البارت الواحد والاربعون
من روايه:مُنقذ ليلأخاف المرة الثانية أكثر من المرة الأولى،فالأولى يسعفها نقص الخبرة و عدم الاعتياد،أما الثانية يهزمها العشم و نفاذ الأعذار•
"شوفي يا حنين استاذ يوسف يشرب اي"
قالتها ناديه وقبل ان تسأله حنين قال هو سريعاً وهو ينهض
"لا لا انا ماشي اصلا"
فقهقه عمار حتي اتجهت جميع الانظار اليه ليقول
"نسي موبايله الصبح مع واحد من الموظفين وكان هيتجنن عليه بسبب الشغل"
رفعت ليل نظرها نحو عمار سريعاً لتحول نظرها نحو ذلك الذى كان بدوره ينظر لها لتسمع عمر يقول
"لازم تعمل لشغلك كذا نسخه عشان لو التلفون حصله حاجه مضعش انت"
فهز يوسف رأسه وهو يتجه نحو الخارج
"معاك حق فعلاً،استأذن انا بقى عشان ورايا شغل"فودعه الجميع بحب،ليعود بنظره نحوها والتى كانت مندهشه منه،فهو لم يتجاهلها اذاً!
ضحكت بسعاده لتنظر له مره اخرى فتجده يغادر المكان.
عبثت بوجهها بحزن لانها كانت تريده ان يجلس اكثر،تريد ان يظهر امام عيناها دوماً..ولكنه غادربعد ساعه،طرق عمار باب منزل يوسف لتفتح له ميري فسألها
"يوسف موجود"
فأجابته
"ايوه،فوق"
فدخل عمار ليصعد له سريعاً الى مكتبه في الطابق العلوي
طرق الباب ليأتيه نبره يوسف العاليه
"ادخلي يا ميري"
ولكنه فتح الباب بهدوء ليجد يوسف منغمساً وسط العديد من الاوراق،فتنحنح ليرفع يوسف نظره نحوه في اعتقاد منه انه يحيى ولكنه عقد حاجبه بتعجب ووقف يقول سريعاً والقلق قد اصابه
"في اي..ليل كويسه"اتكئ عمار على مقعد يوجد امام المكتب مردفاً
"كويسه،بس انا عايزك في موضوع مهم"
ترك يوسف القلم الذي كان بيده ليقترب منه وعلامات التعجب ظهرت على وجهه
ليقول عمار بنبره سريعه وهو ينظر له
"انا عايز اتقدم لحنين"
هدأت ملامحه قليلاً عندما سمع هذا ليتجه نحوه ويتكئ امامه وهو يفرك في ذقنه لتتعالى بعدها على وجهه ابتسامه عقبها قوله
"بس حنين لسه في تالته ثانوي"
فاجأبه قائلاً
"ان شاءالله تبقى في ابتدائي هتقدملها"قهقه عالياً قبل ان يقول
"طب واي المطلوب مني"_"هو مش اخواتها صحابك،افتح معاهم الموضوع وشوف ردهم اي"
_"طيب يا عمار"
تعجب عمار من لهجته ليسأله قائلاً
"مالك!من الصبح وانت مش على بعضك في حاجه في الشغل ولا اي"
اجأبه يوسف وهو ينهض متجهاً الى مكتبه مره اخرى
"لا مفيش بس تعبان شويه"
فوقف عمار ليقول وهو يخطو خطواته للوراء
"طيب ارتاح..ومتنسنيش بالله عليك"
فهز يوسف له رأسه لتشق شفتاه ابتسامه خفيفه عقبها قوله
"متقلقش"
ليخرج عمار بعدها وهو يضحك بسعادهبعد قليل
خرج يوسف الى الحديقه ليتحدث مع احدى اصدقاءه براحته ولكن ما ان وصل الى المقعد وجلس فوقه حتي إنقطعت المكالمه ليعاود الاتصال به مره اخرى
"الو ازيك يا مرام"
أنت تقرأ
مـُنقذ ليل
Romanceهُنا، كانت طفلة تكبر وهي تحمل في قلبها أحلامًا أكبر من عالمها. كانت ترى في المستقبل نافذة مفتوحة على أملٍ مشرق، حيث أرادت أن تصبح صيدلانية، أن تكون جزءًا من شيء أعظم، شيء يمنح الآخرين الشفاء،لكن العالم، لم يكن كما تتخيله،ففي لحظة واحدة،تغير كل شيء...