً بتعجب
" اومال اي"!
فجأها الرد سريعاً قائلاً
"بليل ابقى اتصل بيكي اقولك لاني مش فاضي دلوقتي"
فردت بضيق
" ماشي"
فرأها ولم يجاوبها!
رمت الهاتف بضجر على وسادتها.
ادركت هو ما قاله وقالت بين نفسها بصدمه
" يتصل بيا"!!

في احدى الكافيهات
يجلس اسامه برفقه تسنيم
"انا مش مصدقه انك خلاص سامحتني "
ليبتسم اسامه ويقترب منها قائلاً
"عاوز اتجوزك يا تسنيم "
فتطلق تسنيم العنان لضحكاتها العاليه!
فيضحك اسامه قائلاً
" فاكراني بهزر ولا اي! "
تسنيم بضحك
" لا.  لا بس مش مصدقه"
امسك اسامه يدها مبتسماً قائلاً بنبره عاشقه
"عاوزك تكوني معايا دايماً "
فأبتسمت هي بسعاده قائله
"طبعاً هكون معاك دايماً "
اسامه بحب
" افاتح اخوكي في الموضوع يعني"
تسنيم سريعاً
" لا لا انا هقوله"
رجع اسامه بظهره للخلف واطلق ابتسامته قائلاً 
" طيب يا حبيبتي"

أنتِ تستحقين كُل الّلين الذي يُناسب قلبك ، تستحقين التبرير ومن ينهمر عليكِ بالحنان المُلائم لمقامك .
*
لماذا لازالت اراقبك!
انت لست لي!  ولكني لستُ لغيرك!
فأن كنت انت لست لي! فأنا سأكون لنفسي..

جاء صوت من الخلف قائلاً لها:
"حنين......انتي كويسة"
فالتفتت لها وقالت بهدوء
"كويسة يا ليل "
فأقتربت ليل تنظر الى ما كانت تنظر له!
اغمضت عيناها بحزن لرؤيتها ليحيى فنظرت الى حنين وقالت بهدوء
"حنين..."
قاطعتها حنين قائله وهي تتسطح على المقعد
"مش عايزة اتكلم يا ليل بالله عليكي"
فنظرت لها بحزن واخذت تقترب منها حتى جلست بجانبها ونطقت بصعوبه:
"عارفه انه صعب وصعب اوي كمان بس انتي اقوى من كل ده وهتتخطي كل اللى بتمرى بيه، ربنا بياخد عشان يدي الاحسن"
فشهقت حنين باكيه
"بس هو الاحسن انا مش عاوزه حد غيره يا ليل"
فأستأنفت هي حديثها قائله
"يا حنين فيي والله بس انتي مش شايفه غيره لانك لسه بتحبيه، لكن ربنا هيعوضك والله بالاحسن"
صرخت حنين بنفاذ صبر
"قولتلكككك لااااا مفيش احسن منه ومش هاخد غيره"
فوقفت ليل سريعاً قائله
"طب اهدي اهدي "
فتعالت نبرتها صارخه
" اخرجي بره..... اطلعي بره"
ليل بخوف عليها
"حنين اهدي بالله عليكي"
تسطحت هي على الفراش وهمست قائله
"اخرجي يا ليل"
فخرجت ليل بيأس.
حولت حنين نظرها الى شرفه غرفتها قائله في نفسها:
لستُ على مايرام، كل شيء ضائع حتى روحي، ‏حالة من الانطفاء الغريب، أريد البقاء، أريد الرحيل، أنا على بعد ثلاثة محيطات من روحي.
*
فلتت منه ضحكه صغيره غير مرحه ليقف من مكانه متوجهاً نحوها ببطئ
"وانتي بقى تقدري تعملي اي!"
رمقته بحنق قبل ان ترفع سبابتها في وجهه قائله بتهديد
" هوديك في داهيه يا استاذ يوسف"
هز كتفيه باستسلام قائلاً بنبره تسليه:
"طب يلا مستنيه اي "
فتنحنحت سلمى من ورأه قائله
" استاذ يوسف مينفعش كدا"
فضحك يوسف بسخريه قائلاً
"لييه خليها توديني في داهيه "
فصرخت الفتاة فيه مجدداً
"والله لهوديك في ستين داهيه "
فقهقه يوسف بسخريه مما جعل الفتاه تخرج من المكتب متمتمه بعده شتائم له..
سلمى مجدداً
"ده ابوها لوحده حكايه "
فتبدلت ملامح يوسف ليتكئ على مكتبه قائلاً بجدية
" مش هيقدرو يعملوا حاجه "
سلمى بقلق
"بس... "
يوسف بصوت عال
" مفيش بس،روحي شوفي شغلك"
فأعتدلت سلمي قائله سريعاً
"في انترفيو الساعه سته للسكرتيره الجديده"
فمسح يوسف على وجهه قائلاً
" ماشي"
فخرجت سلمى من المكتب ومن الواضح انها تعينت في مهنه جديدة وهي راضيه بها!
وقفت امام احدى الفتايات العاملات قائله
"هاتيلي فنجان قهوه"
اومات لها الفتاه بطاعه

مـُنقذ ليلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن