البارت الثلاثون
من رواية:مُنقذ ليلفي الليل، كل ما يمكن زرعُهُ في الروح، هو صمتٌ لطيف ينمو برفق.
نادى يوسف عليها قبل ان تخرج من الفيلا لتلتفت ليل له..
اما هو فأغلق باب الفيلا خلفه وهو يسألها
"هتقعدي لوحدك"!
عقدت ليل حاجبيها بتعجب فكيف علم انها تخاف الجلوس بمفردها..!
ليتنحنح هو وهو يقترب منها ويعرض عليها وجوده معها
"هقف معاكي لحد ما يجوا"
نظرت ليل الى فيلا خالتها وبعدها حولت نظرها اليه لتقول بعدها متعجبه:
"هما فين"!
وضع يوسف يده في جيب بنطاله وقال وهو ينظر الى الارض في حركه عفويه منه
"هتعرفي لما يجوا"
تعالى صوت رنين هاتفه ليخرجه من جيبه ويضغط بعدها زر الرد بعد ان رأي انه غيث صديقه
"ايوه يا غيث""لا لا قول للانسه امل وهي هتجبهولك علطول"
"خلاص ماشي"
وانهى المكالمة.
كل هذا تحت انظار ليل الموجهه نحوه
نظر هو عليها لتبعد هي عيناها عنه سريعاً فأبتسم بخفه من حركاتها تلك..!
ليقول بعدها بتنهيده في محاوله لفتح حديث معها
"انتي عارفة غيث"!
اعادت ليل النظر اليه وقالت
"ااه شوفته مره على التلفزيون"
شعر بحركاتها الذي صدرت عن قدميها فنظر بطرف عيناه نحو قدمها
فأبتسم بهدوء وركب سيارته الذي كان بدوره مستنداً عليها.
نظر لها بعد ان اغلق باب سيارته وقال
"تعالى اقعدي مش هنفضل واقفين"
وافقته ليل لانها كانت تشعر بتعب قدميها،اما يوسف ففعل هذا لانه علم ان قدميها تؤلمها..!
جلست بالمقعد الذي بجانبه فتنهد هو بابتسامة وقال
"عارفه كتاب الحب الميت"!
فهزت رأسها ب لأ..!
فقال هو وهو ينحني ليتكئ امامها ويبدأ بالسرد
"غيث ده كان بيحب بنت مريضه عنده بس للأسف حبها في ظروف وحشه اوي... كان عندها كانسر...هو حاول على قد ما يقدر انه يعالجها بدوره الدكتور الخاص بيها بس للأسف هي ماتت بعد ما اتجوزوا بسنه واتعمل ليهم من شهرين كدا كتاب اسمه الحب الميت"
زمت شفتيها بحزن مردفه:
"ربنا يرحمها يارب..... والله صعب عليا"
لم يهتم يوسف بالذي تفوهت به بل كان كل تركيزه على شفتيها التى كانت ترتعش حزناً..
فأكملت ليل حديثها قائله:
"وحش اوي الموت ده...بس الحمدلله اكيد في مكان احسن دلوقتي "
رفع يوسف عيناه ليتجه بنظره الى عيناها الذى بدورها كانت تتعامد مع اشعه الشمس البسيطه!
ابتلع ريقه بهدوء ليرفع بعدها بصره للاعلى ثم يعاود النظر اليها ولكن تلك المره كان ينظر اليها وكأنه يقول:
-كانت عيناها أجمل من أن أرى غيرها !
انتبه لذاته لينفخ بعدها بقوه وكأنه سيخرج هذا الشعور منه!
ويلتفت بعدها الى الوراء وهو يقول بغصه..!
"كان فيه مايه هنا.... اااه خلاص لقتها"
ارتشف بعد قطرات الماء،
عاود النظر اليها وهو يغلق الزجاجه بعد ان انتهى من الارتواء:
"تشربي"؟
رفعت ليل عيناها له ومدت يدها بهدوء لتأخذ منه الزجاجه
كان هادئاً تماماً وهو يرأها ترتشف من زجاجته التى لا يقدر احداً على مسكها بحجة انه يشمئز من ملامسات البشر.!
ولكنه كان هادئاً للغايه..!
تعجب من نفسه كثيراً ونظر الى باب فيلاته الذى كان يفتح بهدوء لتخرج من خلفه "ميري" الذي امرها ان تحضر طعاماً وتخرجه للخارج..
اقتربت من السياره بعد ان رأتهم لتقول بأحترام لصاحب عملها
"اتفضل يا دكتور زي ما طلبت"
تناول منها يوسف طبقاً واعطاه ل ليل لتمسكه منه ليل في تعجب
فيتناول بعدها الطبق الثاني وهو يقول بابتسامته المعتاده
"تسلميلي يا ميري"
ليفاجأه بعدها قول ليل
"شكراً يا ميري"
فأبتسم لها بهدوء.
اما ميري فأكتفت بالابتسامه وغادرت سريعاً..
قالت ليل في حرج
"شكراً يا استا..."
ليقاطعها يوسف سريعاً وهو يضحك قائلاً:
"طب ما بلاش استاذ دي انا مش بدرسلك دلوقتي"
نظرات التعجب باتت على وجه ليل لتقول بهدوء وهي تنظر من نافذه السيارة:
"بس انا مش بقولك استاذ بحكم انك بدرسلي انا بقولها بحكم فرق السن اللى بنا"
زفر يوسف بملل ليهتف بعدها:
"طيب،كلي يا انسه ليل"
فنظرت له ليل سريعاً ولم تستطع التحكم في ضحكتها فأخذت ضحكتها تتعالي سريعاً.
برغم من ان يوسف ابتسم على ضحكتها إلا ان ابتسامته اختفت حين رأي حراسه الذين يقفون امام الفيلا!
ليطل برأسه من نافذه سيارته ويهتف بهم قائلاً:
"اتفضلوا انتوا للجنينة"
انتبهت ليل له،فعلمت انها اخطأت لتردف بأسف سريعاً:
"انا اسفه مكنتش اقصد اعلي صوتي بس انا معرفتش اتحكم في نفسي"
ابتسم يوسف مجدداً بطرف شفتيه ليضغط بعدها على زر على يمينه استطاع من خلاله غلق جميع النوافذ بالسيارة قبل ان يهتف لها قائلاً:
"حاسبي ايدك يا ليل"
لتنزع ليل يدها من ناحيه النافذة
ليهتف هو مستأنفاً حديثه
"كلي يلا"
ويبدأ هو بعدها بالاكل تشجيعاً لها على تناول الطعام مثله.
وبالفعل بدأت في تناول طعامها بهدوء
عكس ما كانت عليه فهي كانت جائعه للغايه..
أنت تقرأ
مـُنقذ ليل
Romanceهُنا، كانت طفلة تكبر وهي تحمل في قلبها أحلامًا أكبر من عالمها. كانت ترى في المستقبل نافذة مفتوحة على أملٍ مشرق، حيث أرادت أن تصبح صيدلانية، أن تكون جزءًا من شيء أعظم، شيء يمنح الآخرين الشفاء،لكن العالم، لم يكن كما تتخيله،ففي لحظة واحدة،تغير كل شيء...