البارت الخامس والثلاثون
من رواية:مُنقذ ليلمن السيء أنك من بعد تجاوزك لأغلب الأشياء، مازال بداخلك لحظة من الماضي مخلّدة تُشعرك إن كل ذلك التجاوز لم يكن شيئًا!
استيقظت ليل على صوت رنين هاتفها
لتتقلب في فراشها بنعاس قبل ان تدرك ان هذه النغمه ليست نغمه المنبه! بل احد يتصل بها!
التفتت سريعاً نحو هاتفها واخذته في حركة سريعه
اتسعت ابتسامتها بشكل ملحوظ وهي تفرك عيناها
لتجيب:
"الو"
فيأتيها نبرته الهادئه
"صباح الخير انتي لسه نايمه ولا اي!"
اجابته سريعاً بكذب
"هاا لا انا صاحيه اهو"
ابتسم بهدوء قائلاً
"انا لسه صاحي بس قولت اشوفك"تنفست بعمق وهي تشعر بتلك الفرشات التى تتراقص على قلبها.
ليتنهد هو قائلاً
"قومي يلا شوفي هتعملي اي وانا الساعه تمانيه هتلاقيني واقف تحت"
هذه المره لم تكن فراشات فحسب بل كانت هره شعرها كثيف نائمه على قلبها!
تنحنحت قليلاً قبل ان تقول
"حاضر"ترك الهاتف جانباً ولكنه قبل ان يتركه تماماً لاحظ شيئاً غريباً فأمسك هاتفه مره اخرى
وكان الشئ الغريب عباره عن رساله نصيه من اسامه ارسلها في الساعه التاسعه ليلاً ولكنه لم يراها
وكان نصها
"محتاج اتكلم معاك اوي،بكرة الساعة 12 هستناك في الكافيه اللي جنب شركتك"زفر الهواء بعدم رضا وهو يغمض عيناه فلم يأتي شيئاً امامه سواها! ليل!
هو يفكر في ليل ولم يقل لاحد، وكذلك اسامه يفكر في تسنيم ولكنه صارحه الان
الشئ الذي فعلته تسنيم لا يغتفر ولكنه اذا رأي الناحيه من عند ليل فكان سيقف بجانبها ولن يقول انها على خطأوقف واتجه الى المرحاض لاداء روتينه اليومي ولم يفكر في شيء اخر
اما هي فخرجت من المرحاض واتجهت نحو خزانتها لتجذب ذاك الفستان الذى اختارته ليله البارحه
جلست على فراشها وهي تتخيل نفسها الان واقفه في منتصف المكتب وتعطي يوسف مواعيده
ضربت بقدميها الان وهي تشعر وكأنها سوف تطير الان لتسمع بعدها هاتفها الذي اعلن رسالة قادمه فأخذته سريعاً
وكان نصها:
"هاتي معاكي اي كتاب عشان حضرتك هتذاكري"
نفخت بضيق ولكنها وافقت وهي تبتسم.في الساعه الثامنه ودقائق
بعد ان ودعت ليل عائلة خالتها واخذت التعليمات اللازمة منهم خرجت من باب الفيلا وقبل ان تغلق البوابه رأته واقفاً امامها
رفع يده يحييها قائلاً
"صباح الخير"
فأبتسمت واستمرت في غلق الباب وهي تجاوبه
"صباح النور"
اقترب منها خطوه واضعاً يده في جيبه بهيبه واضحه وهتف قائلاً
"أتاخرتي على فكره"فقالت سريعاً
"كنت مش عارفه اخد كتاب اي معايا فأخذت الفيزياء في الاخر"
عقد حاجبيه بتعجب قائلاً
"وهتعرفي تحلي فيزياء في المكتب!"
فهزت رأسها بنعم
أنت تقرأ
مـُنقذ ليل
Romansaهُنا، كانت طفلة تكبر وهي تحمل في قلبها أحلامًا أكبر من عالمها. كانت ترى في المستقبل نافذة مفتوحة على أملٍ مشرق، حيث أرادت أن تصبح صيدلانية، أن تكون جزءًا من شيء أعظم، شيء يمنح الآخرين الشفاء،لكن العالم، لم يكن كما تتخيله،ففي لحظة واحدة،تغير كل شيء...