كان حفل زفاف (ممدوح) و(نرمين) هادئاً رومانسيا، ومن يراهما وهما يتمايلا فى رومانسية مبتذلة لا يمكن أن يتوقع ابداً أن هاذين العروسين قد أزهقا روحاً منذ قليل ، على عكس (كريم) الذى كان يقف وحيداً مصدوماً تائهاً طوال الحفل بشكل ملحوظ، ولم تفهم الست (سعاد) السبب فمالت على أذن (يوسف) الجالس على الكرســـى المجاور لها، وهمست:
- فى حاجة مريبة.. ابنى (كريم) مش على طبيعته ابداً.. الستة دول فى بينهم سر كبير.. وفى حاجة كانوا بيعملوها قبل الفرح.. حاجة كان لازم نعرفها!
التفت لها (يوسف) وقال:
- طب نعمل ايه منا اتدبست فى انى اجى الفرح معاكى.. كان زمانى راقبتهم وعرفت كانوا فين وبيعملوا ايه!
أشارت الست (سعاد) لشاب فى مثل عـمــر (يوسف)، يرقص مع العروسة، وقالت لـ(يوسف):
- شايف الولد اللى هناك دا؟.. دا أخو (نرمين).. (لؤى) قالى انه فى تالتــه ثـانــوى زيـــك.. حاول تتعرف عليه.. وحاول تقرب منه وتقرره!.. اللى انا فهمتــــه ان (نرمين) مبتحبش حد فى الدنيا قده.. اكيد هو عارف سرها!
اومأ (يوسف) برأسه، وقال مازحاً:
- علم وينفذ يا فندم.
فى تلك اللحظه اتجهت (مريم) ناحية مركز الفرح حيث ترقص (نرمين) مع أخيها (على)، وحيث يرقص (ممدوح) مع (لؤى) الذى كان يرقص بافتعال كما وكأنه يؤدى واجباً.. فقط حتى يسير كل شئ كما يفترض أن يسير!
أمسكت (مريم) بيد (نرمين) لتشاركها رقصة، وقالت لها بصوت مسموعاً بالكاد وسط الزحام الصوتى للحفل:
- الف مبروك يا (نرمين).. زواج سعيد وللأبد ان شاء الله!
ضحكت (نرمين) وردت عليها:
- للأبد للأبد يعنى؟!
قالتها ثم اقتربت منها وهمست فى أذنها:
- (كريم) شكله مفضوح جداً.. اللى يشوفه هيعرف اننا لسا قاتلين قتيل دلوقتى!
نظرت (مريم) لـ(كريم) الذى كان واقفاً بعيداً فى ركن القاعه يتصبب عرقاً، وأكملت (نرمين):
- عليكى وعلى (كريم).. لو مش عايزانا نتفضح وقصتنا تنتهى يبقا لازم تحتويه وتضمنى انه مش هينطق بولا كلمة!
اومأت (مريم) ولم تجادلها، واتجهت ناحية (كريم)، بينما اقترب (ممدوح) من (نرمين) واحتضنها وأخذ يرقص معها الرقصة البطيئة على هذه الموسيقى الهادئة الرومانسية.. كان شكلهما لطيفاً حقا..
فخرج (لؤى) من مركز القاعه المخصص للرقص، واتجه ناحية (نور) التى كانت واقفه بعيداً بمفردها وجذبها فى خفة من يدها وقال:
- تعالى نرقص سلو.
اعترضت قائلة وهى تمنعه من ان يجذبها:
أنت تقرأ
إكسير الموت - Elixir Of Death
Fantasyكثيرًا ما نقابل الناقمين الراغبين في الموت، ولكن هل هم على استعداد للانتحار حقا؟! معظمهم لا.. فغريزة البقاء تقوم بدورها وتجعل حتى أكثر المتشائمين والناقمين يفعل المستحيل ليعيش.. فالحياة حقا تجربة تستحق أن تحارب من أجلها! ولكن إلى أي مدى؟ وما هي حدود...