حكاية ٥

13 0 0
                                    

                   "وكنتَ عوض الله لي 🤎"

.. قاعدة على البحر بشرود فى حياتها، ودموعها بتنزل بعنف وكأن عقلها أعلن الحرب عليها، وكأنه بيتخلص من دموع سنين كانت المفروض تنزل ومنزلتش.
_ ممكن أعرف بتعيطي ليه؟
.. بصت جنبها لقت شخص غريب اول مره تشوفه، استايل عشوائي محبب للقلب، تيشيرت بسيط وبنطلون أبسط وكاب لطيف، كأنه شخص طالع من فيلم تسعيناتي لطيف
رجعت بصت قدامها تاني ومردتش على أمل إنه يمشى لأن أخر حاجه دلوقتي قادرة تعملها إنها تحكى، بس المفاجأة إنه جاب كرسي وقعد جنبها، كأنه بيعلن حرب عليها مع عقلها، عقلها اللي بيتمرد عليها دلوقتي بإنها تخلص قلبها من الحِمل اللي شايله بقاله سنين وتحكي، والغريب المرة دي إن قلبها موافق.
_ اتنهدت وقالت عندك استعداد تسمع؟
_ بصلها باستغراب مع فضول وقال: طبعًا، كلي آذان صاغية.
_ اتنهدت وقالت: يبقى أحكيلك من الأول بقى.
.. رجعت بذاكرتها لأربع سنين، وقت ما كانت لسه ١٨ سنة، بتحب الخروج والفسح والطبخ، ببساطة كانت مليانة حياة، اتقدملها شخص محترم، مستواه المادي كويس، قال إنه بيحبها من زمان، أهلها شافوا إنه مناسب، وهى وافقت لأنها حست إنها معجبة بيه، تمت الخطوبة وبعدين بعدها بسنة كتب الكتاب والفرح، وزي ما بيقولوا إن كل حاجة بتظهر بعد ما بيتقفل الباب، فعلاً دا حصل شخص عصبي لدرجة الضرب، سليط اللسان، كذاب، شكّاك، بخيل وكل الصفات اللي قلبك يحبها، ومع كل مرة انضرب فيها كان يجي بعدها يعتذر ويقول إنه بيحبني، ولما أقوله إنت بتدوس على كرامتي، يقولي:
_حبيبتى مفيش حاجه اسمها كرامة فى الحب.
.. بصت للشخص اللي قاعد جنبها وقالت عارف الغريب كان اى؟
_ الغريب كان إن أهلي بيقولولي استحملي، ماشين بمبدأ ضِل راجل، مثل غريب كان ضحياه كتير أوي، وكنت دايمًا بقولهم وأنا اى اللي يجبرني أعيش مع واحد بالشكل دا، كانوا بيقولولي يا بنتي  بيحبك وشاريكِ،  أقول طب وكرامتي اللي بتتهان في اليوم تسعين مرة، والعلقة اللي بتصبح وأتمسى بيها، عارف كانوا بيردوا يقولوا اى ؟
بصلها باهتمام وهز راسه بتشجيع إنها تكمل: 
_ كانوا بيقولوا نفس جملته، مفيش حاجه اسمها كرامة في الحب، اللي هما مش فاهمينه إن الكرامة حاجه والحب حاجه تانيه خالص ومينفعش أي حاجه فيهم تيجي على التانية عشان كدا الدنيا هتخرب، محدش قَدر تعبي ولا إني خلاص طاقتي خِلصت، ومش قادرة أحاول مع الشخص دا تاني، فقولتلهم خلاص أنا هرجع وسيبتهم ونزلت وجيت على هنا، وأكيد زمانهم قالبين عليا الدنيا دلوقتي، بس مش مهم أنا هبدأ حياتي هنا من جديد.
_ طب وجوزك!
_ضحكت بوجع وقالت:  أخر مرة ضربني فيها من يومين،  عملت تقرير طبي وأظن دا هيساعدني إني أقدر أخلص منه للأبد، وفهمت دلوقتي حكمة ربنا في إني مخلفتش منه، مع إني كنت ببقى زعلانة، وكنت بقول ممكن لو خلفت يتغير، لكن ربنا عالم بنفوس عباده، وكان عالم إنه مش هيتغير وإن مينفعش أي حاجه تربطني بالانسان دا، عارف أنا قرأت حاجه من فترة بتقول:
واذا خُيرت بين الحب والود فاختر الود، مفهمتهاش وقتها اللي هو ازاى الحب ممكن ميبقاش في ود بس دلوقتي صدقتها فعلاً،
عشان كدا ربنا قال " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً " ربنا ذكر المودة والرحمة مش الحب لأنهم أسمى بكتير من الحب، ولأن في ناس مَرضى بتستخدم الحب كعذر ليهم على جرح اللي قدامهم وكأنه بيقوله كفاية عليك أوي إني بحبك.
_ قال بعد سكوت طويل:  يا ربّ تكون الحرب اللي كانت جواكِ هديت.
بصتله باستغراب فكمل :
_ متستغربيش أكيد بعد كل اللي حكتيه دا، ودموعك في الأول دا كله بيأكد إن كان في حرب جواكِ، أنا مش عارف أقولك اى، بس بجد حاسس إني لازم أعتذر لك عن كل اللي شوفتيه في حياتك وأكد لك إن عوض ربنا هيفاجئك قريب أوي.
_ إنت مش محتاج تقول حاجه، شكرًا جدًا إنك سمعتني، بجد إنت مُستمع شاطر جدًا يا...
_ سليم، اسمي سليم.
_ اتشرفت جدًا بمقابلتك يا أستاذ سليم، انا رؤى، شكرًا مرة تانية بس أنا لازم أستأذن دلوقتي.
_ رد بسرعه وقال: طب هشوفك تاني؟
_ ردت بابتسامه بسيطة: لو لينا نصيب نتقابل تاني هيحصل، سلام.
_ معاكِ حق، سلام.
                         ..............................
أوقات المساعدة اللي ممكن تقدمها لشخص، هي إنك تسمعه من غير ما تتكلم، سيبه يطلع كل اللي جواه من غير ما تقاطعه، أوقات كتير مش بنحتاج حلول قد ما إحنا محتاجين من اللي قدامنا يسمعنا وبس 🤎

#حكاوي_رؤى_وسليم
#السلسلة_الثانية.

حكاوي رؤى وسليم.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن