البارت العشرون

4.3K 188 6
                                    

البارت العشرون
من رواية:مُنقذ ليل

-كُل الأشياء أصبحت باهتة، تشابكت الأمور عُقدة فعُقدة، المشاعِر الجانية، الملامِح الهالِكة، الزفرات الساخنة، الحنين المؤسِف، كلها تفاصيل كُرِرت في تاريخي، كانت أحداثٌ مؤلمة، وهاهي الأن أحاديث أُبادِلُها نفسي، شعوري المليء بالغبار، كانت تكنُسُه الموسيقى، أما الأن تعزِفُني الموسيقى بؤسًا بؤسا، ثم ترقُص الموسيقى على أوجاعٍ لم تلتئِم بعد، على مسامِع النسيان تترنم فتُحرِكُ شجى الإحتضار وتموت الكلمات في أفواهِ الساكتين، فتُشنُ الحروب العاطفية، والكثير من القتلى فتسيل دموع الجرحى على خشبةِ المسرح.
*
دخل يوسف المنزل من جديد فركضت تجاهه تسنيم قائله بخوف
"عملت اي يا يوسف"
يوسف جلس على المقعد وهو يمسح على وجهه
ليردف قائلاً
"متخافيش، كل حاجه اتحلت ولقيت الملف الحمدلله"
تسنيم تنفست براحه لتقول
"الحمدلله الحمدلله يا حبيبي"

تعالى صوت يوسف منادياً على الخادمه
" ميرييي"
ميري مهروله
"جايه اهو"
فقال يوسف بهدوء
" تعالي يا ميري"
فقالت ميري بأحترام وهي واقفه امامه
" ايوه يا دكتور محتاج حاجه؟"
يوسف بابتسامة أجابها
"محتاج اعتذرلك على اللى حصل مني الصبح،حقك عليا كان غصب عني"!
فاطمه سريعاً قالت
"استغفرالله استغفرالله، يا دكتور اعتذار اي بس متقولش كده"
فضحكت تسنيم فشاركها الضحك يوسف ليردف قائلاً
"متزعليش منى يا ميري بس انتي عارفاني وقت غضبي"
فقالت ميري بابتسامة
" فاهمه يا دكتور ومش زعلانه خالص حضرتك زي اخويا الكبير"
ضحك يوسف ضحكه صاخبه قبل ان يقول
" اخوكي الكبير، ده انتي اكبر مني يا شيخه"
فضحكت ميري هي وتسنيم...
*
في اليوم التالي

اليوم الاول للدراسه

نادية
"خلي بالكم من نفسكم يا بنات،وركزوا"
حنين بتذمر
"هو اسامه مش هيوصلنا "!
نادية
"اسامه اي اللي هيصحلكم الساعه سبعه ده هيصحى ل جامعته بالعافيه"
فضربت حنين الارض بقدميها بتذمر
نادية بغضب نوعاً ما
"بس يا بت، خدوها مشي المدرسة مش بعيده"
ليل متدخله
"خلاص يا حنين هنمشي عادي،وفعلا المدرسة مش بعيده"
حنين بصراخ على والدتها رفعت سببتها لها قائله
"دي اخر مره يا ماما اخر مره ومش همشي تاني"
وركضت مسرعه الى الخارج
فحملت ليل حقيبتها وقالت بابتسامة
"متزعليش يا خالتو انتي عارفه حنين"
نادية بتفهم
"عارفه يا بنتي،روحي يلا وخلي بالكم من نفسكم"
ليل بابتسامة مالت عليها وقبلتها بحب قبل ان تقول
"حاضر يا حبيبتي"
وذهبت مودعه اياها..

عندما خرجت للخارج رأت حنين واقفه مع يحيى ويقف بجانبها ببعض مترات يوسف ويبدو انه يجرى مكالمه فقلبت عيناها بملل منه وقالت بفتور لحنين
"يلا يا حنين هنتأخر"

نظر الي يوسف فلم ابادله النظره واكتفيت بالنظر الى الفراغ
ولكن عيناي كانت تترقبه رغماً عني
مازال، مازال ينظر الي
لم اجد ما افعله إلا اني انزلت حقيبتي من فوق ظهرى وفتحتها وكأني اترقب شئ بداخلها وانا بالحقيقه انظر لفراغ الحقيبة

مـُنقذ ليلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن