البارت الثاني والثلاثون
من رواية:مُنقذ ليل- كثيرًا ما يكون الحزن ملتصقًا بداخلنا، ولا يتركنا حتى نشعر بأنه مثل جزء من وجودنا، فنتألم بصمت وندعي أن كل شيء على ما يرام.
قال يوسف ضاحكاً
"بقالي ساعه بقولك مالك"فقالت وهي تمصمص شفتيها بأنزعاج
"هقولهم اي في البيت!"وقف يوسف وهو يجذب كوب قهوته معه ويقول قبل ان يتكئ فوق كرسي مكتبه
"مش عارف والله..... متقوليش"لتضع ليل يدها على ثغرها وقد اتسعت عيناها بخوف لتقف وهي تقترب منه قائله
"كدا هكون هربت من المدرسة صح؟"ابتسم يوسف ابتسامه خفيفه وهو يهتف قائلاً
"صح... بس اسمعي بس... متقوليش المرادي وهي مش هتتكرر"جلست ليل امامه وهي تقول بخوف ظهر على وجهها
"بس كدا ممكن يعرفوا وكمان...."قاطع حديثها يوسف وهو يرفع يده فوق ثغرها لينحني نحوها ويمرر اصبعه نحو شفتيها قائلاً بعد ان رأي باب مكتبه يفتح:
"اسكتي متتكلميش"عضت ليل على شفتيها وهي تنظر الى الباب الذي كان بدوره ينظر لها.
ابتلعت ريقها في خجل بعد ان نزع يوسف اصبعه عن ثغرها.
ليدخل من الباب احدي اصدقاء يوسف وهو يهتف بمرح
"اي يا عم الدوخه دي"ضحك يوسف بمرح لينهض مصافحاً له بترحيب شديد
"كل ده شهر عسل يا استاذ معتز"فقهقه معتز قبل ان يقول وهو يضربه فوق كتفه
"ما انت لو كنت متجوز كنت فهمت"فضحك يوسف بصخب ولكن قاطع ضحكه وقوف تلك الجالسه التى اخذت حقيبتها وكانت تهم بالذهاب
ليستوقفها صوته وهو يقول
"انسه ليل... رايحه فين؟"التفتت له ليل وهي تضغط على حقيبتها
لتنظر له وتصمت وهي تنظر الى معتز..!
تنحنح معتز قائلاً
"طيب هستأذن انا بقى"ليهز له يوسف رأسه بالموافقه
وبالفعل يذهب معتز مغلقاً الباب خلفه
اتجه يوسف في خطوه واحده أمام ليل ليقول مهاتفاً لها بتعجب
"رايحه فين يا ليل!"قالت ليل وهي تضغط على حقيبتها اكثر
"هروح البيت"عقد يوسف حاجبيها وهو يقول
"البيت!"لينظر بعدها الى ساعة يده وهو يستأنف حديثه
"لسه معاد خروجك مجاش"لتقول ليل وهي تفرك يدها بتوتر وخوف
"يوسف"ليهز يوسف لها رأسه لكي تتحدث
لتقول هي مكمله لحديثها
"انا انا خايفه يعني لو حد عرف مش هيفتكر اني كنت جايه اشوف الشركه يعني....هيقول ان ان انا وانت يعني...."هزت الابتسامة طرف شفتيه يوسف ليقول مستدعي الجديه
"مش فاهم انا وانتي اي!!"عضت ليل على شفتيه بتوتر قبل ان تستأنف قائله
"يعني...هيفتكرونا اننا يعني.....مرتبطين"
أنت تقرأ
مـُنقذ ليل
Romanceهُنا، كانت طفلة تكبر وهي تحمل في قلبها أحلامًا أكبر من عالمها. كانت ترى في المستقبل نافذة مفتوحة على أملٍ مشرق، حيث أرادت أن تصبح صيدلانية، أن تكون جزءًا من شيء أعظم، شيء يمنح الآخرين الشفاء،لكن العالم، لم يكن كما تتخيله،ففي لحظة واحدة،تغير كل شيء...