البارت التاسع والاربعون
من رواية:مُنقذ ليلهناك أجزاء مني فقدتها لا أعلم كيف سأجمع شتات نفسي ولكني على يقين انه سيجمعها لي!
"وللاسف شوفتيها انهارده غصب عني حصل كل ده بس مش عايزك تفكري اني شكيت فيكي لانها عمرها ما هتحصل ولو كنت شكيت فيكي مكنتش جبتك معايا او قولتلك دافعي عن نفسك لانه لو فعلا انا كنت هسيبك وامشي"
مسحت دموعها باطراف اصابعها وأخذت نفساً عميقاً ثم قالت بغصه مؤلمه
"بس انت قولتلي اننا مش هنكمل"
نفى سريعاً حديثها ليجيبها
"انا قولت لو هتبدأيها كدا بلاش نكمل يعني كنت اقصد انك لو شوفتيه تاني"
فقالت بجدية
"مقدرش اتجاهله يعني لو شوفنا بعض في مكان هقف واسلم عليه"
زفر بغضب ليهدر قبل ان يأذيها بحديثه مجدداً
"طيب تصبحي على خير"
فقالت ودموعها بدأت بالتساقط من جديد
"طيب سلام"
انتظرته يقول شيئاً اخر ولكنه انهى المكالمه لتعود من جديد في نوبة البكاء المريعهظلت تبكي دقائق طوال حتي اتاها صوت هاتفها لتلتفت له وعيناها لا تقوى على النظر
امسكته لتجد اسمه ينير شاشتها لترد سريعاً بدون تفكير فيأتيها صوته
"انزلي تحت انا واقفلك"
كانت سترفض ولكنه انهي المكالمه سريعاً لتذهب هي منطلقه نحو شرفتها تتأكد من انه بالفعل في الاسفل لتجد سيارته امام منزل خالتها،مسحت دموعها سريعاً بأطراف اصابعها وهي تبتسم لتسرع في جذب عبائتها وحجابها وتنزل للاسفلفتحت بوابه الفيلا لتخرج منها وهي تلتفت خلفها بقلق،لتجده كما هو يقف بسيارته
حول نظره نحوها ليجدها بهيئتها التي ابتسم تلقائياً حين رائها،عبائتها السوداء التي جعلت منه انساناً اخر،عيناها الجميله التي انتفخت اثر بكائها ووجهنتيها المحمره التي ساهمت في زيادة جمالها،حجابها المبعثر التى ظهر انها لفته سريعاً لكي تنزل له ليجعل الابتسامه تزداد فوق وجهه بحب
سمع صوتها حين وصلت الى نافذة سيارته
"عايز ايه"
ابتسم بندم على ملامحها وصوتها التى تغيرو اثر بكائها ليفتح لها الباب هادراً
"اطلعى الجو برد"
نظرت الى المقعد بتفكير لتزفر وهى تتراجع للخلف بغضب
"لا انا كويسة هنا..عايز ايه"
تنهد بقله حيله ليفتح الباب بجانبه وينزل لها
اقترب منها وابتسامته مازلت كما هي..لطيفه
وقف قربها ليهمس بنوع من الكوميديه لكي يجعلها تبتسم
"طيب..اديني جتلك مع اني بردان ومش لابس حاجه تحت القميص..هتخلي جوزك ياخد برد كدا!"
رمقته بأنزعاج ليزفر وهو يكتف يديه امام صدره ثم يقول
"مش عايز اشوفك كدا يا ليل..انا معاكي علشان اسعدك مش عشان تفضلي تعيطي للوقت ده"
نظر لها ليجدها تنظر الى الفراغ بصمت فأستكمل هو
"انا غلطان وغلطان اوي كمان بس زي ما قولتلك غصب عني..مش عايزك تفضلي كدا احنا من اول ما كتبنا الكتاب والخناق بقى دايم بنا وكدا مينفعش"
اتجه نحو سيارته ليجلب لها حقيبه كبيرة من داخلها
لمحت هي تلك الحقيبه لتلمع عيناها بفضول ولكنها سرعان ما حولت عيناها عنه عندما وجدته ينظر لها،نزع تلك الحقيبة عن هديتها ليخرج منها حقيبه متوسطه،وضعها فوق سيارته ليميل مره اخرى نحو سيارته ويخرج منها باقه من الورد حمراء اللون،ابتسم وهو يجلب تلك الحقيبه المتوسطه من فوق سيارته ليضع باقه الورد فوقها ثم يتجه لها
تنحنح قبل ان يقول
"خالتك قالتلي انك بتحبي الشكولاته دي..وجبتلك الورد ده واظن مفيش بنت مبتحبش الورد الاحمر"
مد يده لها بهم فتراجعت هي للخلف قائله
"مش عايزه حاجه منك"
سحب يده بابتسامة حزينه ليلتفت لسيارته مجدداً ويضعهم فوق السياره تحت نظراتها الخاطفه!
