نصف الحقيقة21

17 1 0
                                    


"الخامس من مارس"

يا لها من حالة من الضياع شعر بها (لؤى)!

والدته لم تعد للمنزل منذ عدة أيام، وأخيه منذ حوالى ثلاثة أسابيع..

لقد أصبح وحيداً!

لم يشغل باله سوى بإيجاد والدته، فهو لم يحب كما أحبها، ولم يتعلق كما تعلق بها.. وليس مجرد كلام يقوله أى رجل عن أمه بل هى حـقيقة وواقع!

(نور) تتجنبه منذ يومين، هل هى تشعر بالضيق لأنه لا يفكر سوى فى والدته؟!.. وكيف سيفكر فى شيئ آخر ووالدته مفقوده؟!

لم يكن يفهم لما تتجنبه (نور)، فكيف سيخطر فى باله الإجابة الحقيقية؟!

كيف سيخطر فى باله أن (نور) هى من قتلـت أمه مع (مريم) و(نرمين)؟!

على أى حال فهو يأس مـن الوصول لوالدته، تماماً كما يأس من الوصول لـ(كريم).. لقد إتصل بكل فرد فى عائلته ولم يجد إجابة.. لقد أبلغ حتى الشرطة بفقدان والدته ووعدوه أنهم سيبذلوا قصارى جهدهم وسيتواصلوا معه فوراً إذا وجدوها.. حسناً.. إنه يعرف جيداً أن هذه العبارة تعنى أنهم لن يتواصلوا معه!

إنه لا يستطيع كذلك الوصول لـ(يوسف) ، فقد أخبروه أنه هرب منهم، ولكـــنه لم يعد لمنزله كذلك.. فأين هو؟!.. لقد هرب بالتأكيد بلا رجعة!

(مريم) إختفت تماماً.. لم يعد يرغب أحد فى وجودها.. سوف تعتمد على نفسها الآن!

أمـــا (لؤى) فكان محبطاً مكسوراً ولكن أدرك أن عليه أن يمارس حياته، وقرر أن يذهب للكلية اليوم.. كان نائماً كعادته طوال الأيام الماضية فى شقة شارع النخلة، فمر على منزله أولاً وارتدى ملابسه ثم اتجه لجامعـتــه..

لم يجد هناك سواه من أفراد شلته ، وكان معظم الدفعة مشغولة بالكلام عن (أشرف) وإختفائه.. لقد أصبح الأمر مملاً بالنسبة له.. إنه لن يعود!.. اشغلوا حياتكم بأمور مفيدة واتركوا هذا الأمر للنسيان!

أتته رسالة من (نور) تخبره أنها تريد أن تراه فى منزله للضرورة القصوى، ولم يمر ساعه حتى كان هو فى صالة منزله معها، وكانت هى فى حالة يرثى لها، وظلت صامتة لمدة طويله، قبل أن تستجمع شجاعتها وتقول:

- أنا عارفة اللى حصل لمامتك يا (لؤى).

انتفض (لؤى) ونهض من مكانه مفزوعاً واقترب منها هاتفاً:

- حصلها ايه؟.. انطقى!

رفعت نظرها له وقالت فى لهجة نادمة وهى تبكى:

- (نرمين) قتلتها!

هل ما سمعه صحيحاً؟!

شعر أن قدميه لم تعد قادرة على حمله، ووجد نفسه يقع أرضاً من أثر الصدمة.. لم يفهم سوى أن والدته ماتت!

إكسير الموت - Elixir Of Deathحيث تعيش القصص. اكتشف الآن