البارت الرابع والاربعون
من رواية:مُنقذ ليل
اليوم فقدت كابوسي!
ولكن شوقي لها في قلبي يفتت أضلعي
والله ما علمت يوماً اني احبها مثل اليوم
ولكن ما اعلمه ان امي مازالت حيه بين علامات جسدي!
انا الفاقده،المكسوره،المظلمومه واخيراً اليتيمه!
اصبحت يتيمه حقاً الان
امي،مازال صوتك في ثنايا مسمعي مازلت اتذكره منذ سنين
حزينه،لاني ادركت مؤخراً انني وحيده من بعدك يا امي لم اتخيل يوماً ان ترحلين مازلت انتظر عودتك لي مازلت انتظر حنانك،لطفك،اهتمامك!
فقدت كل شئ منذ الصغر ولم اعرف طعمه حتي تذوقته الان!
مذاقه قبيح يا امي،ابتلعه فيحرق قلبي!
أاهون عليكي!
بل واشعر بنيران تحترق داخل قلبي،ورجفه قويه اصابته حين رأيتك بذالك الكفن!
عودي لي واضربينني كما شأتي ولكن لا تذهبي!
جلست ليل فوق قبرها لتمسد عليه بيدها الصغيره فيظهر من خلفها ذلك القلب الذى يصرخ بمئات الآهات عليها..لم يعرف انها سوف تكون بهذه الحاله، ولكن قلبه كان يحترق بشده من اجلها،يريد ان يمسكها بقوه ويحتضن اياها حتي يخفف عنها كل هذا الالم فما هو علاج المرأه إلا عناق طويل!
وقف بجانبها ليميل نحوها وهو غير عابئ بنظرات الجميع وما سيقولون عنه ولكنه همس بجانب آذنها بحنان
"ليل..يلا مينفعش نقعد كتير"
فالتفتت نحوه لتهمس هي الاخرى بخفوت
"سيبني معاها شويه"
فأبتسم بلطف مردفاً وهو يشدها من يدها بهدوء
"هنيجي نزورها علطول صدقيني"
فوافقته لتنهض معه بهدوء فتمسك ناديه يدها من الجهه الاخرى مردفه
"يلا يا حبيبتي تعالي"
اسندها كلاً من يوسف وناديه لتصل الى السيارة فتعمد يوسف صعودها للكرسي الامامي فقام بفتح الباب لها لتدخل هي وتجلس بهدوء فوق المقعد
فذهب سريعاً ليصعد بجانبها ليرى ناديه وهي تبتعد عنهم فتنحنح لاجلاء صوته قائلاً
"ليل..يا روحي"
فالتفتت له بهزيان لتهمس بصوت منخفض استطاع سماعه
"يوسف انا تعبانه اوي"
فأكتفى بقول كلمات مطمئنه لها
"هنعدي كل حاجه سوا"
فأبتسمت هي بخفوت وكأنها تشكره
لتحول نظرها بعدها الى قبر والدتها،تنفست بعمق لكي لا تبكي مره اخرى فرأسها سوف ينفجر اذا بكت مره ثانيه
اغمضت عيناها بقوه لتنظر مره اخرى الى القبر
هُنا ادركت للمره الاولى "ما معني الفقد"
ما معني العتمه وسط ضياء العائله!
ياللوجع عندما تدرك حجم ما تملك بعد فقده!
ولكنها لم تجعلني اشعر بها إلا عندما رحلت!
اريد ان احتضنها بشده وابكي فوق صدرها لاسابيع او لشهور او للعمر بأكمله
حتي وان كانت ليست حنونه علي ولكنها امي قطعه من روحي هي التى جعلت مني انسانه الان
حتي وان كانت لا تحبني انا احبها ولم اكرها ابداً
انا فقد كنت حزينه منها!
_إلي قبرك!
إلي قبر امي
هي لم تكن حنونه علي فأرجوك كُن حنوناً عليها
اجعل قبرها نوراً ولا تحاسبها على ما فعلت بي فأنا عفوت عنها
أنت تقرأ
مـُنقذ ليل
عاطفيةهُنا، كانت طفلة تكبر وهي تحمل في قلبها أحلامًا أكبر من عالمها. كانت ترى في المستقبل نافذة مفتوحة على أملٍ مشرق، حيث أرادت أن تصبح صيدلانية، أن تكون جزءًا من شيء أعظم، شيء يمنح الآخرين الشفاء،لكن العالم، لم يكن كما تتخيله،ففي لحظة واحدة،تغير كل شيء...
