الفصل ٢٢ - الماضي لم يمت

27 2 0
                                    

لا ترغم أحدًا على المجيء إليك ...
ولا تخبر أحدًا أنك كنت تبكي ...
فقط "الصادق" سيأتيك ...
من دون أن تشعره أنك محتاج إليه ...

- منقول 

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


صعد يحيى وهو متحفذاً ...
دلف إلى غرفته باحثاً عن بسنت فوجدها في الفراش ...
كانت بسنت نائمة بوضعية الجنين وياسين نائم بجوارها يحيط برأسها بحنان شديد ...

إقترب يحيى من ولده يحمله برفق إلى غرفته ... فتح ياسين عينيه بنعاس وما أن تبين أن والده هو من يحمله حتى أخذ يدفعه بعنف بعيداً عنه حتى تركه يحيى ... فعاد ياسين إلى نفس وضعه السابق يضم رأس بسنت إلى صدره بحنان ويطبع قبلة على جبهتها ...

جلس يحيى على الأريكة يشاهد ياسين وبسنت بمشاعر مختلطة ...

يحيى لنفسه: فيكي إيه يا بنت السيد!!!!! فيكي إيه!!!! ليه كل ما حد يشوفك ويتعامل معاكي يتشدلك أوي كدا!!!!!! حتى ياسين نفسه!!!!!!
= على إيه يعني دي شكلها زي نص المصريين .. يعني لو مشيت وسطهم الواحد مش هيعرفها
- خمريه صحيح بس ملامحها جميله جدااااااااا .. يمكن هي مش حاسه بقيمة نفسها
= قيمة إيه وبتاع إيه بس .. كلهم نسخة واحدة .. البيضا زي السمرا وبنت الذوات زي بنت الغلابة .. كلهم طينة واحدة
- مستحيل تكون بسنت زي كاميليا .. عندها بدل الفرصة عشرة ورغم كدا إختارتني أنا
= مش عشان سواد عيونك .. دا عشان إنت إللي أغناهم وإنت إللي نفوذك أكتر
- طيب ما سليم زيه زيي مختارتهوش ليه؟
= ومين قال كدا؟ ماهو لسه خارج أودامك حالاً من الڤيلا .. نازل من أوضة نومها .. يعني تبقى مع إللي فلوسه ونفوذه أكتر وفي نفس الوقت هي وسليم مع بعض عادي برضه
- مستحيل .. دا أخويا إزاي هيعمل كدا فيا!!!!!! وهي كمان بتصلي وتعرف ربنا!!!!!!!
= يا غلبان الصلاة دي تمثيل كل دا تمثيل
- حتى لو هي كدا بس سليم دا أخويا
= تنكر إنك كنت كتير بتشوفهم مع بعض بيضحكوا ويهزروا من قبل ما تتجوزها .. وكتير كان يدخل أوضة ياسين بسبب وبدون سبب عشان بس يقعد معاها
- حصل وشوفتهم بعيني
= كلهم طينه واحده كلهم نسخه واحدة
- صح .. أنا هتحملها بس لحد لما أخد مصلحتي وبعدين هفضحها واطلع بوزها
تمدد يحيى على الأريكه وهو يتوعدها بالانتقام ...
في صباح اليوم التالي ...
كان آل الورداني متجمعين حول مائدة الافطار ...
كانوا يتجاذبون أطراف الحديث ...
سلوى: أنا بس نفسي أفهم ليه مكنتوش بتردوا قبل ما تليفوناتكم تفصل؟
ماجد: أصل كنا بنلعب في النادي يا نناه
سلوى: وإنتوا إيه وداكم النادي؟
ماجي: مع بسبوسه
يونس: أنا مش عارف إيه إللي خلاها تاخدكم معاها
ماجي: أصل إحنا قولنالها إننا قولنا لنناه وإن نناه موافقه
ماجد: وياسين قالها بلييييز كتير أوي .. وإحنا كمان
سلوى: وطبعاً هي عرفت إني موافقة فضعفت اودامكم
ماجي ضاحكة: ايوه قالت لسينو مقدرش أقول لا طالما نناه وافقت وقالت لعم محمد إننا اتشعبطنا فيها
أمينة: إيه اتشعبطنا دي؟ قصدك شبطوا فيها
ماجي: ايوه شبطنا فيها .. وقالت لنا إنها عندها شغل في النادي .. فقدنا نلعب أودامها وهي قاعدة مع البنت
ماجد: وبعدين روحنا معاها المركز إللي هي بتشتغل فيه .. طلع كبير أوي يا نناه وفيه جنينة كبييييييرة أوي
ماجي: ودخلنا مكتبها كمان .. دي عندها ألعاب كتيرة وحلوة أوي يا مامي .. وعندها بورد جيمز أول مرة أشوفها
سلوى: مالك يا سينو ساكت ليه يا حبيبي؟ دا إنت حتى ما أكلتش؟
ياسين وهو يعبث بطبقه: مش عايز أكل -دفع طبقه بعيداً وهو ينهض بضيق- أنا رايح لمامي
انصرف ياسين يليه يحيى الذي جلس طوال الوقت في صمت وشرود ...
في المطبخ ...
كانت بسنت تعد بعض الشطائر لياسين من أجل المدرسة ...
ياسين: مامي فطرتي
بسنت بابتسامه باهته: مش قادرة أكل يا حبيبي .. المهم إنت فطرت؟
ياسين: لا .. انا كمان مش عايز أكل
بسنت بحنان: مينفعش يا سينو إنت محتاج تاكل عشان تتغذى وتكبر
ياسين: ليه بابي وحش وبيعمل كدا؟
بسنت منتبهه له بتعاطف وقد تركت كل شئ تفعله: وإيه كمان؟
ياسين: بحس إنه مش بيحبني .. حتى بعتني لمامي عشان مش بيحبني .. عارفه دا بعتني مع عم محمد مجاش حتى يسلم عليا .. عارفه مامي قالتلي إنه مش عايزني عشان يعرف يسهر مع البنات
بسنت: عايز تقول حاجه تانيه؟
أومأ ياسين برأسه نافياً ...
بسنت: طيب بص يا حبيبي .. بابي بيحبك جدا .. يمكن إنت مش فاهم إللي بيعمله .. بس أنا هشرحلك شوية حاجات كده .. موافق؟
أومأ ياسين برأسه بإيجاب ...
بسنت موضحة: بص يا سيدي .. لما بابي عرف إن مامي مش مناسبه ليه وهو كمان مش مناسب ليها وإنك كدا مش هتبقى مبسوط وإنت شايفهم كدا فاتفق مع مامي إنهم يسيبوا بعض .. واخدك تعيش معاه .. بعدها مامي معجبهاش كدا لأنها هي كمان بتحبك فراحت رفعت قضيه و جابت قرار إنها تاخدك by law
ياسين: كان قالها لا
بسنت: ميقدرش عشان لو قال لا البوليس هيجي ياخدك يوديك ليها وكمان هيقبض عليه يدخله السجن .. هو خاف عليك إنك تتخض وتخاف لما البوليس ياخدك لمامي
ياسين: وليه موصلنيش هو
بسنت: عشان كان زعلان أوي وتعبان اوي وبيحاول يعمل أي حاجة تخليك متمشيش من حضنه .. وعشان إنت متشوفهوش زعلان .. وبعد الحادثة أصر أخدك منها ورافض إنها تاخدك تاني .. انت عارف إنها عايزة تاخدك تاني؟
ياسين بحزن: عارف
بسنت: سينو .. إنت عارف الناس بتتجوز ليه؟
ياسين: عشان بيحبوا بعض
بسنت مبتسمة: بالظبط عشان بيحبوا بعض وعايزين يعيشوا مع بعض ويبقى عندهم ولاد حلوين كدا زيك إنت وماجي وميجو ودودو .. بس بابي بقى متجوزنيش عشان بيحبني أو عشان عايز يعيش معايا
ياسين بفضول: أمال ليه اتجوزك؟
بسنت مبتسمه: الأساس عشان تفضل عايش معاه ومتسيبش حضنه تاني ابداً
ياسين بحيرة: إزاي؟
بسنت: بص يا سيدي .. مامي راحت رفعت قضية تاني .. وبابي عرف إن الحل الوحيد عشان هي تخسر القضية إنه يكون متجوز وعنده أسرة إنت تعرف تعيش فيها .. وعشان كده هو طلب مني أساعده وأنا وافقت
ياسين بحماس: يعني هي كدا مش هتاخدني
بسنت مبتسمه: لسه فاضل حاجه صغيرة .. إن أنا وإنت نروح المحكمة .. القاضي هيسألني أنا متجوزة بابي وللا لا وبحبك وللا لا .. وهيسألك إنت عايز تعيش مع مين
ياسين بحماس: يعني بابي بيحبني بجد يا بسبوسه؟
بسنت: طبعاً ياحبيبي .. وإللي عمله إمبارح كان عشان بيحبك .. أنا عارفه إن مفيش مبرر عشان حد يعمل سلوك سلبي بس غصب عنه كان قلقان عليك .. عشان مامي عندها friend بيساعدها تاخدك عشان هي كمان بتحبك .. فخاف إنه يكون اتفق معايا عشان اخليك تروح لمامي .. خاف عليك طبعاً عشان بيحبك
ياسين وهو يضم بسنت له بسعادة: أنا كمان بحبه أوي .. أنا كنت زعلان منه عشان فاكر إنه مش بيحبني بس دلوقتي أنا بحبه أوي يا مامي .. بس زعلان منه عشان إللي عمله معاكي
بسنت وهي تقبله: إحنا إتفقنا إن ملناش دعوة بإللي بيحصل بين الكبار
ياسين: حاضر
بسنت: ياللا بقى عشان الباص زمانه على وصول
هرع ياسين يتناول حقيبته المدرسية ...
بينما أسرع يحيى مغادراً إلى مكتبه حتى لا تشعر بسنت بوجوده ...
شرد يحيى متذكراً حديث بسنت مع ولده ...
يحيى لنفسه: أنا مش فاهمك .. من يوم ما شفتك في مكتبي هنا وزعأت معاكي وأنا مش قادر أفهمك!!!!!! واحدة غيرك كان بعد ما بهدلتها كدا كانت مشيت من بره بره مقعدتش لكن إنتي قعدتي ومش بس كدا إنتي كمان عملتي شغلك بضمير .. دا كفاية إللي لسه عامله معاكي إمبارح وقومتي الصبح تتكلمي عني كويس مع إبني!!!!!!!! نفسي أفهمك!!!!!!!!!

أنتِ دوائي - مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن