الفصل الثاني.

24 2 0
                                    

مازالت تقف "سالي" خلف "عامر" وهي خائفة مُغلقة العينين كما يفعل "عامر" ولكن ما هذا؟؟ حدّثت نفسها داخليًا باستغراب:
-هذه، هذه الرائحة أعلمها، نعم! فتلك رائحة المخبوزات التي تفوح دومًا في جميع أرجاء مدينة أرسّلان، وذلك لسبب كثرة محلّات المخبوزات، التي تشتهر بها المدينة.
بدأت تفتح عيناها شيئًا في شيء، بينما تستمع لتلك الضجيج النابع من حولهم، ضجيج البائعة الجائلين، والأطفال الذين يلعبون دومًا في حارات المدينة، فتحت عيناها بالكامل لترى أنوار المدينة المُشعة، والأشخاص المقيمين بها، بدأت تصرخ بفرحة وهي تركض حول "عامر" الذي كان في غاية السعادة أيضًا بسبب نجاح الألة وتشغيلها وأخيرًا، ظلوا يركضون من شدة السعادة ويصفقون، أكملت "سالي" ماتفعله ولكن توقف "عامر" فاجأةً وهو يبحث حوله بذهول:
-أين ذهبت؟
عقدت "سالي" حاجبيها وهي تسأله:
-ما هذه؟
-الـ  ، الألة أين ذهبت؟؟
تغيَّرت ملامح "سالي" وهي تعاود سؤاله:
-ماذا تعني بأين ذهبت؟؟
نظر إليها بصدمة وهو يجاوبها:
-لقد اختفت الألة، التي من المفترض أن نعود بها، والذي من الأساس لا يمكن أن تختفي  ! لازم أن تكون هُنا حيثُ نحنُ !
ظلت "سالي" تنظر إليه بصدمة بينما فاهها مفتوح، إبتلعت ريقها وهي تحاول تبسيط الأمور:
-حسنًا، لا تقلق، سوف نجدها هيّا نبحث عنها، لربما موجوده في مكانٍ آخر من المدينة  !
وبالفعل ذهبوا بخِفة يتجولون في الأرجاء، يبحثون هُنا وهُناك، وبجانب البحث كانت "سالي" من حين لآخر تنظر إلى المدينة، غير مُصدقة بأنها الآن بالفعل في مدينة خيالية هي صنعتها في مُخيلتها، حتى الأشخاص الموجودين بها، ليسوا حقيقيين  !

ظلوا يتجولون في المدينة يبحثون هُنا وهُناك، ليتفاجئوا برجلان يقفان أمامهم بالزيّ الذين يرتدونه الحرّاس، علمت على الفور "سالي" بأنهم من حرّاس المدينة، الذين يحرسونها من الجواسيس، ظلّوا ينظرون إلى "عامر" و "سالي" باستغراب شديد، نظرًا لملابسهم، فكانت ملابسهم غريبة جدًا بالنسبة لهم، فهُم زيّهم التقليدي مشابه كثيرًا إلى ملابس العصر الفيكتوري، من فساتين النِساء الكلاسيكية التي تشبه الفساتين بالعصر الفيكتوري، ومعاطف ولبس الرجال في العصر الفيكتوري أيضًا، كما كتبت "سالي" في الرواية بالظبط، أما "عامر" و "سالي" فكانوا يرتدون الملابس الحديثة المصرية لعام 2024 فبالطبع كانوا مُريبين بالنسبة للحُراس، تسائل أحد الحُراس باستغراب:
-مَن أنتم؟؟ وماهذه الملابس الغريبة الذين ترتدونها؟
إبتلعت "سالي" ريقها وهي تجاوبه بتلعثم:
-نحنُ، نحنُ كنا في حفلةٌ تنكرية، وعُدنا للتو  !
اومأ الحارس برأسه بينما ينظر إلى الآخر الذي يقف بجانبه، ليكمل أسئلته في حيرة:
- ما هي مواهبكم؟؟
كانوا يشكّون بأنهم من خارج المدينة، فالطريقة الوحيدة الذين سيتأكدون بها هي معرفة إذا كان لديهم مواهب عجيبة أم لا، نظرت "سالي" إلى "عامر" بخوف وهي تُفكّر ماذا سيجاوبونه، ثم أردفت إليه سريعًا:
-أنا  ! موهبتي هي قراءة الأفكار، أما هو فـ موهبته هي صناعة الألات، وتصليح أي ألة مهما كانت مُهلكة.
عقد الحارس حاجبيه وهو يسألها:
-أهذه حقًا موهبة؟؟ لم أسمع بها من قبل  !
اومأت "سالي" برأسها سريعًا وهي تجاوبه:
-نعم بالطبع موهبة  ! فهو وُلد بها وكان يصنع الألات وعُمره فقط 9 سنوات، كما إنها أيضًا نادرة جدًا.
شَك الحارس الثاني بالأمر فحاول أن يتأكد أكثر:
-حسنًا إذًا، إعطوني بِطاقات هويتكم  !

مَدينة أرسّلان  || رنَـا محمود. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن