الفصل ٢٦ - الإنفصال

41 2 0
                                    

سامحته ...
وسألت عن أخباره ...
وبكيت ساعات على كتفه ...
وبدون أن أدري تركت له يدي ...
لتنام كالعصفور بين يديه ...

- نزار قباني -

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


مرت الأيام ... بل مرت الشهور ...
إنقضى عاماً كاملاً منذ وطأت قدما بسنت القصر ...

كان ياسين وفريد وأشجان يعيشون حياة أسرية طبيعية بين أب وأم يحبونهم وحريصون عليهم ... كان الأطفال في منتهى السعادة ويحرزون تقدماً أكاديمياً ونفسياً كبيراً ...
الحياة الأسرية السعيدة جعلت يحيى ينسى إتفاقه مع بسنت خاصة وهو يرى السعادة تطل من عينيها طوال الوقت ... كان يحيى يتقرب دوماً من بسنت ويستغل كل فرصة ممكنة ليظهر لها حبه ...
أما بسنت فقد تناست الإتفاق المهين الذي عقده معها يحيى ... فوجود الأطفال الثلاثة وطريقة معاملة يحيى الودودة كل هذا جعل بسنت تتناسى الإتفاق وتعيش تلك السعادة بكل ذرة في كيانها ...
كانت سلوى في قمة سعادتها وهي تشاهد إبنها البكري وقد عاد إلى نفسه وإلى طبيعته الطيبة الحنونة الودودة ... لكن مازالت مشكلة حضانة يحيى تؤرقها ... خاصة وأنها كلما سألت يحيى عن هذا الموضوع أجابها بأن تدعو الله أن ينصره ...

بعد ظهيرة أحد الأيام ...
كان يحيى في مكتبه برفقة شقيقه وزوج شقيقته ... بينما كانت سلوى وإبنتها وأمينة يجلسون سوياً في القصر برفقة أبناء نيرة ... وكانت بسنت تجلس في غرفة ياسين برفقته هو وفريد وأشجان ...

طرقت جميلة الغرفة: فيه واحد بيسأل عن حضرتك يا مدام بسنت
بسنت بدهشة: حد!!!!! حد مين؟ مقالش إسمه؟
جميله: مقالش .. وأول مرة أشوفه
بسنت بدهشة: طيب أنا جايه وراكي

إرتدت بسنت حجابها ونزلت برفقة الأطفال لمقابلة الضيف المجهول ...
أثناء نزولها الدرج وجدت شخصاً يقف مولياً ظهره لها ينظر من النافذة ... إلتفت الشخص تجاه الدرج حين سمع صوت الأطفال ...
إتسعت عينا بسنت ذهولاً حين رأت الضيف وتبينت ملامحه ...
ركضت بسنت تجاه الضيف بسعادة وهي تهتف ...

بسنت هاتفة بسعادة: باسم .. بيسو
ألقت بنفسها تحتضن الضيف بسعادة بالغة ... حملها الضيف يدور بها وهو يحضنها بقوة وسعادة وهي متعلقة برقبته ... ثم أنزلها إلى الأرض وهو ينظر لها بشوق لا يبذل أي جهد لإخفائه ...

بسنت بدموع الفرح: بيسو .. حمدلله ع السلامة يا حبيبي .. جيت إمتى؟
باسم وهو يربت على وجنتيها: يادوب حطيت الشنط و جتلك جري .. وحشتيني أوي
نزعت بسنت حجابها ثم وضعت رأسها على كتف باسم وهي تغمض عينيها بسعادة وراحة: إنت كمان وحشتني أوي أوي أوي
مد باسم يده يرفع وجهها يتأمله بشوق: طمنيني عليكي .. عامله إيه؟
بسنت مبتسمة وهي تعتدل في جلستها: أنا كويسه الحمد لله .. إستنى هعرفك على حد مهم -أشارت بسنت للأطفال الواقفون يحملقون بهما بدهشة- أعرفك .. ياسين وفريد وأشجان .. سينو وفيري وشيجو
باسم مبتسمًا: أهلًا وسهلًا
بسنت مستطردة: أعرفكم بباسم أخويا .. توأم بسمه
ياسين: آاااااااه زي ماجد وماجي
بسنت مبتسمة: بالظبط يا حبيبي
تهللت أسارير الأطفال وهم يرحبون بباسم ...
فريد بمرح: يعني إحنا كدا بقى عندنا خال؟
بسنت ضاحكة: أيوه
أشجان: يعني هنقوله يا خالي؟
بسنت: براحتك
ياسين: لا إحنا هنقوله أنكل باسم .. صح يا مامي
باسم ضاحكاً: والله براحتكم خالو .. خالي .. خال .. أنكل .. باسم .. إللي يعجبكم
بسنت مازحة: نادوه باسم بس .. أو بيسو
فريد: لا هو راجل هنقوله باسم .. بيسو دي مايصه أوي
باسم ضاحكاً: وأنا موافق يا فريد
ياسين: أنا هروح أقول لنناه إن باسم هنا
فريد: وأنا كمان هقولها

أنتِ دوائي - مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن