_1_

1.7K 67 10
                                    

استمتعوا..

‏"هَلَّا ابتَسَمتَ لِتُعْطِي الصُبْحَ بَهْجَتَهُ؟
‏ وَتُشْرِقُ الشَمْسُ إِنْ بَانَتْ ثَنَايَاك!"

مدّت أشعة الشمس الساطعة خيوطها الذهبية في ذلك اليوم القائظ من أيام الصيف الكوري، لتداعب الأماكن و الأزقة المتناثرة وتدفئ ثناياها إلى درجة الالتهاب ، لكن الحرارة الخانقة لم تمنع السائحين وأهل البلاد من ارتياد المدينة و زيارتها ...

وقف جونغكوك أمام باب الشركة التي يعمل بها حان وقت مغادرته
هو حقا عمل بجد و كسي لقمة عيشهم لم يشتكي و لن يفعل ذلك قد وعد نفسه أن يبقى صامدا إلى يوم مغادرته من هذه الحياة .

ركب سيارته ليريح رأسه على مقود السيارة ليتنهد بصوت مسموع يكره الايام الصيفية تُشعره بالاختناق من حرارتها ، فتح الأزرار الأولى من قميصه الأبيض ليتزن بموضعه و يعيد شعره الأسود للوارء بكلتا يديه،

كل وقته يذهب بالتفكير عن أخته كيف حالها و ماذا تفعل بالتفكير فيها أخرج هاتفه من جيب بنطاله الكلاسيكي ليدخل لجهة الاتصال و يبحث عن رقمها مجرد لمحه له ابتسم ضاغطا عليه، مستمعا لنغمات الرنة ..

"أهلا أوبا"
شعر بطمأنينة كبيرة بمجرد سماعه لصوتها الرقيق ، كان يجد و يكد من أجلها فقط ليرى ابتسامتها و لكن هل يتدوم له...

"أهلا أميرتي كيف حالك؟"
سألها بصوت مرتعش و نفس مختنق يكاد يبكي

"أنا بخير و انت متى ستعود لقد اشتقت اليك"
نزلت دموعه الساخنة بكل هدوء لا يستطيع المضي قدما بدونها..

"انا قادم عزيزتي و ايضا اشتقت لك اكثر"

بعدها ودعا بعضيها ليضع الهاتف بجانبه ليدع دموعه تنزلق معلنتا عن حزنه الدفين ، كان يحزن و يبكي وحده لا وجود لمن يطبطب في ظهره و يخبره بأن كل شيء بخير..

كلما يمسح دموعه تتجدد مرة أخرى بسبب أخته ذات 12 عاما منذ شهرين قد أصيبت بالسرطان في الكبد ، عند سماعه لهذا الخبر قد انهار كل ما بقي منه ، كان هذا المرض متوارثا فوالدته قد توفيت لنفس السبب اما والده قد انتحر لعدم استطاعته العيش بدون زوجته.....

لم يعيي لوصوله لوجهته فكانت أفكاره تعيق عيشه على هذه الحياة ، ركن سيارته لينزل منها متوجها لداخل المشفى .

"اهلا بك سيد جيون"
رحبت به مضيفة المشفى ليرد عليها بهدوء متقدما للمصعد ليدخل متوجها للطابق الثالث اين تقبع غرفة اخته..

أمر الطاقم بتجهيز غرفتها من كل شيء من تلفاز و سرير مريح و كل ما ترغب به و هو كان يريد فقط ابتسامتها..

"اخي!!"

قالت بفرح ليبتسم لها بسرور متقدما لها ليعانقها بضيق

"انت تخنقني كوكي"
بعد جملتها ارتخت يداه ليجلس بجانبها ماسحا على بقايا شعيراتها ..

"كيف حالك يوري؟"

"انا بخير يا لك من فاشل تحلى ببعض الشجاعة"
ضحك ليهز رأسه كان يعلم ان كلماتها تريحه و لكن شكلها هل يريحه؟

كلما رآها يذبل شعرها بدأ بالسقوط لم يتبقى منه الى القليل بسبب الدواء اما جسدها فقد كان هزيل و شاحبة اللون و عيناها تحيط بهما دوامة من السواد .. لما؟ لما عليه ان يمر بكل هذا؟

"ابتعد اخي اريد ان ارى حبيبي"
فتح عيناه على مصرعيها ناظرا اياها ،

"حبيب؟"

"اه اخي انه في التلفاز "

ادار رأسه ناحية التلفاز ليرى برنامج كان ببدايته

"انه من افضل المتزلجين و هو وسيم حقا"
قالت بحماس ليركز جونغكوك بتلك الشاشة الكبيرة ، يسمع هتاف الجمهور باسم المتزلج كان
-بارك جيمين- ليهدأ ذلك الهتاف بمجرد بدأ الأغنية

يرى ذلك البارك جيمين يدخل بهيئته المبتسمة ناحية الساحة الجليدية ، يتمايل على الايقاعات

"انه كالملاك"
قال بسرحان يصف تلك الشخصية كان ذا شعر أصفر يتطاير هنا و هناك بفعل حركاته و وجهه كان هادئ و مركزا في ما يفعله ، اما جسده الذي كان واضحا بفعل اللباس الضيق قد شتته .

لقد رأى مئات الأشخاص الوسيمين في حياته و لكن هذا الشخص قد جعله يسرح بمخيلته و يتناسى حقيقة أمره.

"اوبا لا تقع بعشقه فهو حبيبي"
استفاق بسبب صوت اخته ليضحك محرجا مما فعله.

"لا حبيبتي فقلبي عندك"

ضحكت بخجل فهي تعرف انه يحبها و لو كان ممكنا كان سيقدم لها قلبه لتعيش ما تبقى من حياتها ..

"اتعلم اخي ، لدي امنية"

اعطاها كل اهتمامه لينصت لها

"ماهي أميرتي؟"

"أريد أن التقي بالمتزلج جيمين"

قالت كلماتها الخجولة ليُقبل جونغكوك جبينها ، تعلم أن كلماتها لن تنسى سيفعل أي شيء لها حتى القمر بنوره يقدمه لها ، انها عالمه الوحيد

"حسنا لك ما تتمني"


_

يُتبع...

ꨄ︎ 𝑼𝒏𝒌𝒏𝒐𝒘𝒏 𝑳𝒐𝒗𝒆 ꨄ︎حيث تعيش القصص. اكتشف الآن