أنهت من تبديل ملابسها ثم خرجت لتذهب نحو ذلك المحل، لتجد كومة من الأشخاص الذين يقفون يحملون آلات ومُعدات كثيرة، والذي كان أكثرهم فتيات، واقفون يحدثون بعضهم البعض، لتقترب "سالي" منهم قليلاً لتستمع مايقولون:
-يا إلهي أنظري إلى وسامته !
-نعم، إنه وسيم، وخصلات شعره المبللة تزيده وسامه، إنظري إلى عضلاته
اتسعت عينان "سالي" بصدمة وهي تحدّث نفسها:
-ماهذا؟؟ أيقصدون "عامر" إبن خالتي؟ لا بالتأكيد يقصدون شخصٌ آخر.
ظلت تمشي بين الواقفين حتى استطاعت الوصول إليه والوقوف أمامه تمامًا لتجده واقفًا بملابس العمل، وخصلات شعره مبللة من العرق الذي على جبينه، لتحدّث نفسها ثانيًا بسخرية أكبر:
-حقًا؟؟ أيلقبون هذا بالوسيم؟
ليلفت نظرها حديثه مع الفتاة صاحبة الآلة الذي يعطيها لها:
-تفضلي، إنها مُصلحة تمامًا الآن.
- شكرًا جزيلًا لك، أنت وسيم للغاية !
ليردف إليها بابتسامة خفيفة محاولًا أن يتصنّع اللطافة:
-شكرًا لكِ ! لا تخجليني بكلماتك.
ذهبت الفتاة لتستشيط "سالي" غضبًا من أفعاله، ثم أخبرت الجميع بصوت عالي:
-شكرًا لكم، ولكن المحل قد أغلق اليوم، أرجوكم عودوا في الغد !
ليستاؤوا الأشخاص ويذهبون، لينظر إليها بغضب:
-ماذا تفعلين؟ لقد عطّلتي عملي !
لتنظر إليه "سالي" بصدمة وهي تجاوبه:
-عمل؟ أي عمل؟ هل تسمي هذا عمل؟؟ أن تأتي الفتيات ويظلون يتحدثون كيف أنتَ وسيم؟؟
ليرفع "عامر" خصلات شعره بثقة وابتسامة واسعة:
-ماذا؟ أتغارين من وسامتي؟ ولأنني في فترة قصيرة إستطعت صنع شعبية كبيرة لي؟ همم؟ إعترفي !! تغارين أليس كذلك.
لتمسك "سالي" شعرها بقوة من شدة غضبها وهي تردف إليه:
-"عامر " !! توقف عن فعل تلك الأمور السخيفة !! هيّا لنذهب من هنا !!
لتذهب هي بغضب بينما الآخر ورآها يمشي بخطوات واثقة بثبات.
وقفوا أمام القصر تحت غضب" سالي" الواضح ليستوقفها "عامر" بتعجّب:
-لا أعلم لماذا تغضبين لهذا الحد؟؟ أنا لم أخطأ بشيء، لقد مللت من الجلوس في هذا القصر الكبير والواسع، فأحببت أن أفعل شيء أحبه حتى نعود ! إذا عدنا !
أنهى حديثه بابتسامة ساخرة وهو ينظر إلى الجانب الآخر لتردف إليه "سالي" بهدوء:
- "عامر" ! هُنا ليست كعالمنا !! الأمر ليس بهذه البساطة كما في السابق، هذه المدينة ليست كالمدينة التي كنا بها !! إن الأمر م...
يقاطع حديثها "أرسّلان" الذي كان يقف خلفها بثبات يتسائل:
- وما اسم تلك المدينة الذي كنتوا بها ؟
تلتفت إليه "سالي" بصدمة بينما "عامر" يحاول أن يتحدث:
-اسمها اااا...
ظل يتلعثم حتى تدخلت "سالي" مسرعة:
- "دمياط"! اسمها" دمياط ".
عقد" أرسّلان " حاجبيه وهو يجاوبها:
- "دمياط"؟ ولكن لا يوجد مُدن مجاورة تدعى" دمياط "!
تلعثمت" سالي" هي الأخرى بينما تجاوبه:
-نعم، فهي بعيدة جدًا عن هنا، بعيدة تمامًا !
ليومأ "أرسّلان" برأسه، وهو يسألها مجددًا :
-ما الذي مشهورة به هذه المدينة !
توقفت "سالي" عن الحديث لحظات، ليحيط بهم الصمت، ثم يقطع "عامر" الصمت بالحديث ردًا على "أرسّلان" :
-إنها مشهورة بالأثاث والحلويات !
-حسنًا، ربما لا أعرف تلك المدينة، ولكنني أحببت اسمها والأشياء المشهورة بها قليلاً !
نظروا "عامر" و "سالي" إلى بعضهم البعض بضحكة مكتومة، قبل أن يتركهم "أرسّلان" ويغادر، تنفست "سالي" بـ راحة قبل أن تتحدث:
-آه، كدنا أن نتكشف !
أنت تقرأ
مَدينة أرسّلان || رنَـا محمود.
Fantasyأحيانًا يرغمنا واقعنا المُر لأن نَلقي بأنفسنا في بحور الخيال، لتبحَر بِنا الرياح إلى أبَعد مدىٰ حيث -خط الأفق- ولكن ماذا إذا في لحظة واحدة بغتةً نجد أنفسنا بداخل هذا الخيال نعيشه واقعًا بكُل تفاصليه؟ هل سيكون مُمتع كما كان في مُخيّلتنا؟ أم إننا فَ...