الفصل الثاني - اللقاء الأول

60 4 3
                                    

هل هو ...
نظرة ... فإبتسامة ...
فموعد ... فلقاء .....

أم تُراه ...
نظرة ... فغضب ...
فصراخ ... ففراق .....

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

بعدما إنتهت هيام من حديثها واتفقت مع بسنت على المطلوب منها والروتين اليومي الذي ستتبعه مع الطفل ... ثم اصطحبت بسنت في سيارتها توصلها لمنزل آل الورداني ...
كان قلب بسنت يخفق قلقاً ... فأخذت تسبح الله وتستغفره لتهدئ من روعها قليلاً ... كانت هيام تقود سيارتها في منطقة غريبة لم تطأها بسنت من قبل ... كانت تشعر أنها قد غادرت مصر ... فحتى الأغنياء الذين اعتادت العمل مع أطفالهم بشكل فردي في منازلهم كانوا يقطنون الفيلل ... لكنها الأن تشعر أن تلك الفيلل التي إنبهرت بها تكاد تكون أكشاك صغيرة مقارنة بتلك القصور التي تراها من حولها ... حدقتاها كانتا في شدة إتساعهما مما تراه حولها ... وأخيرًا توقفت هيام أمام إحدى البوابات الحديدية الشاهقة ... منقوش على جانبيها بالخط العربي إسم الورداني ... أوقفت ريهام سيارتها بجوار جهاز لم تفهم بسنت ماهيته ...

ضغطت هيام أحد الازرار بالجهاز ليأتيها صوت شديد الخشونه بث في قلب بسنت الرعب ...
الصوت: مساء الخير
هيام: مساء النور .. دكتورة هيام .. عندي معاد دلوقتي
الصوت: مظبوط يا فندم إتفضلي
إنفرج الباب ببطء لتتفاجئ بسنت بعدم وجود أي مبنى أمامها ...
بسنت بتعجب: أمال فين البيت يا دكتور!!!!!!
ضحكت هيام وهي ترى التعجب والدهشة في عيني بسنت: وفري إندهاشك دا لحد لما نوصل للقصر
بسنت هامسة بتعجب: قصر!!!!!
قادت هيام سيارتها عبر البوابة لتسير في ممر جانبي على يمينها ... كانت بسنت تنظر بدهشة وإعجاب تتأمل جمال الأشجار والزهور التي تراها حولها ...
بسنت بحماس : إحنا في الحديقة الدولية وللا إيه!!!!
ضحكت هيام من تعليقها وهي تلتف يساراً متجهه نحو نافورة هائلة لتصعد لأعلى بسيارتها وتتوقف أمام مدخل القصر ...
ذُهلت بسنت من هول ضخامة القصر وعراقة بنيانه ... كانت تتذكر حديث أختها ...
بسنت لنفسها: هو قصر يا بسمه .. هو قصر
نظرت بسنت لهيام بعينان إختفى منهما الذهول وحل مكانه الخوف والرهبة ...
هيام مطمئنة إياها: متقلقيش يا بسنت .. هم ناس سوبر نايس ولطاف جدا .. وطول ما إنتي بتعملي إللي عليكي هيشيلوكي في عينيهم وفوق راسهم .. وزي ما قلتلك يا بسنت أهم حاجه إنك تركزي في شغلك وبس .. تمام .. شغلك وبس .. وملكيش دعوه بحد هنا خالص .. مفهوم يا بسنت؟
بسنت بنبره يملائها الخوف والرهبة: مفهوم يا دكتور
إنتفضت بسنت فزعاً حينما فُتِحَ باب السيارة لتتفاجأ بأحد الأشخاص يفتح لها الباب مرحباً ... نظرت لهيام لتجد شخصاً آخر يفعل ذات الشئ معها ... ترجلتا من السيارة وتوجهتا لداخل القصر ...
كانت بسنت تحاول توجيه تركيزها إلى التسبيح والاستغفار في محاولة منها للسيطرة على توترها ومشاعرها التي هي متيقنة أنها تظهر جلية على وجهها الأن ... لكن ما أن دلفت داخل القصر حتى فُغر فاهها من شدة الذهول ... لم تستطع أن تنبس ببنت شفه ... كانت تنظر حولها لفخامة المكان وأثاثه وأنتيكاته وتفاصيل معماره في ذهول شديد ... كانت تشعر أنها في إحدى الحقبات المصرية في عهد محمد على أو أحد أحفاده ... إنتفضت مره أخرى من صوت سيدة ترحب بهم ...
كانت السيدة هي مدام ألفت مديرة المنزل ... سيدة في الخمسين من عمرها تبدو على قسمات وجهها حدة شديدة ويملأ نظراتها مكر شديد ... لم تشعر بسنت بالراحة تجاهها منذ الوهلة الأولى ... كانت ألفت تنظر لبسنت شذراً من أعلى لأسفل ...

أنتِ دوائي - مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن