كيف حالك إمرأتي الجميلة؟؟
قالها "أرسّلان" موجّه حديثه نحو "سالي" التي إحمرَّت خجلاً:
-أنا بخير، ولكن أيمكنك التوقف عن مناداتي إمرأتي؟ أنا أخجل حقًا من هذه الكلمة.
ليبتسم "أرسّلان" ثم يردف إليها:
-ماذا أناديكِ إذًا؟؟ حبيبتي؟؟
قالها قاصدًا أن يزيدها خجلاً، لتسرع الأخرى بالرد عليه:
-ماذا !!؟ حبيبتي!؟ لا، أعتقد إمرأتي أفضل.
ابتسم على لطافتها ثم جاوبها:
-حسنًا يا إمرأتي الجميلة!***
في غرفة "عامر" كان يقف يفكر بماذا سيحدث بعد غد في الزفاف، كان متوتر، ثم إتجه نحو القارورة الموضوعة على الطاولة بغرفته، صب بالكوب الماء وكان سيشربه، ولكن بغتة وقع منه الكوب دون قصد، ولكنه لم يقع أرضًا !! في لحظة لا توصف وجنونية، رأى "عامر" الكوب مُعلَّق في الهواء بدلاً أن يقع في الأرض، عقد حاجبيه بصدمة، ثم نظر للساعة المُعلقة على الجدران، حتى يتأكد بأن مايُفكّر به صحيح، فوجدها متوقفة، ركضت إلى الأسفل وجد كل شيء متوقف، حتى حركة الخادامات التي يضعون العشاء على المائدة، إبتلع "عامر" ريقه، ولكنه تفاجێ بـ "سالي" التي جائته بذهول:
- "عامر" ماذا يحدث؟؟ الوقت لماذا متوقف بنا؟؟
هز "عامر" برأسه بصدمة:
-لا أعلم ربما موعد رحيلنا؟؟ ولكن أين الألة؟؟
لم يصمدوا دقائق حتى عاد الزمن كما كان، وتحرّك كل شيء، زاد إستغرابهم أكثر، إذا تحرك الزمن ثانيًا لماذا إذا كان متوقف؟
على الفور ذهبوا سويًا نحو منزل "راشد" ليضحك وهو يضع أمامهم كوبين من الشاي والنعناع:
-إهدأوا واحتسوا هذا الشاي حتى ترخوا أعصابكم، ولا تخافوا من ما حدث، إنه فقط خلل يحدث عندما تكونوا على وشك العودة.
عقدت "سالي" حاجبيها وهي تسأله بفضول:
-هل حقًا ستظهر الألة في يوم الزفاف؟ وسنستطيع العودة؟
أومأ "راشد" برأسه:
-بالتأكيد، ولكن إذا تم كل شيء صحيح، ولم تتغير الأحداث.
فسأله "عامر" بعدم فهم:
-ماذا تقصد؟
تنهد "راشد" ثم نظر لـ "عامر" وهو يردف إليه:
-أنت تعلم بأن دائمًا لا تتم الأمور كما نريد، وتفاجئنا الحياة بسجيتها، وهي التغيّر في الأحداث، وتخريب ما خططنا له، ولكن لا أريدكم أن تخافوا، « قُل لن يصيبنا إلا ما كتب اللّٰه لنا».
نظروا "عامر" و "سالي" إلى بعضهم البعض بعدما إطمئنوا قليلاً من حديث "راشد" ثم بعد الإنتهاء من الشاي، ودّعوه وغادروا منزله.***
(يوم الزفاف)كان القصر منذ الصباح صاخب بالضجيج والموسيقى والترتيبات، أما "سالي" فكانت تتجهز في غرفتها ومعها العديد من الخادمات والمساعدين، وكان أيضًا "أرسّلان" في غرفته يجهز نفسه، وكان "عامر" بالأسفل يتابع كل شيء، لأنه كان يشعر ببعض الخطر الذي يحوم حولهم، كان يباشر على كل شيء، لأنه يريد كل شيء يمر بسلام حتى يستطيعوا العودة، مرَّت الساعات ودلفوا "أرسّلان" و "سالي" في لقطة رائعة بينما هي بفستان زفافها كالأميرة، بجانب الأمير "أرسّلان" أوسم سُكان المدينة، كانت تلف يدها في ذراعه، وزعت نظرها على الحضور الذين يقفون بانبهار من جمالهم، يصفقون بحرارة، ثبت نظرها على "عامر" الذي يقف رابط يديه ببعضهما وينظر لهم نظرة مليئة بالمزيج من المشاعر، ولكن استطاعت "سالي" أن تترجم تلك النظرة، وعذرته في الحقيقه، جلسوا "سالي" و "أرسّلان" على مقعد العروسين، بينما الموسيقى صاخبة في الخلفية، والحضور سعداء، جاء لهم "راشد" وألقى سلامه باحترام على الأمير "أرسّلان" ثم جلس على مقعد بجانب "عامر".
كان من حين لآخر " أرسّلان " يتمعن بـ "سالي" الجالسة بجانبه، لاحظت هي نظراته المُربكة تلك:
-مابكَ؟
-لا شيء، فقط لا أستطيع إستيعاب إنني أتزوج الآن من أجمل فتاة رآتها عيني!
ابتسمت "سالي" رغمًا عنها ثم أزاحت نظرها عنه.
كان يسير الزفاف بطريقة عادية، وكان "عامر" يلقي نظرة على الحضور كما أمره "أرسّلان" ليلاحظ من بينهم شخص يغطي وجهه بوشاح، ونظراته مريبة نحو "سالي" و "أرسّلان" فارتبك "عامر" وظل يقترب منه، ثم لاحظه هذا الرجل، وصار يركض للخارج، ليركض ورائه "عامر" كانوا "سالي" و "أرسّلان" يشاهدون الموقف، ثم تبدّلت ملامح "سالي" لخوف وذعر، ليمسك بيدها "أرسّلان" وهو يهمس لها محاول أن يهدئها:
-لا بأس، "عامر" يستطيع حل الأمر !
أنت تقرأ
مَدينة أرسّلان || رنَـا محمود.
Fantasyأحيانًا يرغمنا واقعنا المُر لأن نَلقي بأنفسنا في بحور الخيال، لتبحَر بِنا الرياح إلى أبَعد مدىٰ حيث -خط الأفق- ولكن ماذا إذا في لحظة واحدة بغتةً نجد أنفسنا بداخل هذا الخيال نعيشه واقعًا بكُل تفاصليه؟ هل سيكون مُمتع كما كان في مُخيّلتنا؟ أم إننا فَ...