اقترب منها ليقف من جديد بجانبها
"طب اعملك اي قوليلي اصالحك ازاي وانا اعمله بس متفضليش كدا"
تأملته بعيناها لتجده يمسح فوق وجهه بتعب فقالت
"روح نام يا يوسف انا لما اصحي هبقى كويسة"
نفى برأسه سريعاً ليهدر
"مش هسيبك تنامي وانتي زعلانه مني يا ليل"
شعرت بغصه في حلقها اقوي من التي قبلها لتتجه بعيناها بعيداً عنه
فشعرت بيده تلامسها ليمسك يدها مقرباً اياها له،لم تعارضه فهي كانت تريده ولا تريد الابتعاد عنه
قبل يدها قبله طويله ليهمس بعدها وهو ينظر الى عيناها
"انا اسف اني خليتك تعيطي بس اوعدك انها مش هتتكرر تاني..لما قفلت معاكي حاولت انام كتير بس مقدرتش كان كل تفكيري مشغول بيكي من نبرة صوتك وانا بكلمك كنت عارف انك بتعيطي فمستحملتش تعيطي زياده عن كدا..روحت جبتلك الحاجات دي واتمني انك تسامحيني..انا آسف يا ليل والله غصب عني وانا ندمان اوي اني رفعت صوتي عليكي بس والله انا ما شكيت فيكي"
فقالت بنبره مرتجفه
"بس بس انت لو مكنتش شكيت فيا كنت وقفت وسلمت عليه انما انت اخدتني بطريقه وحشه اوي"
فقال بنبره حنونه اظهرت مدى ندمه
"يا روحي انا من الاول مبحبش الشاب ده وانتي عارفه بكدا"
فقالت سريعاً
"بس ادهم محترم وزي اخويا"
مال عليها يقبلها فوق جبهتها،فأغلقت عيناها تشعر بقبلته ليتركها هو متنهداً ثم يقول وكأنه يحادث طفله وليست بالفتاة البالغة
"يعني انا دلوقتي لو روحت قعدت مع اي صديقه وقولتلك انها زي اختي هتوفقي"
اخذها التفكير وسرعان ما ادركت ما قاله حتي اخذت تهز رأسها سريعاً برفض قائله
"لا طبعاً"
فأبتسم هو قائلاً
"يبقى خلاص"
ابتعدت عنه قليلاً لتقول
"بس انت عندك صحاب بنات في الشركه"
جذبها سريعاً نحوه يرفض بعدها هادراً
"صحاب شغل يا حبيبتي صحاب شغل"
فقالت بتذمر
"بس اقوله اي..هيزعل مني"
فقال بهدوء قبل ان ينفجر مجدداً عليها
"ليل يا حبيبتي انتي متجوزه"
ابتسمت بخفوت ليجذبها هو داخل صدره هامساً بحنان
"دموعك غاليه عليا اوي يا ليل"
شعرت بدفئ بين صدره رغم برودة الجو لتحاصر خصره بيديها لتشعر بدفئ اكثر
دفن هو وجهه في عنقها ليتنفس بقوه وكأنه يستشعر رائحتها التى لطالما شعرته بطفولتها ومدى برائتها حتي سمعها تهمس
"خلاص مش زعلانه منك"
فهز برأسه بين عنقها نافياً لحركاتها التى استشعرته انها تريد الخروج من بين عناقه ليزمجر قائلاً
"خليكي شويه"
ابتسمت بعشق لتجذب يدها من جديد حول خصره
شددت عليه بتمعن ليبادلها هو حركاتها مشدداً فوق ظهرها بخفه فتعالت ضحكاتها وهي تقول
"يوسف خلاص ممكن حد يطلع ويشوفنا"
نفى حديثها حين قال وهو يطبع قبله خفيفه فوق خدها
"محدش ليه دعوه بينا"
ليجذبها مره اخرى الى صدره وابتسامه سعيده ظهرت فوق ثغره حين قال
"حاسس بشعور جميل اوي..كأني حاضن طفل..خليكي شويه"
عضت على شفتيها بخجل لتظل واقفه مكانها
فشعرت بأنفاسه وهي تضرب وجهها لتعلم ما هو القادم الان فطالما تعودت على انفاسه هذه الذى يأتي بعدها شيئاً يشعرها بالدوار فقالت سريعاً بتردد
"يوسف خليني اشوف الهديه"
اخرجها من بين صدره لتتأمله هي بتردد وهو يجذب هديتها من فوق سيارته
مد يده لها بابتسامته الجميله لتجذبها هي بسعاده ظهرت في عيناها
