_3_

775 50 0
                                    

استمتعوا...

أحببتك هكذا بلا سبب، دون أن أقصد دون مصلحة أحببت عيناك ابتسامتك، عبوسك ، أحببت كل شيء.... كما قال محمود درويش: أحببتك مرغماً ليس لأنك الأجمل بل لأنك الأعمق

فعاشق الجمال في العادة أحمق. أحسست بأنك كنت تبادلني نفس المشاعر وقلتُ ربما خجلك أو خوفك أو كبريائك يمنعك من البوح .

ولكنني اعتقد الآن أنني كنت مخطئ مع الأسف. وأنا كذلك اعترف بأنني خجول جداً ومن المستحيل أن أبوح بمشاعري بكل جرأة وعلاوة على ذلك حياتي لا تسمح لي بذلك تمنيتك كثيراً وانتظرتك كثيراً ولكن الخير فيما اختاره القدر لنا رغم أني لم أراك ولم احادثك لكن مشاعري لم تتغير تجاهك

ربما ستجمعنا صدفة في يوم من الأيام فالمسافات لا تقرب أحد ولا تبعد أحد ، القلوب هي التي تفعل....

في صباح اليوم الموالي استيقظ جونغكوك على نغمة هاتفه، ليفتح عينه بضعف يبحث عنه بيده العاجزة عن الحركة ، وجد مبتغاه بعد صداع في الرأس بسبب الأغنية المزعجة..

"نعم .."
اجاب بصوته الخشن ليُعلم الطرف الآخر انه أيقظه من نومه..
قفز بسرعة "ماذا" فاتحا لعينيه على وسعها تكاد تخرج من مقلتيه "حسنا انا قادم"

انهى المكالمة ليتجه مباشرة إلى الحمام ، فتح المرش ليلسع الماء جلده الدافئ هسهس بخفة ليكمل غسل شعره و جسده ، اخذ منشفته ليخرج مرتديا ملابسه العادية او الغير رسمية

بسبب عمله اعتاد على ارتداء الملابس الكلاسيكية نادرا ما يخرج بملابس عادية او نادرا ما يخرج لقضاء وقت مع نفسه.. كان من المنزل الى العمل ثم عند اخته في المشفى ..

بذكرها قد أتاه اتصالا مستعجلا من المشفى قائلا بأن أخته حالتها غير مستقرة.!

خرج من منزله دون فطور صباح ولا حتى قطرة ماء مبللا حلقه.

ركب سيارته السوداء مقلعا نحو ما يريده لم ينعم براحة منذ ذكرى مرض والدته هو حقا عاجز..
في الواقع لديه الكثير من القلق في التعامل مع كل هذه الأمور يشكل عبئا ثقيلا في حياته التظاهر بأنك شخص شجاع و ايجابي حقا مرهق ...

كانت الساعة السادسة صباحا لذا كانت الشمس قد بدأت تطل عليهم لتزين السماء بألوان تفتح النفس و لكن ليست نفس جونغكوك...

طرق باب غرفتها ليطل برأسه مناظرا السرير الذي تمتد فيه أخته انفطر قلبه بمجرد الشعور بألمها و أنينها ، يريد المبيت معها كل يوم و لكنها لم تحب ذلك تريد ان ينعم اخاها ببعض الهدوء و لكن هيهات فجونغكوك لا ينام إلا بالمسكنات فكل من قلبه و عقله عند اخته..

"اختي أميرتي"
جلس في الكرسي الذي بجانب السرير ليمسك يدها التي بها موصل بالمغذي ، طأطئ رأسه منزلا لدموعه يبكي و يتحسر على ما يراه و على عدم قدرته بفعل شيء.

"لا تجعليني ألوم نفسي أميرتي أنت قمري الذي ينير عتمتي ، لا ترحلي و تتركي أخاك وحيدا ، لن أقدر على ذلك سأفعل ما فعله والدي ان غادرتي... لقد كرهت التمثيل بأنني بخير"

كلماته مخنوقة أكثر من حياته يريد التحرر ولكن لا مفر ، يريد الفرح ولكن الحزن كان مأنسه ..
يقبل جبين أخته نزولا لخدها البارد ، لولا جهاز القلب الذي يصدر طنينا لدقاتها لشك أنها فارقت الحياة .

دخل الطبيب للغرفة ليمسح دموعه بكم قميصه واقفا باتجاه الذي دخل

"اهلا سيد جيون كيف حالك ؟"

تنهد ليقول "سأكذب ان قلت انني بخير " أومئ الطبيب واضعا يده بكتف الأطول
"حسنا لدي بعض الأخبار لك و لكن عليك التمسك فهذه الحياة تعرف بما ستنتهي!"

تزعزت مشاعره و ارتجف كيانه يعلم ما سيقوله الطبيب و لكن لا يريد سماعه بأذنيه ، و لكن لا مفر من ذلك سيسمعها و يبلع الألم..

"أعلم ذلك اذا ما هو الخبر؟"

"حسنا أختك في مراحلها الأخيرة و للأسف العلاج لم ينفع معها و بما أنه متوارث فقد كان الأمر صعب جدا ، لذا تبقت أشهر قليلا أسعدها بقدر ما تريده"

ركبتاه ارتجفت يريد الجلوس و الاستماع لشهقاته و قلبه الذي ينبض بجنون ، هل ستذهب اخته من بين يديه هذا ما بقي له..

خرج الطبيب ليتركه وحده مدكا انه يريد وقتا اكثر مع اخت يوري ..

استدار جونغكوك ليذهب بجاب اخته جالسا و ممسكا بيدها ، ينظر لعينايها المغلقتين يقبلهما ببطئ مستشعرا برودتها على شفتيه ، نزلت قطراته المالحة على جلد أخته ليمسحها متلمسا ثنايا وجهها الذابل بأطراف أصابعه..

يتذكر كل لحظة تألمت بها و كل وقت نامت بجنبه باكية من أوجاعها ترهقه دمعتها و يقته أنينها..
تذكر أول ما سمع أنها مريضة و كيف انهار فاشلا بلا حولة ولا قوة...

تنهد باعياء لينهظ متجها نحو مخرج الغرفة ، استدار ليرى اخته النائمة متوعدا بتحقيق أمنيتها..

-

ركن سيارته بجانب المبنى الضخم لمحه ببطئ ليرى الكثير من المعجبين في الإنتظار و الكثير من صور المتزلج بارك جيمين..

البارح قد كرس نفسه بالبحث عن هذا المتزلج ليرى أنه قد حقق الكثير من الامتيازات و النجاحات هو حقا مندهش من ذلك ، و لمعرفته المعمقة فتح حساب انستغرام جديد و انضم لمعجبيه و قد اندهش من مدى هوسهم به .

و لكن من يلومهم فجيمين كان يمتلك جمالا هادئا بمجرد النظر لوجهه تحس بطمئنينة تسري بعروقك..

بذلك عرف ان اليوم هو لقاء المعجبين بالمتزلج ، أراد الذهاب اليه و اخباره عن اخته هو حتى لم يذهب لعمله و لكنه مدرك ان صديقه سيتولى الأمر بعد غيابه..

يُتبع...

ꨄ︎ 𝑼𝒏𝒌𝒏𝒐𝒘𝒏 𝑳𝒐𝒗𝒆 ꨄ︎حيث تعيش القصص. اكتشف الآن