اغمضت عينيها بأنتشاء لتلك النسائم الباردة التي هاجمتها من زجاج نافذة السيارة المفتوح .. تحاول سرقة اكبر كمية من تلك النسائم الباردة في رئتيها ..لتفتح عينيها تعاين الطريق بكل تفاصيله دون ان تسمع ضوضاء الشارع بسبب تلك السماعات التي لا تسمع منها إلا صوت تحركاته .. قبل قليل كان يستحم، ثم غير ثيابه والان ارتمى على السرير ليخرُجَ صوتها الهادئ يخالط صوت انفاسه المنتظمة: تعبان؟
يوسف بهمهم: لأ ..
ياسمين بأبتسامة جانبية: انت بتكدب دايماً من ناحية الاجابة على السؤال دا .. انت بتكدب كتير يا يوسف؟يوسف: انت لسانك طويل مش ملاحظة انه عايز قطع ؟
كمال مقاطعاً ضحكتها المشاغبة: Nous sommes arrivés, mademoiselle. (لقد وصلنا آنستي.)
لينزل كمال قبلها يفتح لها الباب خاصتها فتنزل ياسمين وعيناها تطوفان في المكان
كان المنزل الكبير مُحاط بسورٍ من القرميد يوضح كبر حجم حديقة المنزل لكن ما ان تعبر ذلك السور حتى يذبل شيء في داخلك ما أن ترى تلك الحديقة للشاسعة ميته بالكامل .. كأصحاب المكان لا جد ولا اولاد ولا احفاد ينعشون اركان المكان ..
ابتلعت ياسمين ريقتها بتوجس وسارت متقدمة بينما كمال خلفها ببضع خطوات كظلها ..
صمتها وشرودها في باب المدخل الخاص بالمنزل قبل دخولها جعل الذي على الطرف الاخر من الاتصال يفهم ما تشعر به فقد كان موجوداً في مشهدٍ مشابه لكن مع رامي: جنبك على اليمين في شباك مكسور انا ورامي كسرناه واحنه بنلعب كورة .. روحي جنبه ..
لتفعل ياسمين ماقاله وهي تعقد حاجبيها بفضول .. فيكمل هو : بدل ما نصلحه جبنا صلصال او عجينة لعبه وحطيناه على كل الحواف المكسورة .. عارفة ليه ؟
ياسمين وهي تقف امام ذلك الشباك وتتلمس الحواف الحادة التي تجمد عليها ذلك الصلصال وحتى تكسر بسبب طول السنين التي مرت عليه: ليه؟
يوسف وهو يعيد خصلاته للخلف وعيناه شاردة في سقف غرفته: رامي كان نفسه العصافير تدخل البيت وتشوفيها علشان والدتك مكانتش تقبل تطلعك بره البيت بسبب البرد لحد ما تكبري شويه ومناعتك تقوى ..
ليصلهُ صوت ضحكة سعيدة من الطرف الاخر ليكمل هو بما جعلها تتوقف عن الضحك فيضحك هو بدلا عنها: بس الجزء الاهم من القصة ان الكرة لما رميناها بالغلط على. الشباك هي كسرته ودخلت ولسوء الحظ سريرك كان قدام الشباك تقريباً علشان توصلك الشمس وبدل ما تتدفي وتاخدي ڤيتامين D .. حصلتي على اول خبطة فدماغك يومها ..
طرفت ياسمين بعينيها بعدم تصديق وهي تسرع بالدخول من الباب نحو الجهة ذاتها التي حصلت بها تلك الواقعة وعينيها بدأت تُجسد لها خيال الحادثة : وانا عيطت وقتها؟!

أنت تقرأ
وشاء ان تحميني
General Fictionرواية باللهجة العامية المصرية.. .......... القصة تجمع بين المغامرة والغموض والكراهية والحب كلها تتجسد في شخصيات ابطال الرواية احفاد يكملوا ما بدأه الاجداد ويبدأون بدفع ضرائب ليسوا اصحابها .. ..ضرائب قاتله .. فإما ان يخرجوا سالمين منها إما فلا الانت...