"علفكره انا بحب اوي الورد الاحمر..وكمان الشكولاته دي بقالي كتير مبكلهاش"
تأملها بحب وهي تفتح حقيبة الشكولاته وابتسامه عاشقه ظاهره على ملامحه لتخرج هي قطعه من الشكولاته صارخه بسعاده
"يوسف دي اللي بالبندق ده انا بعشقها"
فضحك بحب ليهمس
"اشكري خالتك بقى انها عرفتني"
اخذتها بين فمها لتأكل منها قطعه صغيره ثم تجذب من الحقيبه قطعه اخرى وتمد يدها له
"امسك هتحبها اوي"
مد يده ليأخذ قطعه الشكولاته التى اكلت منها فتراجعت هي بيدها للخلف سريعاً قائله
"لا دي انا اكلت منها خد دي"
هز رأسه بنفى ليهدر
"لا انا عايز دي"
تعجبت منه لتمد يدها له بها فيأخذها هو منها
أكلها لتردف هي وهي مازالت على تعجبها
"ما كنت خد السليمه"
اجابها بابتسامة خبيثه ظهرت على وجهه
"لا دي مسكره زياده"
ختم حديثه وهو يمسح على وجهنتيها متفرساً ملامح وجهها التى يعشقها رغم ذبولها من اثر بكائها الطويل بسببه.
اغلقت ليل عيناها لتشعر بلمساته الحنونه على وجهها تتغلغل داخل روحها لتداوي قلبها
شعرت بيده تتركها ليهمس لها
"ادخلي خلينا نتكلم الجو برد"
فتح باب السيارة عندما انهى حديثه لتوافقه الرأي وتصعد داخل السيارة فيستدير هو الى الجهه المقابله ويصعد بجانبها
تأملها بحب وهي مستمره في اكل الشكولاته ليهمس بأعجاب
"حلوه اوي العبايه دي"
نظرت الى عبائتها لتردف بنبره ساخره
"دي حلوه!"
فقال بتأكيد ليمسك بطرفها من ناحية يديها قائلاً
"والله جميله عليكي اول مره اشوفك بيها"
فضحكت وهي تلتهم بخفه اخر قطعه من قطعه الشكولاتة التى كانت بيدها
"ده انت ملاحظ بقى"
اقترب منها لتتراجع هي الى الوراء بتوتر فتسمعه يقول
"اومال لو ملحظتكيش هلاحظ مين"
لما يجعلها تجاوبه لتحبس انفاسها سريعاً عندما شعرت بشفتيه الرطبتين تلتصقان بشفتيها لتأخذها في عالم اخر ولكنها سرعان ما تأوهت ليبتعد عنها يوسف سريعاً بخوف مترقباً اياها بعيناه لتقول هي
"يوسف قولتلك كذا مره بلاش الحاجات دي احنا في الشارع"
تراجع بظهره للخلف وهو يتنفس الصعداء ليقول بفهم
"اه طيب مش هقربلك تاني"
ليضغط على زر استطاع من خلاله غلق جميع ابواب السيارة عندما شعر انها ستخرج منها وتهرب كعادتها لتفشل هي بالفعل في فتح الباب فتلتفت له بأنزعاج وغضب هادرا
"بقى كدا"
تحولت نظراتها سريعاً لتنظر له بخجل التى اظهرته على هيئه غضب مما يفعل لتتحاشى النظر اليه
ولكنها سرعان ما نظرت اليه بعد دقيقه واحده
لتجده ينظر نحو الطريق وهو يمسح على وجهه بنعاس،وجهه المتعب الذى جعل من مشاعرها شيئاً حزيناً لتنظر نحو الساعه الصغيره الموجوده داخل سيارته فتجدها الخامسه فجراً!
صدمت كثيراً فبقى القليل فقط على عمله وهو لم ينم نظرت له مره اخرى والندم سيطر عليها لتقترب منه بتردد وتطبع قبله رقيقه فوق خده لتسرع في العوده الى الوراء وكأنها لم تفعل شيئ
أنت تقرأ
مـُنقذ ليل
Romanceهُنا، كانت طفلة تكبر وهي تحمل في قلبها أحلامًا أكبر من عالمها. كانت ترى في المستقبل نافذة مفتوحة على أملٍ مشرق، حيث أرادت أن تصبح صيدلانية، أن تكون جزءًا من شيء أعظم، شيء يمنح الآخرين الشفاء،لكن العالم، لم يكن كما تتخيله،ففي لحظة واحدة،تغير كل شيء...