ذكرى من الماضي.

588 27 94
                                    

لطالما كنت ارافق امي الى بيت صديقتها، و حين تفتح لنا الباب افلت يد والدتي و اركض الى الداخل لأراه

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

لطالما كنت ارافق امي الى بيت صديقتها، و حين تفتح لنا الباب افلت يد والدتي و اركض الى الداخل لأراه.

كنت اجده يجلس في الصالة يمزج الألوان بعشوائية و يلطخ تلك الورقة البيضاء، و حين يراني يفلت ما بيديه و يركض نحوي و هو ينادي باسمي، لقد اخطأ بنطقه مجددا.

تازاي

يعاني من مشكلة في نطقه لحرف الراء، يصل اليّ بعد ان سقط عدة مرات و قام مجددا، يبتسم و يتمسك بسروالي بقامته القصيرة، يطلب مني ان احمله.

لا ارفض له طلبا، نظرا لكوني اكثر من احبه و عشقه، كنت انتظر القدوم لمنزلهم رفقة امي بفارغ الصبر لألقاه و العب معه.

ارفعه نحوي و اتأمل تلك الإبتسامة الصادقة، فقد سنا اخرى، بفت~

يا لضرافته!

اغمر وجهي في عنقه لأستنشق تلك الرائحة اللطيفة المنبعثة من شعره البرتقالي القصير، وهو يضحك ظنا منه اني اتعمد دغدغته.

العبا بهدوء يا اطفال

صوت والدته تأمرنا باخفاض صوت ضحكاتنا العالي لتأخذ راحتها في الحديث مع امي، و صوته الطفولي الذي يطن في اذناي وهو يقول.

حاضر ماما، هيا لنلعب في غرفتي تازاي

انه دازاي ايها الصغير

يومها كان يبلغ الخمسة اعوام حين كان لقائنا الأخير، صعدنا الى غرفته، لاعبته حتى نال منه التعب، بعدها سمعت امي تناديني لنعود الى المنزل.

كان نائما بين احضاني، انحنيت اقبل جبينه، و اداعب خصلات شعره البرتقالية.

ثم وضعته في سريره، و قصدت الخروج لكنه استفاق.

لا تذهب، تعنا نلعب اكثر

سأعود في الغد، انت متعب الآن صغيري تشويا

هل تعتُني( تعدني )؟

مَـا كَـانَ عَلَيْـكَ إِنْـقَــاذِي || sᴏᴜᴋᴏᴋᴜ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن