_2_

927 46 1
                                    

استمتعوا...

"كتمتَ الهوى حتّى أضَرَّ بكَ الكَتمُ
‏ولامكَ أقوامٌ ولومهم ظُلمُ

‏فأصبحتَ كالنهديِّ إذ ماتَ حسرةً
‏على إثر هندٍ أو كمن شَفَّهُ السقمُ

‏تجنّبتَ إتيانَ الحبيبِ تأثّماً
‏ألا إن هِجرانَ الحبيبِ هو الإثمُ!

‏فذُق هجره قد كنت تزعم أنّه
‏رَشادٌ ألا يا ربّما كذبَ الزعمُ"


قد نقول أن الوحدة هي فرصة للتفكير و النمو الشخصي ، وأحيانًا، تعطيك الفرصة لاستكشاف هوايات جديدة واكتشاف ذوات جديدة. أو عندما تكون وحيدًا، يمكنك التركيز على ذاتك وتحقيق أهدافك الشخصية و كذلك تعزز الاستقلالية والقوة الداخلية.

لكن..


الوحدة قد تجعلنا نشعر بالحزن والاكتئاب أو قد نشعر بالملل والفراغ.
الوحدة قد تؤثر على صحتنا العقلية والعاطفية
،وقد يكون من الصعب التعامل مع الصعوبات وحدها دون دعم الآخرين

دعم الآخرين...

لكن جيمين الذي يجلس وحيدا في قاعة الاستراحة التي تعج بالمتدربين و المدربين و العاملين ، كل من يراه كان يبتسم له و يبارك له على ما قدمه لهذه الليلة.

كان شيء خرافي للعين لقد أحبه الكبار و الصغار ابتسامته التي لم تبخل على أحد كانت كافية لجعلهم يحبونه أكثر و لكن هل يحس بأن كل هؤلاء الأشخاص الذين من حوله يحبونه؟ يدعمونه؟

عالمه وحده لديه حبيبه سونغ جو الذي اعطاه كل ما تمنى و لكن لم يعطه الشيء الأساسي لعلاقتها

الحب..

لديه أصدقائه و لكن ليس لديه من يحكي له اتفه الأشياء التي حصلت له خلال يومه

"جيمين"
استيقظ من تراكم أفكاره ليبتسم للقابع أمامه.

"سونغ جو أهلا بك"
وقف من مقعده معانقا حبيبه الذي جاء لمباركته هذا ما يبدوا عليه بنظرة جيمين..

"بخير و مبارك لك لهذه الليلة"
فصلا العناق ليهز جيمين رأسه بخجل رادا عليه بابتسامة فقط ، لم تكن علاقة حب بل علاقة اخوة او اصدقاء فالحب يعطي و يكسب و لكن لا شيء من هذا يتحقق له..

"إذن غدا هو لقاء المعجبين"سأل سونغ جو ليتنهد الأقصر متذكرا ما سيمر به ، لقاء المعجبين سيكون مؤلما للرأس هو يحب معجبيه و لكن خِلوتُه مع قطته و فنجان قهوة كانت أقرب لقلبه

"نعم سيكون عند العاشرة صباحا"

"حسنا إذن عند انتهائك سأقلك لمنزلك "

توافقا على ذلك ليودعه الأطول ، ها قد عادت افكاره المتزاحمة لما لم يحظر له وردة صغيرة بمناسبة فرحته ، ولا حتى قبلة على الجبين..

هذه العلاقة تستنزف طاقته كليا يريد انهاء الأمر و لكنه خائف ... خائف من الوحدة الباردة.

اخرج نفسا مهزوزا ليتجه صوب خزانته مخرجا ملابسه ذاهبا ليستحم و يذهب لمنزله لأخذ استراحة او نوم عميق و هنيئ..

عميق؟
لقد نسى طعم نوع هذا النوم...

_


فتح باب شقته ليسمع مواء و احتكاك عند قدميه لينحني ماسكا قطه ذو اربعة اشهر

"بيكو كيف حالك .. هل انت جائع"
اصدر القط مواءا لطيف ليبتسم جيمين حامل قطه بين يديه مغلقا الباب وواضعا حذائه..

"انتظرني اضع حقيبتي وآتي لاطعامك"
وضع القط ليتجه نحو غرفته ، فتح الأنوار ناظرا للوحة التي كانت معلقة في الحائط الذي أمام الباب ، شقت ابتسامة حزينة على وجهه تذكر أسرته الصغيرة التي لم تعد في الوجود..
دفئه الأكبر كان تحت التراب....

حط حقيبته ليخرج متجها نحو المطبخ وورائه قطه الذي ملئ الشقة بموائه

"حسنا حسنا لقد فضحتني تفضل"
جلس مموضعا يده على خده يرى قطه الذي يأكل بشراهة و كأنه جاء من عام الجوع ، هو يطعمه كل وقت حتى اكتسب بعض الوزن وقد حذره البيطري من ذلك ، لان السمنة للقطة ضارة لهم،

لذا بدأ يخصص أوقات لاطعامه و لكن هيهات فبيكو ان لم تطعمه سيبقى يموء حتى تضع الطعام ، تمنى جيمين لو كان له زر الاطفاء...

ذبل وجهه بمجرد تذكر يوم الغد سيكون متعب و عليه تقديم جهد لسماع كل معجب .

"علي النوم فأنا حقا متعب".

راح مباشرة لغرفته منبطحا على فراشه نسي حتى أن يطعم نفسه ما يهمه راحته من هذه الأفكار ...

سينام؟

محال فعقله بدأ بالعمل بجد و تجديد أفكار وسواسية أخرى لما لم يكلمه سونغ جو؟ لما لم يرسل له تصبح على خير؟

هل هو عبئ عليه؟

تنهد ليجلس على سريره مادًا يده نحو الخزانة الصغيرة المتموضعة بجانبة بضوء هاتفه يبحث عن دوائه المعتاد للنوم..

وجده ليفتح العلبة يحسب كم كبسولة تبقت له
"خمسة و عند شربي الآن سيبقى أربعة علي شراء المزيد"
شرب مبتغاه ليعيد ما أخرجه لمكان واضعا رأسه على وسادته ، ينتظر ان يبدأ الدواء بمفعوله ، حتى أحس بأرجل صغيرة تخطوا على السرير علم أنه قطه ،

ليفتح له فراشه مندسا تحته بدأ يحك رأسه لتنطلق تلك الغرغرة المحبوبة لقلب مالكه ، دقائق معدودات و غرق في نومه هو و بيكو (قطه)

كان نائم بسلام و كأنه لا يملك هما في حياته صدق من قال لا تحكم على الكتاب من غلافه...

يُتبع ...

ꨄ︎ 𝑼𝒏𝒌𝒏𝒐𝒘𝒏 𝑳𝒐𝒗𝒆 ꨄ︎حيث تعيش القصص. اكتشف الآن