الفصل الثلاثون، والأخير.

17 1 0
                                    

كانوا يتمشون في طريقهم نحو منزلها، لتسأله هي بمزاح:
-إذًا؟ مارأيك بي بالفستان؟ هل أبدو جميلة؟
-وهل كنتي قبيحة بالبنطال والسويتشيرت؟
فلتنظر له "سالي" بغضب:
-لا تكُن مراوغ  ! قُل جميلة أم لا.
ليردف إليها بنبرة عالية:
-نعم جميلة! نعم! جميلة للحد الذي لا يمكنك أن توصلي إليه!!
لتتفاجئ الأخرى من ردة فعله وتحدث نفسها قائلة  "ما به هذا؟"
ثم وأخيرًا وصلوا إلى منزلها، وطلب منها الدخول:
-حسنًا  ! أراك في الحفل الأسبوع المقبل.
قالتها له ليتفاجئ الآخر:
-أي حفل؟
-يا إلهي، "عامر" هل نسيت بالفعل حفل خطبة "آلاء" و "إياد"؟
ليغمض الآخر عيناه وهو ينعت نفسه بالغبي:
-أه! صحيح خطبة" آلاء" و "إياد".. حسنًا أراكِ بالحفل!
ودّعته ودخلت الأخرى إلى غرفتها تُبدل ملابسها، ولكنها حين فتحت الخزانة وقع منها شيء ما، وكأنها مخطوطة، ففتحتها" سالي" لتتفاجئ إن تلك المخطوطة هي رسمة لها، وكأنها صورة لها بالفعل، ولكن مرسومة على ورق قديم وغريب، فتفاجئت "سالي" وظلت تتمعن الرسمة، تشعر وكأنها رآتها بالفعل، فبدأت تتوتر وتسأل نفسها من من الممكن أن يكون رسمها؟ شعرت بأنها ستفقد أعصابها، فلففت الرسمة، وأخذتها واتجهت مسرعة نحو عيادة "أحمد" دخلت إليه وهي تلهث، فاستغرب الآخر من مجيئها المفاجئ وظل يسألها ماذا بها، لتعطيه الرسمة بينما بالكاد تستطيع أخذ نفسها:
-لقد.. لقد وجدت تلك تقع من خزانة ملابسي.
فتح "أحمد" الرسمة، وظل يتمعّن بها، وبالورق المرسومة عليه، فعقد حاجبيه بعدم فهم:
-هذا غريب جدًا، تلك الرسمة تبدو غريبة للغاية، وأيضًا الورق المرسومة عليه غريب.. لم أره مثله من قبل أبدًا.

ولكن ما فاجئه حقًا هو توقيع الرسمة، الذي لم يستطع أن يراه لشدة صغره، فوضع نظاراته ليراه، ووقعت الدهشة على ملامحه، لتستغرب "سالي" من ردة فعله، بينما الآخر يسألها بدهشة:
-ماذا إسم بطل روايتك مجددًا؟؟
-إنه.. إنه "أرسّلان"، لماذا؟؟
فاعطى لها الآخر الرسمة ثانيًا:
-أنظري جيدًا على توقيعها.
فظلت تتمعن" سالي" بشدة، حتى استطاعت أن ترى التوقيع، فتحدّثت بصدمه:
-أ... "أرسّلان"؟؟؟ كيف يمكن ذلك؟؟ كيف يمكن لبطل شخصية كتبتها أنا أن يرسمني؟! هذا مستحيل، هناك بالطبع أحد ما يمزح معي.
ليحاول" أحمد" تهدئتها:
-إهدأي يا "سالي"! من المستحيل أن أحد يمازحك هكذا  !! إن الرسمة مرسومة على ورق غريب ولأول مرة أراه، كما إن الرسمة متقنة للغاية أشعر بأنني أراكِ تقفين أمامي من خلالها، وأيضًا التوقيع... توقيع إحترافي وكأنه حقيقي مئة بالمئة.

خرجت" سالي" من العيادة وبيدها الرسمة، كانت تمشي لا تعلم أين ذاهبة، شاردة الذهن، دخلت إحدى المقاهي، وطلبت كوب من القهوة لعل وعسى يهدأ بالها، ثم امسكت بالرسمة تتمعن بها ثانيًا، وإلى التوقيع.. هذا بالفعل شيء جنوني.
وحين تمعنها في الرسمة جاءها نفس الألم الفظيع برأسها ثم أغمضت عيناها، وبدأت توضح أمامها الصورة، ف رأت نفسها أمام هذا الأمير، يعطيها تلك الرسمة، ويخبرها بأن تأخذها، لأنها الآن معه ولن تذهب لأي مكان، لذلك لم يعد يحتاج لرسمة، فتحت عيناها سريعًا بعدما بدأت الرؤية تتشوش أمامها، حمحمت عندما لاحظت أشخاص ينظرون إليها باستغراب في المقهى، اعتدلت في جلستها، ثم أقفلت الرسمة ووضعتها على الطاولة بتوتر، قبل أن تركز نظرها إلى النافذة بجانبها، تنظر إلى المارة على الطريق.

🎉 لقد انتهيت من قراءة مَدينة أرسّلان || رنَـا محمود. 🎉
مَدينة أرسّلان  || رنَـا محمود. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن