البارت الحادي عشر
من رواية:مُنقذ ليلضاق بها الطريق ،وليس معها رفيق ،فلا تقدُم ينفع ،و لا رجوع يشفع فإن بقيت أهلكها البقاء ،و إن قفزت أهلكها الوقوع ،وإن حاولت أن تعود فلن تستطيع الرجوع وتلك هي أنفُسنا قد يضيق أمامها الأفق ، وتنغلق أمامها الطرق.
تحشرج صوتها في حنجرتها وبصعوبه نطقت:
"انا اسفه مكنتش اعرف انكم انتوا"
نظر لها يوسف وكان سيتحدث حتى قالت اخته
"عادي يا حبيبتي،انتي اسمك ايه؟"
فأبتسمت وقالت بحماس
"اسمي ليل وانا بنت خالة حنين"تسنيم بصدق تحدثت
"اسمك جميل اوي يا ليل"
فأبتسمت ليل وانكمش وجهها للاسفل مدعواً للخجل.واخيراً تنحنح يوسف قائلاً لناديه
"اومال هما فين"!
فقال عمر من الخلف بضحكه صاخبه
"هما هنا اهم"
فأبتسم يوسف ووقف من مكانه لكي يحتضن صديقه الذي لما يرآه منذ سنين..
فصاح عمر باشتياق
"عامل اي يا دكتور"
فأجبه يوسف بنفس ابتسامته
"انا بخير الحمدلله،فين اسامه"
فقال عمر وهو يجلس
"دلوقتي هيجي بس بعيد عنك قرر ياخد كورس"
تعالت ضحكات يوسف حين سمعه فنظرت له ليل بطرف عينيها وابتسمت رغماً عنها على ضحكته الذي ضحك الجميع بسببها.نهضت نادية من مكانها تاركه ليل بمفردها معهم..
فنظرت ليل الى الارض بحرج ولكنها سمعت صوت يسألها
"انتي في سنه كام يا ليل"
فكان هذا صوت تسنيم
فأجابتها ليل وهي تبتسم
"انا داخله تالته ثانوي"
فقالت سريعاً تسنيم بابتسامة
"انتي قد حنين يعني...يلا ربنا معاكي يا حبيبتي...اومال فين ماما! انا عمري ما شوفت اخت طنط نادية"
وعندما سمعها عمر توقف عن حديثه مع يوسف ونظر الى ليل سريعاً مستشعراً لردها!
حتى ان يوسف نظر له متعجباً!
اما ليل فتجمعت الدموع في اعيونها وحاولت بشتى الطرق حبسها ولكنها فرت هاربه..
فتحدث عمر بهدوء:
"ليل انتي كويسة"!
اما ليل فلم تستجمع قوتها لرفع بصرها لعمر فهي ظلت تنظر للارض وتفرك يدها بقوه
لم يصدق يوسف انها تجاهد ان لا تبكي!
فنظر إلى تسنيم نظره معاتبه فبالتأكيد والدتها متوفيه!
فتنحنح قائلاً باعتذار
"انا اسف بالنيابة عنها يا آنسه ليل،هي مكنتش تعرف"
فأكمل وهو يأخذ شهقه عميقه
"ربنا يرحمها يارب"
استجمعت ليل بقية قواتها لتستأذن من الحاضرين الصعود الى غرفتها تحت نظرات الجميع القلقه عليها ومنادات تسنيم وعمر لهااغلقت باب غرفتها بهدوء ينافي صخب قلبها وجوارحها،لقد عاد كابوسها من جديد وعادت معه ايام العذاب والحزن والذكرايات المؤلمه.
اسندت جسدها على طرف الفراش سامحه دموعها بالهطول بقوه قاتله!
*
بعد قليل كانت تجلس حنين بجانب تسنيم
فتحدث يوسف معاوداً الحوار من جديد
"احنا مكنش قصدنا حاجه والله"
فأتجهت حنين إليه وقصت عليه قصة ليل!
تحت نظرات عمر وناديه المحظره لها ان لا تكمل فبالتأكيد ليل سوف تغضب منها!
ولكنها لم تنتبه لهم واكملت سرد قصتها عليه
فغمر يوسف فاه بصدمه غير مصدق لما يسمعه منها لاول مره....هل وصل بها تلك الام ذلك العنف!
اهل ذلك الذي كان يضربها مسمياً برجل!
الرجل ليس على المرأه بل هو رجلاً بجانبها.السور المنيع لها!،صديقها، والدها، كل شئ لها ليس عليها!
فلم يتحدث ويعطي رأيه فأفكاره اعطت الكثير والكثير
أنت تقرأ
مـُنقذ ليل
Romanceهُنا، كانت طفلة تكبر وهي تحمل في قلبها أحلامًا أكبر من عالمها. كانت ترى في المستقبل نافذة مفتوحة على أملٍ مشرق، حيث أرادت أن تصبح صيدلانية، أن تكون جزءًا من شيء أعظم، شيء يمنح الآخرين الشفاء،لكن العالم، لم يكن كما تتخيله،ففي لحظة واحدة،تغير كل شيء...