جايسون صانع الالعاب

62 6 0
                                    

لا أملك أدنى فكرة عن من هو هذا الشخص, أوضح رسم كان يُظهر رجلاً يرتدي معطف أسود مع فرو كثيف على كتفيه. لديه ابتسامة سعيدة جميلة وعينيه الصفراويان يغطيهما هدبه قليلاً. يرتدي ملابس ذات لون غامق وفي يديه, كان يحمل صندوقاً أزرق صغير , صندوق موسيقى. ماغي "ربما رأيته في كتاب الرسوم خاصتي". دايزي "آوه حسناً, دعينا نشتري بعض المثلجات," قالتها محاولة تغير الموضوع, يبدو بأنها لم تكن مهتمة. "النمل يدخل تحت تنورتي!" في نفس تلك الليلة, رأيت كابوساً آخر ولكن هذا الكابوس كان أسوأ من السابق. حلمت بصاحب ذلك المظهر المظلم مرة أخرى, الذي عذبني بشكلٍ وحشي وبقي يكرر نفس الجمل تلك مراراً وتكراراً: "إنها ملكي". استيقظت الساعة الثانية صباحاً. أتنفس بسرعة؛ التففت على نفسي بينما أشعر بالحائط خلف ظهري. وضعت يدي على وجهي وتنهدت بعمق. "لقد كان حُلم, مجرد حُلم" همست. ثم نظرت للأرنب بجانبي, الذي كان ينظر إلي أيضاً بعينه السوداء وبنظرة غضب رميته على الأرض. منذ تلك اللحظة, منذ أن بدأت أنام مع هذا الشيء. أحلامي تحولت لكوابيس لا معنى لها! استدرت لأريح ساقاي وفي تلك اللحظة , لمست شيئاً بقدمي. رفعت بصري لأرى دمية تجلس على سريري. في البداية تجمدت في مكاني, كل ما استطعت فعله هو التحديق بها؛ لا أعلم كيف ظهرت هناك. عقلي بدأ يفكر بالهدايا التي تعطيني عائلتي. ربما, هم وضعوها هنا. أنا لا أهتم بالدمى, ولأقول الحقيقة, بقاؤها في الغرفة يزعجني. لقد كانت دمية غريبة مصنوعة من الشمع مع مظهر غير اعتيادي. كان على رأسها طوقٌ من الورود وينزل منه بعض الورود على شعرها وبعض الخصلات تعانق وجنتيها. ترتدي فستاناً أبيض مطرز وبه حزام أسود رُبط على خصرها. يديها كانت طويلة بطريقة غريبة: وأناملها كانت طويلة مما جعل شكلها غير طبيعي. أكثر ما لفت انتباهي كانت الزهرة التي وضعت في فمها وكأن أحداً يريد أن يُخرسها. اقتربت لأنظر لها جيداً تحت ضوء القمر. لمست وجهها وعلمت بأنه يوجد شيءٌ خاطئ. جثوت على ركبتي محاولة النظر إليها عن كثب, ثم سمعت شيئاً. صوت مكبوت... وكأنه أنين. لقد كان يصدر من الدمية نفسها. صرخت, تركتها لتقع على الأرض ووقفت بهلع, ارتجفت بشدة, عدت للخلف لألتصق بالحائط, صرخت منادية لوالديّ. كل شيء فجأة قد تحول لمشهد سريالي (خيالي). الحائط الذي بجانب الباب قد انتفخ, وكأنه يوجد فقاعة بين الدهان والإسمنت. ببطء بدأت تظهر بعض التشققات على الانتفاخ. فتات الدهان قد وقع, ما إن لمس الأرض ظهر مكانه باب أزرق. لم أمتلك أدنى فكرة عما كان يحدث. هذه الأشياء تظهر فقط في الكتب, أو في خيالنا, ولكن ما أثار دهشتي, شعرت وكأن شيئاً ما سيخرج من ذلك الباب. من الباب, رأيت نفس تلك اليدين السوداء التي شاهدتها في كوابيسي. "ألستِ سعيدة لكون دايزي أتت لزيارتكِ؟" قال الوحش, واقف على عتبة الباب, "لم تعجبني أيضاً, تعلمين؟ لقد صرخت كثيراً" دايزي؟ ما الذي فعلته مع هذا الشيء؟ نظرت حولي بارتباك, أبحث عن صديقتي التي بالتأكيد لم تكن هنا بعد الآن. بطرف عيني, حدقت بالدمية. ذلك الشعر الأشقر والوجه المصنوع من الشمع بدا مألوف بشكلٍ غريب. كتمت نفسي, كابوس؛ بالتأكيد إنه كابوس آخر. هرعت للدمية وأدرت وجهها بيدي المرتعشتين. وضعت أذني على صدرها وسمعت صوتاً آخر مع الأنين المخيف, نبضات قلبها. "دايزي, دايزي!" بكيت. لا بد وأنه كابوس. شيءٌ مثل هذا يستحيل أن يحدث حقاً. أدركت بأن والديّ كانوا في الغرفة المجاورة بسبب الأصوات التي سمعتها, بالتأكيد قد سمعا صراخي, ولكن الوحش قد سد المدخل. أغلق الباب, وحطم الإطار الخشبي ليمنع الباب لكي لا يُفتح. والديّ بدآ يحاولان تحطيم الجهة الأخرى, وأنا لا أعلم ماذا أفعل؟ لا يبدو وكأنه حلم, لقد كان واضحاً جداً؛ لقد كان حقيقياً جداً بخلاف كوابيس التعذيب المظلمة الأخرى. قلبي كان ينبض بسرعة لدرجة أنه آلمني. شعرت بالعرق على جبيني والدمية قد بدأت تهتز بين يدي, لم أستطع أن أثبتها. الوحش وقف عند المدخل, لم يتحرك من هناك. في ذلك الضوء الخافت, استطعت أن أرى ابتسامته الشريرة, وكأنه كان ينتظر ردة فعلي. خلعت فستان دايزي, التي يبدو وأنها مسجونة تحت كل هذه الأطنان من الشمع وبدأت أحفره, أحاول أن أحررها. حفرت وحفرت وحفرت, بينما أنينها أصبح أقوى... حتى شعرت بشيء رطب تحت أظافري. نظرت ليدي. مغطاة بالدماء. بالتأكيد جلدها قد التصق بالشمع , وحفري به, لم يكن يساعدها أبداً. ربما ذلك الأمر جعل دايزي تعاني, صوت الأنين كان مروع, ولكن تعبيرها كان هادئ كتعبير دمية. ارتجفت بهلع. كبحت شعوري بالتقيؤ, فجأة شعرت بيدي تُمسك. "عزيزتي ماغي, لقد أفسدتِ دميتكِ!" هتف الوحش, عينيه المبيضة مع ضوء أخضر خافت لمع في الظلام. "حتى أنكِ رميتي السيد أرنب على الأرض, ولكني أسامحكِ. عليكِ العودة إلى حيث تنتمين: بجانبي!" "من أنت بحق الجحيم؟" هززت جسدي كالمجنونة محاولة أن أحرر نفسي منه, بينما والديّ يحاولان تحطيم الباب. تعبير ذلك المخلوق علاه الذهول. "أنا جايسون صانع الألعاب" شرح, "صديقكِ المخلص, الوحيد الذي يمكنكِ الوثوق به!" سماع ذلك الاسم جعل شيئاً ما يتحرك في ذاكرتي, مثل الصدمة الكهربائية سرت بداخل جسدي. نجح والدي بكسر الباب وأضاء مصباح الغرفة. عندما رأيته أخيراً, وجهه كان كالقنبلة المتفجرة, حرر ذكرياتي التي كانت مدفونة بعمق في أطراف عقلي طوال تلك السنوات. تذكرت ذلك اليوم الذي تقابلنا به أول مرة. الألعاب كانت تزدهر في يديه, تذكرت ابتسامته اللطيفة... التي بدأت تتحول تدريجياً لابتسامة حادة وسادية. ذلك اليوم عندما أمطرني بتعبيره الساخط, لأنه اعتقد بأني سأعطيه كامل اهتمامي, بسبب غروره وغطرسته هو يعتقد أنه يستحق كل شيء أملكه. عندما ملَّ مني, أظهر لي حقيقته. أخبرني أنه نبذ جميع الأشخاص الذين كانوا حولي. قام بخطف أصدقائي ليحولهم إلى "ألعاب محشوة" خاصة به وأنا بصراحة كنت جداً غبية لأنني دائماً أحببت تلك الألعاب! الهروب كان لا فائدة منه, لأن الباب الأزرق ظهر في منتصف غرفة المعيشة. هو قام بقتل والديّ؛ قام بالانتقام مني بأخذ والديّ بعيداً عني, وبالكاد أمسك بي أيضاً. لقد استطعت الهرب من قبضته ركضت بأسرع ما يمكنني, بعيداً عنه. مهما ركضت مبتعدة رائحة الدماء ما زالت متعلقة في الهواء. "لقد كان أنت!" جننت بسبب الغضب وبدأت أضربه, "أنت من قتلتهم! أنت!" استمررت بضربه, ولكن جايسون كان يبتسم, كما لو كانت الضربات تدغدغه. لم يكن نادماً أبداً لتدميره حياتي! كان وحش تملكي أخفى حقيقته عن عيني الطفولية خلف وجه الملاك ذاك. لقد كان قادراً لإعطائي كل شيء وفي الوقت ذاته ينهي كل شيء حولي. إنه شيطاني! "بالتأكيد كان أنا, يا مخلوقي العزيز! السيد أرنب أراكِ ذلك حتى" ابتسم ليوضح حقيقته "لقد صنعت لكِ الكثير من الألعاب ولا أستطيع الانتظار أكثر لأقدم لكِ ميريندا, ولكن يمكنكِ مناداتها بـ ماندي إن أردتِ". شيءٌ ضرب رأسه فجأة ليتحطم لقطع صغيرة. أبي كان يمسك بهراوة خشبية (عصا كبيرة مدببة الرأس), سدد ضربته نحو رأس الوحش, ولكن الشيء الذي تحطم لقطع كان العصا الخشبية. ابتسامة جايسون تحولت لغضب وتجهم وقبضته شدت على معصمي. استدار وعندما رأى أبي وجه جايسون. فتح عينيه على وسعهما وأمي غطت فمها لتكبت صراخها. لم يضيع أبي الوقت, محاولاً مرةً أخرى أن يحررني منه. ضربت الهراوة المكسورة من النصف وجه جايسون, ذلك سمح لي أن أتحرر منه. معاً, أنا ووالديّ, خرجنا جرياً من الغرفة. توجهنا نحو مدخل البيت بسرعة. فتح أبي الباب, ولكن بدلاً من الحديقة الأمامية, كانت ورشة عمل جايسون أمامنا. "ماغي, أعطيكِ آخر فرصة" قال جايسون بهدوء, بينما ينزل من الدرج, "بعد أن أصبغ الجدران بدم جميع الأشخاص الذين اعتدتِ على البقاء معهم. أيتها النذلة!" "إلى المطبخ بسرعة!" ركضنا نحو المطبخ, سمعنا صوت الوحش وهو يضحك بينما يتبعنا عندما أصبحنا هناك, نستطيع رؤية مصنع صانع الألعاب الصغير من خلف النوافذ. الآن أنا متأكدة بأنه لم يكن كابوس. الرعب قد اجتاحني, ودماء دايزي على أصابعي كان حقيقياً أكثر من أي شيء آخر شعرت به. استدرت, "أين أبي؟" أمسكت أمي بسكين, واقتربت مني لتعانقني بإحكام بين ذراعيها. "ستيڤين!" نادته بصوتها المرتجف, ولكننا تنفسنا الصعداء عندما رأيناه قادمُ للمطبخ, "بسرعة, قبل-". صوت أمي قد قُوطع. فقط مثلي, حدقت بوجه أبي الشاحب. مشى ببطء, نظره كان معلقٌ في الفراغ مع عينيه المفتوحة على وسعها. "بطارية والدكِ قد أصبحت فارغة, يجب علينا إعادة شحنها!" أخرج جايسون مفتاح ميكانيكي وأدخله في ظهر أبي, الذي بدأت الدماء ترش منه؛ أدار المفتاح بقوة ليلوي عظام ظهر أبي. عندما أداره مرة أخرى, صرخت بقوة, أغلقت أذناي لكي لا أستمع لصوت تحطم العظام, ولكني لم أستطع أن أبعد عيني عن جسد أبي الذي يتلوى كأفعى. "اذهب, ابتعد! اترك طفلتي وشأنها!" أمسكت بي أمي بإحكام وقربتني لصدرها بالرغم من الهلع والدموع التي ذرفتها, ولكن كان وجهها يشبه إحدى اللبوات التي تحمي شبلها. "اصمتِ يا امرأة! لستِ أنتِ من أريد أن أتحدث معه!" زمجر صانع الألعاب بغضب في النهاية, أشار بمخلبه الأبيض باتجاهي, "تعالي معي, يا صديقتي العزيزة. سوف نستمتع معاً, سوف نضحك مرة أخرى كما اعتدنا في السابق." "لا, أنت فقط مريض نفسي ومجنون! لا أعلم حتى أي نوع من الوحوش أنت, أنا حقاً لا أعلم كيف تمكنت من الظهور في هذا العالم, ولكني واثقة بشأن شيء واحد! وهو أنه عليك أن تختفي من حياتي للأبد!" عندما سمع صوت رفضي, وجه جايسون تجهم وأظلم وعينيه لمعت بسخط. بدأ يهذي بأنه سيؤذي نفسه ويهز رأسه وكما أنه بدأ يرمش بسرعة, كل ذلك كان بسببي. "أنا لا أفهم..." زمجر بخفة, "أنا لا أفهم!" صرخ بقوة, يطحن أسنانه, وجهه أصبح مخيف أكثر, "لقد كنت الوحيد الذي بقي بجانبكِ عندما والديك فضلا العمل على البقاء معكِ! لقد كنت صديقاً وفيّاً, بينما الجميع لا يبحثون عنكِ إلا إن احتاجوا إليكِ!" اقترب أكثر, "أعطيتكِ جل اهتمامي, أعطيتكِ أعداداً كبيرة من الألعاب ولم ينقصكِ أي شيء! لطالما سعيت لمصلحتكِ, لهذا حطمت كل شيء يؤلمكِ أو يحزنكِ!" صراخه كان عالياً جداً لدرجة أن صداه ارتد بسبب الجدران, بينما جسدي يرتعش من الخوف على كل كلمة نطق بها. "تخلصت من جميع الأشخاص الذين أحزنوكِ, لأنني أريدكِ سعيدة بجانبي وبعد أن اهتممت بكِ لمدة طويلة. أنتِ نسيتِني؟! لقد كنت صديقاً حقيقياً, ولكنكِ أدرتِ ظهركِ لي!" وجهه الغاضب قد هدئ فجأة, ولكن ليس ابتسامته المجنونة المعتادة, "بعد أن فعلت كل شيءٍ لكِ, لا يوجد تفسير آخر, هناك حقاً شيءٌ خاطئٌ بكِ." قال ذلك مع نظرة اتهام, "أنتِ حقاً فتاة صغيرة سيئة جداً, لذلك علي أن أصلحكِ..." "م-ماذا؟" صوتي ارتجف. "لقد سمعتني جيداً, أيتها الجاحدة الصغيرة! سوف أصلحكِ حتى تصبحين جيدة." قهقه, "سوف تصبحين لعبة محشوة جميلة جداً!" أمي, التي شُلت بسبب خطاب جايسون العنيف, انتبهت فجأة لتوجه السكين نحوه, "إن تجرأت حتى وحاولت لمس ماغي, أقسم بأني سأقتلك!" نظر جايسون لأمي بنظرة تحدي وببطء تقدم أكثر نحونا, السكين كانت تهتز في يد أمي بينما صانع الألعاب كان هادئ ووجهه خال من التعبير. لم تستطع تحمل الضغط. دفعتني خلفها واندفعت نحوه. طعنته أمي في قلبه والوحش فتح عينيه على وسعها, وتلوى بألم, جعد حاجبيه الغامقين وأمي ابتسمت بنصر. "أمزح!" في تلك اللحظة, ظهرت ابتسامة متكلفة على وجه جايسون. فتح يديه بعدم اكتراث, دون حتى أن يخرج السكين من صدره. أمي كانت مصدومة وبقيت واقفة لثواني معدودة, ولكنها جُنت بسبب الغضب الذي اجتاحها وبدأت تطعنه عدة مرات, محاولة بيأس أن تجعله يظهر ردة فعل بأي طريقة. الصوت المقزز الصادر بسبب انغراس السكين في جسده كان واضحاً, بينما القميص كان يتمزق جايسون حافظ على توازنه. "هذا يكفي الآن" علق بملل ثم ضرب أمي على وجهها لتقع بقوة على الأرض, "سأكون بمشكلة إن خدشته." بسرعة جلست بجانب أمي لأساعدها لتقف على ركبتيها؛ وجهها قد انتفخ. نقلت عيني على صانع الألعاب, كنت أنتظر انتقامه المباشر, ولكنني تحجرت عندما لمحت ما كان يفعل. هو قد حل قميصه وأدخل أظافره في صدره, قريبة جداً من الجروح التي سببتها السكين. غرس مخالبه في جسده وببطء بدأ يبعد جلده عن بعضه في اتجاهات مختلفة. ظهر ندب كشق في المنتصف, اتسع عندما تمزق الجلد كقطعة من الورق. سائل أسود ثقيل قد تقطر على الأرض. لم يكن دماً. حتى وإن كان, سوف يكون متعفناً. شيءٌ ما لمع في قفصه الصدري المكشوف. "ربما أنتِ قد نسيتِ كم أهتم بصندوقي الموسيقي العزيز... ولكن لحسن الحظ, كل شيء بخير." أبعد يده عن صدره المكشوف وغطى الحفرة بقميصه, مغطياً صندوق الموسيقى الذي بدأ يعمل في الداخل. ثم اقترب أكثر. أردت أن أصرخ, أردت أن أترجاه, ولكن الرعب الذي شاهدته جعلني أُشل ولا أفعل أي شيء, والذي قيد أمي أيضاً. لقد كلف الأمر برهة لصانع القبعات ليسحبها من بين ذراعيّ. سحبها دون أي جهد ودفعها نحو صدره, ليمنعها من التحرك والهروب منه. شد بذراعه حول عنقها, بينما بيده الأخرى منع يدها التي طعنته. "الآن سوف أريكِ ماذا يحدث لمن يحاول أن يعيقني, أيتها الأم". ببطء هو سحب يدها في الاتجاه المعاكس. بكت من الألم, محاولةً أن تحرر نفسها, ولكن ذلك الوحش كان قوياً كفاية ليلوي أطرافها ويجعل عظمها يخرج من مكانه. غرست أمي أظافرها في لحمه الأسود, الذي بدأ يتقطع وينتج رائحة مقززة, ولكنها لم تستطع تحرير نفسها منذ أن وضع قبضته عليها. "حسناً, سآتي معك!" صرخت بأعلى صوتي. رفع جايسون بصره وأعطاني نظرة جدية. كانت أمي تصبح شاحبة أكثر وأكثر بسبب الألم وفقدانها للدم. لقد احتاجت مساعدتي, ولكن لا يوجد شيء يمكنني فعله, سوى تسليم نفسي لصانع الألعاب. "تستطيع أخذي معك, ولكن اترك أمي وشأنها," قلت بصوت مهزوز, "بعد كل شيء نحن أصدقاء, صحيح؟" حاولت إظهار ابتسامة صادقة, بالرغم من كوني أرتجف من رأسي حتى أخمص قدمي وعيني كانت ممتلئة بالدموع. جايسون ابتسم بتكلف. راضي تماماً وسعيد بانتصاره. "اختيار ممتاز, ماغي". في تلك اللحظة, يديه عادت للونها الطبيعي. جرحه أصبح ندباً في ثواني قليلة ومن ثم عاد لمظهره المعتاد. حتى وجهه عاد لطبيعته... ولكني أعلم ما الذي يخفيه خلف هذه العينين الكهرمانية. يبدو بأن جايسون قد قبل استسلامي, ولكن قبل أن يترك أمي, أخرج من جيبه فأر أحمر صغير. لقد كان واضحاً بأنه لعبة, واحد من تلك الألعاب التي تعمل بلف مفتاحه. أمسك أمي من فكها وأدخل الفأر في فمها. "ما الأمر, أيتها الأم؟ هل أكل الفأر لسانكِ؟" ضحك بسعادة, دفعها بعيداً عنه. في ذلك الوقت, رأيت عينا أمي, مرعوبة ومفتوحة على وسعها. ضوء, ثم انفجار. وقعت على ركبتيها, فمها, أنفها, وعينيها قد غلب احمرار الدم بداخلها. وقعت على الأرض, بقعة من الدم بدأت تكبر أسفل جسدها. دماء وقطع من اللحم تدفقت علي, ولكني كنت متجمدة أمام جثة أمي, بينما جايسون لم يتوقف عن الضحك. "ل-لماذا فعلت هذا؟" ظل صانع الدمى الذي غمرني فجأة غطاني وأمال جسده نحوي, وجهه كان قريباً جداً, الذي أُفسد بصدع على جلده بسبب ضربة الهراوة القوية عليه. "لأنني لم أعد صديقكِ بعد الآن, أيتها القذرة. الآن أنا صانعكِ" ثم أمسك بي من ذراعي, سحبني نحوه بقوة. "الآن... دعيني أُصلحكِ". 

قصص كريبي باستاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن