في تلك الحديقة الخلفية لقصر العارفي ..
تتربع سمرائنا الفاتنة على العشب منغمسه بين طيات ذلك الكتاب القامع بين يديها الناعمة...لكن سرعان ما احست بأقترابه فأغلقت الكتاب وهبت للوقوف بارتباك امامه .. بينما ابتسم الاخر بطرف شفتيه برضا وقال بعدها: لمي حاجتك انا هاخدك اجازه ..
لتتلعثم في دهشة وعدم استيعاب: نعم؟ اجازة ايه الي تاخدني ليها يا امجد مش فاهمه؟
امجد ببساطة: جهزي حاجتك طيارتنا ساعة تسعة باليل ..ليدق قلبها الصغير بارتباك وهي تحاول فهم مايجري: طب .. طب على الاقل قولي رايحين فين!!
ليتركها ويغادر دون رد .. وتبقا هي وحدها وسط الحديقة تعض شفتها بتوتر وقلق مما يريده اخوها .. لابد انه يخطط لشيء .. يجب علي ابلاغ والدي بسفري على الاقل!!لتهرع نحو الداخل ولغرفتها بالتحديد فتبدل ثيابها على عجل وبالها مشغول وخائف.. وما ان انتهت حتى فتحت باب حجرتها وبدأت بالتسلل حتى وصلت البوابة الخارجية ليوقفها الحرس ..
- انا عايزه اخرج .. جهزولي العربيه ..الحارس بنبرة شبه ساخرة وقاسية: مفيش خروجه يا انسة .. البيه منبه علينا..
لتنظر له بحزم وهي تفتح البوابة بنفسها لتخرج: انا عايزه اروح لأبويا ..
زادت نبضات قلبها وهي تحاول تمالك نفسها بعد سماعها صوته خلفها وهو يقترب: على فين يا أميرة القصر ..لتستدر له قائلة بهدوء: انا هروح مشوار وراجعة ..
لتلتفت لتأخذ خطوة اخرى لكن ... اوقفتها ضحكته الساخرة وهو يقيدها بذراع واحده وبقسوة و يسحبها: لااا رايحة فيين بسس .. مش قالولك البيه منبه مفيش خروجه ..لتحاول ابعاده قليلاً: يا امجد بالله عليك اناا هروح نص ساعة وراجعة على طول .. مش .. مش انت قولت هنسافر يعني على الاقل اروح اطمن بابا...
لتفر من بين يديه لكنه قبض على عضدها بقوة مجدداً وسحبها ثم دفعها امامه نحو الداخل: حضري حاجتك الرحلة بقا موعدها بعد اربع ساعات .. يعني دلوقتي زي الشاطره تروحي قدامي تجهزي وتنزلي واحسبي حسابك ان السفرية دي مطوله حبتين حلوينن ..
ليخرج صوتها متشحرجا وعيونها تذرف الدموع بهدوء: طب وبابا !! انا عايزه اشوفو قبل ما امشي .. عايزة اطمن عليه!!!
ليرفع رأسه للأعلى وهو يسحب نفسًا عميقاً ويزفره ويعاود النظر لها ببسمة وصوت غير مطمئن: أميرة القصر .. امشي جوه ..
لتبلع ريقها الاخرى بخوف وتلتفت عائدةً ادراجها .. وتسرع بالدخول الى حجرتها واغلاق الباب خلفها وهي تستند عليه بظهرها وبصرها موجه للأمام بصمت تحاول اخذ نفس عميق واخراجه حتى هدئة ..
لترفع شعرها الداكن بفوضويه على شكل كعكه وتسحب حقيبة السفر تلك من الخزانة وتبدأ بتعبأتها بثيابها وما تحتاج

أنت تقرأ
وشاء ان تحميني
General Fictionرواية باللهجة العامية المصرية.. .......... القصة تجمع بين المغامرة والغموض والكراهية والحب كلها تتجسد في شخصيات ابطال الرواية احفاد يكملوا ما بدأه الاجداد ويبدأون بدفع ضرائب ليسوا اصحابها .. ..ضرائب قاتله .. فإما ان يخرجوا سالمين منها إما فلا الانت...