الفصل ٣٥ - ذكرايات مشتركة

20 3 1
                                    

ذِكرَياتٌ عَبَرَتْ أُفقَ خيالي
بارِقًا يلمَعُ في جُنحِ اللَّيالي
نبَّهَتْ قلبِيَ مِن غَفْوَتِهِ
وجَلَتْ لي سِتْرَ أيَّامي الخَوالي
كيفَ أنساها وقلبِي
لَمْ يَزَلْ يسكُنُ جَنْبِي
إنَّها قصَّةُ حُبِّي

- أحمد رامي -


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


مر يومان ...

هادي ينفذ تعليمات الطبيب بإلتزام الراحة ... مفسحًا المجال لچنى حتى تقضي الوقت مع الأطفال تلعب وتلهو معهم ... مما سيساعدها على إجتياز مشاعر الصدمة من فعلة شاهيناز ...

دلفت جميلة تعلن عن حضور ضيفة لهادي ...
دلفت شاهيناز بفستان أصفر بلا أكمام يصل للركبة ضيق يبرز تفاصيل جسدها ... وأطلقت العنان لشعرها المصطبغ باللون الأشقر ...
في نفس اللحظة نظر هادي تجاه بسنت برجاء ... فإلتفتت بسنت تجاه ماجي وچودي تهمس لهما بضرورة إلهاء چنى حتى لا تقابل زميلتها في العمل والتي هي جزء كبير من مشكلتها ...
شعر هادي بالضيق لدى رؤيتها ... خاصة وأنها حضرت بمفردها بدون أفراد الفريق ... لذا لا سبيل للهروب منها ...

شاهيناز بمياعة: هاي .. أخبارك إيه يا هادي النهاردة
نيرة بترحاب: أهلًا يا حبيبتي .. منورة
ناولته شاهيناز باقة من الزهور: إسمي شاهيناز يا طنط .. شاهيناز فايز .. بوكيه الورد دا جايباه مخصوص مستورد عشان خاطرك يا هادي .. إيه رأيك فيه؟
نظر هادي للورد ثم وضعه بعيدًا عنه: معلش أصلي عندي حساسية من الورد فمبحبهوش
شعرت شاهيناز بالحرج فقدمت له هدية: دي هدية عشان قومت بالسلامه .. أنا جبتها مخصوص من بره مصر
فتح هادي علبة الهدية ثم نظر للساعة الأنيقة الموضوعة بداخلها ...

هادي بلا مبالاة وهو ينظر للساعة ذات الماركة الفاخرة التي يرتديها: معلش .. مش بلبس غير الساعة دي عشان عزيزة عليا .. بابا وماما جابوهالي يوم تخرجي .. أصل دي الماركة إللي بحبها .. من بره مصر برضه .. تمنها ٢٠ ألف دولار

إمتقع وجه شاهيناز التي كانت تحاول رمي شباكها حول هادي الفهد الأسود الذي هو أحد الأهداف التي تجاهد الفتيات للوصول إليه ... لم يكن في حسبانها أنه رغم سلطات والدها ونفوذه فعائلة هادي هي الأقوى نفوذًا وماديًا ...
نهض هادي يضع يده على جرحه بألم: عن إذنكم عشان مكان الجرح تاعبني .. هطلع أرتاح شويه زي ما الدكتور قايل

أمسكت شاهيناز بالهدية تحملها وتنصرف تاركة المكان بأكمله ...

بعد قليل نزلت چنى للأسفل فوجدت باقة الزهور موضوعة على أحد المقاعد ... أمسكتها تستنشق عبيرها ...
شاهدها هادي فإقترب منها ...
هادي بإبتسامة صغيرة: بتحبي الورد؟
چنى بإبتسامة: هو فيه حد مبيحبش الورد؟!
هادي بإبتسامة: معرفش .. بس عن نفسي أنا بحبه .. عاجبك نوع الورد بتاع البوكيه؟
چنى وهي تومئ بالنفي: لا .. مش بحب النوع دا .. كمان إللي عامل البوكيه مكنش فارق معاه الشكل الجمالي والتنسيق .. دا كان همه بس يحط ورد غالي مستورد وبس .. ومفرقش معاه إنت بتحب إيه
هادي محركًا رأسه: عرفتي منين إن دا مش نوع الورد اللي بحبه؟

أنتِ دوائي - مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن