السابع عشر من يناير.. الساعه العاشرة صباحاً..
استيقظت (نرمين) عندما سحب شقيقها طالب الثانوية العامة الغطاء من فوق رأسها فوضعت يداها على عينيها لتحميها من ضوء الشمس الذى تسلل لغرفتها ، وقالت له:
- يا (على)! .. مش قلتلك متصحنيش بالطريقة دى يا رخم!
أخذ يداعب شعرها ويسحب المخـده من تحت رأسها قائلاً:
- ايــــه اللى مرجعك امبارح الساعه حداشر بالليل يا (نرمين) .. كنتى فين طول اليوم يا هانم؟!
ردت عليه ضاحكه:
- لا والله؟! .. هتعملى فيها اخويا الكبير ولا ايه يا واد!
ضاقت عيناه وهو ينظر لها، وقال:
- طب روحى شوفى بابا عشان عاوزك.
عقدت حاجبيها فى غضب وهتفت:
- وهو ماله هو!
وتركته فى غرفتها وذهبت إلى والدهما الذى كان جالساً أمام التلفاز، وكان يبدو عليه الشيخوخه، وقالت له بصوت مرتفع:
- عاوز ايه يا بابا؟!
التفت لها ، وقال فى عصبية:
- بتعلى صوتك عليا ليه يا بت؟!
- (على) بيقولى انك عاوزنى.
- كنتى فين طول اليوم امبارح وليه راجعه بالليل اوى كدا؟
- وانت مالك؟!
قال فى حنق:
- هو انا مش ابوكى يا بت؟
اقتربت منه وقالت له فى حدة وصرامه ولكن بصوت منخفض حتى لا يصل الصوت إلى أخيها:
- ابويا؟!.. ودا من امتى دا يا حج؟!.. ومن امتى بيفرق معاك انا بعمل ايه اصلاً!!.. انت حرمتنى من اى حاجة حلوة فى حياتى.. انت اوحش حاجة فى حياتى.. انا مش بطلب من ربنا غير انه يريحنى مـنك!.. انت مش خلاص ارتحت وجبتلك عريس غنى يطلب ايدى؟!.. واهو بيتهيألى أغنى بكتير مما كنت تتخيل!.. طلعنى من دماغك بقى.. ملكش عندى غير الفلوس اللى هديهالك كل أول شهر.. انا اللى بصرف عليك دلوقتى من فلوس خطيبى.. وأى حاجة خطيبى هيقول عليها تقول حاضر وخلاص.. كلامى واضح؟!
شعرت أنه يبلع ريقه بصعوبه وقد توتر جداً ، ثم نظر أرضاً ولم يستطع أن ينظر فى عينيها ، ولكنه استجمع شجاعته وقال بصوت حاول أن يظهره قوياً ولكنه خرج مكسوراً مهزوزاً:
- اخفى من قدامى.
- ولا عاوزه اشوف خلقتك.
قالتها فى امتعاض وانصرفت من المكان ، ودخلت غرفتها فوجدت (على) بداخلها يتصفـــح رواياتها التى تقرأها، فنظرت له قائلة فى حنـان:
- ايه يا (على)؟!.. بتقرأ فى ايه؟!
التفت ناظراً لها ببرائته التى تعشقها ، وقال:
أنت تقرأ
إكسير الموت - Elixir Of Death
Fantasyكثيرًا ما نقابل الناقمين الراغبين في الموت، ولكن هل هم على استعداد للانتحار حقا؟! معظمهم لا.. فغريزة البقاء تقوم بدورها وتجعل حتى أكثر المتشائمين والناقمين يفعل المستحيل ليعيش.. فالحياة حقا تجربة تستحق أن تحارب من أجلها! ولكن إلى أي مدى؟ وما هي حدود...