البارت السادس والثلاثون
من رواية:مُنقذ ليلإن الصمت لا يأتي من العدم ، فبعض الصامتون ، قد كانوا أكثر محبين الحديث ، لكن أدركوا أن أقوالهم وأفعالهم لم تجدي نفعًا .
حملها يوسف فوق يده وهو يضحك
"تعرفي انك وحشتيني اوي"
فقالت الطفله وهي تشير الى الذي يقف خلفها
"بابا مش بيرضى يجبني هنا"
فنظر يوسف لغيث الواقف وقال بتحذير وهو يحدق فيه مما جعل الطفله تضحك
" يا دكتور يبقى جبها هنا على طول"
فهز غيث رأسه وهو يضحك
فسفقت الطفله بسعادهابتسمت ليل بخفه فقالت الطفله بعدما لاحظت وجودها
"مين دي يا عمو يوسف"
التفت غيث ويوسف الى ليل فتنحنح يوسف وانزل الطفله ارضاً قائلاً
"دي ليل صحبتي زيك كده،روحي يلا سلمي عليها"
فذهبت الطفله تجاهها ومدت يدها للسلام فالتقطتها ليل نحو فمها وقبلتها قبله خفيفه وهي تقول بابتسامة
"ازيك يا رهف"
فأبتسمت الطفله وقالت
"انتي عارفه اسمي"
فردت ليل وهي تلتقطها وتضعها فوق قدميها
"طبعاً"
وقبل ان تكمل تنحنح غيث قائلاً
"رهف، ممكن تقعدي مع طنط ليل شويه عقبال ما نتكلم انا وعمو يوسف"
فعاودت الطفله النظر الى ليل وبعدها نظرت الى والدها وقالت
"ماشي"
فمال عليها غيث وقبلها بحبنظر يوسف الى ليل واقترب منها الى ان مال هو الاخر وقال هامساً بخفوت في اذنيها
"لو مش حابه تقعدي لوحدك ان.. "
وقبل ان يكمل ابتسمت ليل وقالت
"لا لا انا تمام مع رهف"
فرفع يوسف جسده عنها وابتسم وغادر بهدوء مع غيث."والله يا تسنيم ده قالي كدا ومفهمتش حاجه"
فتنهدت تسنيم وهي تحاول كبت دموعها قائله بنبره متهكمه
"مش عارفه والله يا اسامه بس هو كدا مش موافق"
فقال اسامه
"ده دورك بقى يا تسنيم حاولي معاه"
فردت قائله
"هحاول حاضر"
واغلقت المكالمه لتنهمر بعدها بدموعها باكيه بكاءاً مريراً.سمع يوسف رنين هاتفه فأخرجه من بنطاله وهو يواصل الحديث مع غيث وشخص آخر ليرى تسنيم هي المتصله فأغلق المكالمه وهو يواصل الحديث بعدم اهتمام
اعادت تسنيم الرنين به ولكنه لم يجاوبها ايضاً
فحاولت الاتصال بهاتف مكتبه
رنه تلو الاخرى حتى جاء لها صوت فتاه
"الو"
فأسرعت تسنيم قائله
"ايوه يا امل اديني يوسف بسرعه"
فهمست ليل قائله
"انا ليل مش امل حضرتك مين"
فصرخت تسنيم بها بغضب
"حوليني على يوسف بسرعه انتي هترغي معايا"
ازاحت ليل الهاتف عن اذنها بخضه، فيما بعدها اغلقت ولم تستمع الى المزيد هامسه بخنق
"هي مين اصلا عشان تتعصب عليا كده واحده قليله الادب!"
هاتفتها تسنيم مره اخرى ولكن تلك المره لم تهتم ليل بها واستمرت في التحدث مع رهف.بعد حوالي ساعة
دخل يوسف عبر باب مكتبه الذي تركه مفتوح من اجلها.
فضحك قائلاً بعدما رأي التجانس بين ليل ورهف
"ده انتوا اتصحبتوا بقى"
فالتفتت له ليل وسرعان ما ابتسمت له
فقالت رهف بضحك
"طنط ليل عسوله خالص"
فنظر يوسف الى ليل نظره عميقه وهو يهمس قائلاً
"اوي يا رهف"
مما جعل ليل تخجل وتهرب بعينايها بعيداً
فأبتسم هو واقترب الى رهف وهو يقول
"تعالى يا رهف اوديكي لبابا"
فتصلقت رهف فوق ذراعيه وهي تحرك يديها يساراً ويميناً مودعه ليل.
فنهضت ليل واقتربت منها تقبلها بحب مما جعل جسدها قريب بشده من يوسف
فأبتعد يوسف للوراء بهدوء في نفس الوقت الذي ابعدت فيه ليل نفسها عنه.
أنت تقرأ
مـُنقذ ليل
Romanceهُنا، كانت طفلة تكبر وهي تحمل في قلبها أحلامًا أكبر من عالمها. كانت ترى في المستقبل نافذة مفتوحة على أملٍ مشرق، حيث أرادت أن تصبح صيدلانية، أن تكون جزءًا من شيء أعظم، شيء يمنح الآخرين الشفاء،لكن العالم، لم يكن كما تتخيله،ففي لحظة واحدة،تغير كل شيء...