5 - مـبـادئ ..
أن يكون لديك ما يجذب الناس هو شيئ رائع بالتأكيد!!
لكنه يجعلك تتسائل دوماً، هل يحبونك لشخصك؟.. أم هنالك سبب آخـر؟
فلو أنك غنى.. هل سيظلوا يحبونك اذا أفلست؟
ولو أنك وسيماً جداً.. هل سيتأثر حبهم لك إذا أصبحت مشوهاً؟
أم أنهم يحبونك لأنك أنت؟.. لذاتك؟
هذه هى مشكلة (ممدوح) الرئيسية فى حياته.. فهو فاحش الثراء!!
يملك من المال ما يكفى أحفاده المستقبليين!!
لكنه لم يشعر يوماً أن أحداً يحبه بصدق..
حتى والده الذى يعمل بالخليج طوال عمره، لا يراه منذ طفولته إلا فى بعض المناسبات..
يظن أن علاقته بابنه هى علاقة مادية فحسب!
صحيح أنه السبب فى كل هذا الثراء الفاحش الذى يعيش فيه ، وأن كل ما يتمناه يحصل عليه.. ولكن.. ماذا عن الأشياء الذى يتمناها وليس لها ثمن؟!
ماذا عن الأسرة السعيدة، والحضن الدافئ، والنصيحة الأبوية، واللمة الحلوة؟!
أشياء حرمانه منها لا تقدر بثمن!
وماذا عن والدة (ممدوح)؟!.. كانت تقضى معظم شهور السنة فى مـصـــر مع (ممدوح) لترعاه، ولكن فى الواقع وجودها لم يكن مؤثر ابداً!!
فهى مشغوله دوماً بأصدقاء النادى، والحفلات التى تقيمها بالفيلا!
لا ينسى (ممدوح) ابداً يوم ظهور نتيجة الثانوية العامة.. كان يشعر بالغيرة عندما يسمع من زملاؤه أنهم خائفين من آبائهم إذا لم يوفقوا فى النتيجه.. كان يرغب فى مثل هذا الاهتمام!
طوال حياته يبحث (ممدوح) عن شخص يحبه بصدق ويكون مهتماً به لطيفاً معه حنوناً عليه..
ولكن أى صديق أو صديقة حصل عليهم كانوا فقط معجبين بعربيته الغالية، أو الفيلا التى يسكن فيها، او أى شئ له علاقه بثراءه!
إلى أن وجد (نرمين).. وشعر معها بأنها تحبه حقاً وبصدق..
بالطبع كان هذا ما يظنه..
وتعرف أيضاً على أصدقاء (نرمين)، وأحب جداً (لؤى) وبدأ يشعر أنه سيكون صديق حقيقى له، لكن هذا الشعور تبخر تماماً، وأدرك أنه لا شئ بالنسبه لـ(لؤى)، عندما أراد (لؤى) أن يعرف إذا كان كلام الدجال صحيحاً وتعويذة الخلود هذه حقيقية أم لا..
عندما كانوا الستة واقفين فى صالة الفيلا ، وصوب (لؤى) فوهة المسدس ناحية رأس (ممدوح) و..
وضغط الزناد..
ودوى صوت الرصاصة فى المكان..
* * *
اخترقت الرصاصة رأس (ممدوح) ثم استقرت فى الحائط الذى خلفه ، ووقع (ممدوح) أرضاً جثة هامدة وجحظت عيناه ، وصرخت (نرمين) بينما ظلت (نور) تنظر غير مصدقة ولم يستطع أحد أن ينطق ، وظل الجميع ينظر مصدوماً!
أنت تقرأ
إكسير الموت - Elixir Of Death
Fantasyكثيرًا ما نقابل الناقمين الراغبين في الموت، ولكن هل هم على استعداد للانتحار حقا؟! معظمهم لا.. فغريزة البقاء تقوم بدورها وتجعل حتى أكثر المتشائمين والناقمين يفعل المستحيل ليعيش.. فالحياة حقا تجربة تستحق أن تحارب من أجلها! ولكن إلى أي مدى؟ وما هي حدود...