تشويا
نادى دازاي بنبرة هادئة ليهمهم الآخر متسائلا، رفع ذو العيون البنية نظره و تأمل الجالس بقربه مع قبعته السوداء و عيونه الزرقاء، بشعره الذي تتغلغل النسمات بين خصلاته البرتقالية بحرية، ليستطرد في حديثه بعد ان اشاح نظره و صوبه الى البركة يتأمل مياهها.
ان غادرتُ يوما.. هل ستفتقدني؟
التفت اليه تشويا مستغربا و شعور لم يفهمه يعصف بداخله، لكنه حاول كبح تلك المشاعر و التظاهر باللامبالاة، ليرد بنبرة ساخرة.
هل جننت؟ بالتأكيد لن افتقدك، لا يهمني رحيلك من عدمه
ربما يظن البعض انها مجرد كلمات عابرة، من شخص كان يمزح او قد قصد ما قاله حقا، لكنها كانت كخنجر قد غُرز في فؤادٍ باردٍ اراد ان يشعر صاحبه بالاهتمام ولو لمرة في حياته.
ارتسمت ابتسامة باهتة على وجه دازاي بينما كان قلبه ينبض بجنون و غصة تكونت في حلقه، تؤلمه، تؤلمه بشدة، يشعر برغبة في البكاء، يتمنى لو يحضنه احد بين اضلعه و يشعره ببعض الاهتمام.
يخبره انه لا يزال مرغوبا به في هذا العالم، يمسد على شعره بلطف و يمسح على خده بدفء، لكنه تلقى ردا باردا من شخص تمنى لو انه لا يفارق ناظريه، شخص اعجب بكيانه، بتصرفاته الطفولية احيانا و غضبه المستمر، شخص..
هل تفكر في الانتحار؟
اتسعت عيون دازاي حين سمع سؤال الآخر، كانت الغصة في حلقه لا تزول، يريد البكاء لكنه يكبح رغبته، اراد ان يتحدث، ان يقول لا، ان يحكي عن رغبته في العيش، العيش مع من سيتقبلونه و يحبونه يوما.
لكنه مهما حاول، يجد انه غير مرغوب به، لا احد يكترث لموته، لا احد يسأل عنه اذا اختفى، لا احد يكترث، هو من يتصل دائما و يطلب المساعدة بعد كل محاولة انتحار فاشلة.
لقد كان من يستنجد دائما، و ان لم يبادر بالحديث لا يفعل ذلك احد، ان لم يبح عن تألمه، لن يسأل احد، يرونه مجنونا، غبيا يهوى الانتحار.
أنت تقرأ
مَـا كَـانَ عَلَيْـكَ إِنْـقَــاذِي || sᴏᴜᴋᴏᴋᴜ
Teen Fiction• اكتب لنفسي لعلي ألقى اهتمامها. فيا نفسي كوني لي مستمعة راقية. ° و ان لم تكن نفسك لك صاغية، فاني هنا لأجلك، الست تقول اني نصفك المفقود. ها قد عدت لك فاحتويني بين اضلعك، و انا بأنفاسي الحارقة سأشعل روحك نارا تدفئك ابد الدهر. • اين كنت حين احترقت بحب...