حكاية ٧

16 3 0
                                    


_ لا إله إلا الله، بتعيطي تاني ليه يا بنتي، أنا مش سايبك أخر مرة كويسة.
بصتله بحزن وسكت.
قعد جنبي وقال: _اوعي تكوني اترفدتِ من الشغل.
هزيت دماغي بلأ، من غير ما أتكلم.
_ طب اى، مالك بس.
اتنهدت بألم وقولت: _خرج
_ خرج! خرج ازاي يعني!
ضحكت باستهزاء وقولت: _واسطة طبعًا، يعرف ناس مهمة وطبعًا خرجوه بكفالة، وهو دلوقتي قالب الدنيا عليا.
_ وهو عايز منك اى تاني؟
ضحكت باستهزاء وقولت: _عايز يرجعلي، قال اى لسه بيحبني وبيحلف إنه هيتغير.
_ وإنتِ عرفتِ دا كله منين؟
_ راح لأهلي يسأل عليا، أمي مكلماني تقولي يا بنتي ارجعي، دا لسه بيحبك وشاريكِ، يا بنتي دا عيط قدامي، كلهم مقتنعين لسه إني لازم أرجع، بيزن على صحبتي إنه عايز يقابلني ويرجعلي،
حطت ايدي على وشي وكملت: _أنا بجد تعبت.
اتنهد وقال:_ بالنسبة لموضوع إنك ترجعيله فده مش هيحصل، مينفعش تعيشي مع البني أدم دا تاني، أما إنك تقابليه فليه لأ؟
_بصتله باستغراب وقولت: منين مش هرجعله، ومنين عايزني أقابله!
_ افهميني بس قابليه عشان تقطعي أخر أمل عنده إنه يرجعلك.
_ خايفة.
_ خايفة من اى؟
_ خايفة أقابله، أنا متأكدة إنه زى ما هو متغيرش ولا عمره هيتغير، مش ضامنه لو قابلته ممكن يعملي اى مش بعيد يخطفني.
_ ومين قالك إنك هتبقى لوحدك أنا هبقى معاكِ.
_ لا أنا مش عايزة أسببلك مشاكل كفايه إنك بتسمعني والله، لو شافك معايا هيعملك مشاكل.
_ اسمعيني بس إنتِ هتقابليه في أى كافيه وأنا هبقى قاعد في الترابيزة اللي جنبكم عشان لو فكر يعمل حاجه ميلحقش.
_ وإنت اى ذنبك في دا كله بس؟
_ يا ستي أنا كائن رخم ملكيش فيه، ها هتقابليه امتى بقى؟
_ طالما هقابله هنحتاج نرجع القاهرة عشان مش عايزة حد يعرف إني هنا.
_  خلاص تمام نطلع بكره الساعه عشرة كدا عشان زحمة المواصلات.
_ ملهاش لازمة الموصلات، ربنا كرمني واشتريت عربية صغننة كدا على قد فلوسي، هنروح بيها إن شاء الله.
_ تمام هاتي رقمك بقى عشان أكلمك قبلها.
.. أخد رقمي واتفقنا إننا نروح بكره سوا، رجعت البيت وأول ما وصلت، كلمت ريم صاحبتي.
_ عاملة اي يا رؤى؟
اتنهدت بتعب وقولت: الحمدلله.
_ فكرتِ هتعملي اى يا رؤى، ياسر بيحبك بجد والله.
_ فكرت يا ريم، قوليله يقابلني بكره في الكافيه اللي جنب الجامعة بتاعتي
_ اى دا إنتِ في القاهرة!
_ هبقى أقولك بعدين، سلام دلوقتي.
_ سلام.
.. وكالعادة ريم نسيت تقفل المكالمة، سمعت صوت غريب فقلقت يكون فيها حاجه بس اللي سمعته..
_ أنا كدا عملت اللي عليا يا ياسر، هي هتقابلك بكره زي ما سمعت والباقي عليك إنت بقى، المنوم معاك أهو.
_ تمام أوي وفلوسك أهي.
. قفلت المكالمة مقدرتش أكملها، وفضلت أعيط وجسمي بيترعش بشكل غريب، مش مصدقه ان صحبة عمري تعمل فيها كدا، فجأة لقت تلفوني بيرن باسم سليم.
رديت بصوت حاولت يكون طبيعي: _ ألو ياسليم في حاجه ؟
_ لا بس كنت حابب أطمن عليكِ إنتِ كويسة؟
.وكأني كنت منتظرة سؤاله، صوت عياطي علي وقولت:
_ قولتلك إنه عمره ما هيتغير، متفق مع صحبة عمري عليا، باعتني عشان شوية فلوس، أنا دماغي هتنفجر، أنا مش لاقيه مبرر واحد ليها على اللي عملته أنا عمري ما أذيتها في حاجه، ليه تعمل فيا كدا ليه؟
_ اهدي يا رؤى اهدي كل حاجه هتنحل وكل دا هيخلص، يمكن ربنا جعله يخرج عشان يكشفهالك، لأن دي متستاهلش  تبقى صاحبتك أصلاً، اهدي أنا جنبك وعمري ما هسيبك، وهتخرجي من كل اللي إنتِ فيه دا قريب، استهدي بالله وقومي صلي ركعتين وادعيه هو أرحم بيكِ من الكل، قومي يا رؤى.
مسحت دموعي وقولت: _ حاضر، حاضر شكرًا يا سليم، وأسفه والله، مزهقاك بمشاكلي.
_ بس يا بنتي بطلي هبل قومي يلا ونامي بعدها عشان قدامنا يوم طويل بكره.
_ حاضر سلام.
.عدا اليوم بهدوء، صليت ودعيت ربنا كتير أوي، حسيت إن ربنا مدني بقوة غريبة، ونمت بهدوء.
.تاني يوم وصلنا القاهرة، روحنا الكافية، وتعمدت أتأخر لحد ما ياسر يوصل الأول، دخلت الأول وشوية وسليم دخل بعدي.
أول ما قعدت ياسر اتكلم وقال:
_ ازيك يا رؤى؟
  بصيت للعصير اللي كان طلبه لينا من قبل ما أجي، رفعت عيني ليه وجاوبت بنفاذ صبر: _ احنا مش هنحكي هنا خلص قول عايز اى؟
_ يا رؤى أنا اتغيرت بجد، ولسه بحبك وعايزك ترجعيلي بجد.
_ إنت عمرك ما هتتغير يا ياسر، إنت مريض نفسي ومتقولش إنك بتحبني لأن دا عمره ما حصل، وحتى لو اتغيرت فده يبقى لنفسك مش ليا، لأني معنديش أى حاجه تاني أقدمهالك، لأنك ببساطه موتني وموت أى حاجه جوايا كانت ممكن تبقى ليك، ابعد عن حياتي علشان أنا مش باقيه على حد وأظن إنك عارف كويس أنا ممكن أعمل فيك اى لو حاولت تقربلي، وأه بالنسبة للي العصير اللي حضرتك حاطط فيه منوم دا اشربه إنت يمكن نرتاح منك شويه، وأخر مرة بقولك ابعد عني وعن حياتي يا ياسر.
. قومت مشيت وسليم خرج ورايا، ركبنا العربية، سليم حاول يتكلم معايا، لكن مكنتش قادرة أنطق بحرف، فضلت ساكتة طول الطريق لحد ما وصلنا لبيت ريم، التفت لسليم وقولت:
_ ممكن تستناني هنا، أنا مش هتأخر.
هز راسه بهدوء، فسيبته وطلعت.
.كنت بطلع السلالم وأنا بفتكر كل ذكرياتنا سوا، بحاول أدور ليها على مبرر واحد، واحد بس مش لاقيه.
خبطت على الباب، فتحتلي ودخلت، قعدت على أول كرسي جنب الباب ومقدرتش أنطق غير:
_ ليه؟
ردت بعدم فهم:_ هو اى اللي ليه يا رؤى؟
دموعي نِزلت وقولت: _ليه تعملي فيا كدا، عملتلك اى وحش عشان تبيعيني بشوية فلوس؟ ليه كده ردي عليا، ليه؟
_ اسألي نفسك يا رؤى، ليه كل حاجه أحبها تاخديها مني؟
قولت باستنكار: _ أنا خدت منك اى، أنا عيشت حياتي كلها معاكِ ، بشاركك في كل حاجه، أنا خدت منك اى ها ردى عليا!
_ أنا عرفته قبلك وحبيته قبلك ليه تاخديه.
قولت بدهشة: _ إنتِ أكتر واحده عارفه أنا كنت مغصوبه ازاى على الجوازة دي، ده أنا كنت باجي أعيط في حضنك يا شيخه وأقولك مش عايزاه، ومش عارفه أعمل اى، ودلوقتي تقوليلي أخدته منك، مين اللي دخل في دماغك الكلام دا؟
_ هو، هو اللي قالي كدا، هو اللي قالي إنه كان بيحبني أنا وكان هيتجوزني أنا بس إنتِ اللي أخدتيه مني، وكان علطول يقولي قد اى إنتِ فرحانه بيه.
ضحكت بوجع وقولت: _فرحانه!، رفعت كم فستاني وأنا بكمل:_ اتفضلي شوفي يا اللي بتقولي فرحانة، اتفضلي شوفي العلامات اللي في جسمي من الضرب اللي كنت باخده منه كل يوم، هو عندك أهو اشبعي بيه، بس لما يوريكِ اللي شوفته منه، متبقيش تيجي تعيطيلي، وانسي إنك عرفتيني في يوم ومش عايزة أشوف وشك في حياتي تاني.
فات يوم واليوم جر معاه أسبوع والأسبوع جر معاه شهر، اتغيرت، بقيت أقوى وبقيت أحسن من الأول بكتير، فعلاً ابتلائتنا بتعلمنا وبتغيرنا وبتقوينا، ورحمة ربنا ولطفه بتبقى محوطانا، ورحمة ربنا بيا كانت سليم، وقف جنبي من غير مقابل، ساعدني كتير أوي، بجد أنا بحمد ربنا كل يوم إنه وقفه في طريقي.
_ بتكتبِ اي؟
_ ولا حاجه عادي.
_ طيب بصي بقى من غير كلام كتير كدا، تتجوزيني؟
_ إنت عارف رأيي في الموضوع دا يا سليم.
_ مش هيحصل حاجه لو اديتي لنفسك فرصة تانية، واوعي تفكري تقوليلي وذنبك اى تاخد واحده مطلقة، أنا أمي نفسها اللي الطبيعي إنها هي اللي تبقى مش موافقة، دي موافقة عليكِ أكتر مني، فمش عايزك تبقى شايله هم كلامها ولا كلام الناس، ها قولتِ اى بقى؟

. ولأن حياتنا بنعيشها مرة واحدة، ولأنه مش غلط أدي لنفسي فرصة تانية، ولأن لازم لما الفرصة تيجي لحد عندنا منضيعاش، ولأني مش هلاقي زيه تاني، وافقت.

وبجد كان عوض ربنا ليا، جه معايا عند أهلي وفهمهم الوضع، وأهلي حبوه أوي يمكن أكتر مني، واتجوزنا وربنا رزقنا بمكة وآيات.

اوعى تيأس من رحمة ربنا مهما مشاكلك كانت محوطاك وخليك واثق في لطف ربنا الخفي دايمًا.🤎
                              ...........................
كدا تاني سلسلة من حكاوي رؤى وسليم خلصت، وإن شاء الله كل السلاسل الجاية، كل حكاية فيهم هتبقي منفصلة عن التانية.
وأخيرًا، أتمنى إنها تكون بتأثر في أى حد هنا بالايجاب مش بالسلب. 🤎

#حكاوي_رؤى_وسليم
#السلسلة_الثانية.

حكاوي رؤى وسليم.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن