البارت الثامن والثلاثون
من روايه:مُنقذ ليللكني كنت أخاف من السرعة التي تحدث بها الأشياء، كنت أخاف أن تصبح مشاعري تجاهك عادية، أن أستيقظ بقلب لا يحمل لك شيئًا أو يحمل لك فقط أنك كنت تحتله يومًا ما بأكمله، كنت أخاف أن يشبه وجهك كل الوجوه التي أراها كل يوم؛ ولا يأتي صوتك بالغيم والمطر في صدري.. خفت أن أجهلك وتجاهلتك
عاهدت نفسي انني لم استيقظ بعد الان وفي قلبي حباً لك،ولكني فشلت يا يحيى،فشلت ان انساك مثلما نجحت في حبك.
ما اصعب ان تحب شخصاً لا يراك،شخصاً يرى نظرات عيونك عاديه!شخص يشبهك بالكل ولا يميزك!
بينما انت تراه كل الوجود!
فشلت في نسيانك مثلما فشلت في حياتي،دراستي، بعدي عن اهلي!
كل شيء كل شيءكانت حنين جالسه على اريكه الصاله تفكر وتفكر حتي طاح تفكيرها عندما سمعت باب منزلها يطرق
فنهضت بهدوء لتفتح الباب
وقفت امام الباب ولم تتحدث فهي لم تتعرف على الطارق!
ولكنه نظر للذي معه سريعاً فقالت هي بلهفه
"احنا اخوات ليل"
ضيقت عيناها بصدمه ولكنها قالت سريعاً بعدم رضا من مجائهم
"وانتوا لسه فاكرين تسألوا عنها"
فتنحنح عمار قائلاً
"طب ممكن تناديلها"
فقالت بملل وهي تقلب عيناها ببرود
"اتفضلوا"
فنظرت ساره الى عمار الذي رفض ان يدخل ولكنها شدت يده وادخلته رغماً عنهطرقت حنين غرفة ليل ففتحت لها ليل وعندما وجدتها انها هي ابتسمت لها بخفوت
فقالت حنين بهدوء
"اخواتك تحت"
فتحت ليل فمها بصدمه فأبتسمت لها حنين وقالت وهي تشد بها لخارج غرفتها
"يستي انتي لسه هتتصدمي انزلي"
ركضت ليل الى الاسفل وهي لا تصدق انهم هنا
هل قالت اخواتك؟
بتأكيد عمار جلب ساره كما قالت له
كم انت لطيف يا عمار
كم انا احبك
دخلت غرفه الجلوس فوجدت عمار جالساً وعلى يمينه تجلس فتاه بشعر قصير!
ضيقت ليل عيناها بدهشه
لماذا هي ليست محجبه مثل باقي الراشدات!
ولكنها لم تهتم يكفيها انها رأتها
تنحنحت بهدوء لينظر لها عمار الذي بدوره كان جالساً مع العائله"اسامه، عمر، نادية"
ابتسم لها عمار بحب لتلتفت لها سارة بلهفه
نظرت ليل الى سارة واخذت تقترب منها بهدوءإعذُريني..إنني للتو خطوت خطوتي الأولى داخل محطات الأمان،طوال حياتي وأنا أتخبط بين جُدران القلق والخوف..بات جسدي يهتز حتى وإن كانت الأرض من تحت أقدامي ثابتة
انا الان ارى امام عيني حلم طفولتي
حلم ان يكون لدي اخت،الان هي امامي استطيع رؤيتها.
كما هي جميلة!
كم انتي جميلة يا سارة!وقفت امامها وهي مازالت تنظر لها،فنهضت ناديه سريعاً وقربتهم من بعض حتي اخذتها ليل داخل صدرها.
شدت على ملابسها سارة التى جعلت ليل تبكي
بكت عندما شعرت بالامان..
لتشدد هي الاخرى من احتضانهاانا الان احتضنها،احتضن اختي،احتضن حلمي
اشعر وكأنني في حلم الان!
لماذا؟لاني لم اشعر مثل هذا الشعور من قبل..
تحتضن شخص لاول مره ولكنك تشعر للحظه انك بحاجه للبكاء،وكأنك تقول له ابكي وانا على صدرك ابكي عندما شعرت ان قساوه الايام قد رحلت ووجدت بين ضلوعك الطمأنينة.
لا استطع التعبير لكم الان فأنا بحاجه الى البكاء،البكاء الشديد وحسب..
أنت تقرأ
مـُنقذ ليل
عاطفيةهُنا، كانت طفلة تكبر وهي تحمل في قلبها أحلامًا أكبر من عالمها. كانت ترى في المستقبل نافذة مفتوحة على أملٍ مشرق، حيث أرادت أن تصبح صيدلانية، أن تكون جزءًا من شيء أعظم، شيء يمنح الآخرين الشفاء،لكن العالم، لم يكن كما تتخيله،ففي لحظة واحدة،تغير كل شيء...