الفصل الثالث - صانعة المعجزات

60 4 5
                                    

يُحكى أن البساطة هي ...
نصف الجمال ...
و سر السعادة ...
للبساطة سحر لا يقاوم ...
حقًا سحرتني بساطة جمالك ...
أيقظتي قلبًا ظننته قد مات منذ زمن بعيد ...
يا صانعة المعجزات .....

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


بعد عدة ساعات وقبل أذان الفجر بقليل إستيقظت بسنت وتوجهت لتتفقد ياسين ... وقبل أن تطأ قدمها غرفته رأت خيال شخص يجلس على ركبتيه أرضًا بجوار فراش ياسين ممسكًا بيده ويوليها ظهره ... تجمدت في مكانها وذهبت مسرعة ترتدي إسدالها ... وقفت تراقب ما يحدث بحذر ... وجدت أن الجالس هو يحيى وصوته يدل على أنه يبكي ...

يحيى باكياً بأسى: وحشتني يا ياسين .. إمتى بقى ترجع تاني تكلمني وتناديلي ونخرج سوا نتفسح .. إمتى تدخل تستخبي في المكتب وتخليهم كلهم دايخين عليك مش لاقينيك .. عشان إنت عارف إن محدش يقدر يدخل المكتب غير إنت ونناه وبس .. قوم بالسلامة إنت وأوعدك عمري ما هزعلك .. أوعدك هعملك إللي نفسك فيه

كانت بسنت في حالة من الدهشة ... لقد شاهدت جانبًا مختلفًا تماماً في شخصية يحيى لم تتوقع أن تراه ... كان هذا تحديدًا ما يثير قلقها ... إن كان قاسياً فسيصعب إقناعه بالتعاون لعلاج ياسين ... عندما رأت يحيى يهم بالنهوض إتجهت مسرعة للحمام ...
أما يحيى فقبل أن ينصرف وقف ينظر داخل غرفة بسنت للحظهة ثم إنصرف مسرعاً ...
خرجت بسنت من الحمام بعد أن توضأت ... ثم إتجهت لغرفة ياسين و وقفت تصلي قيام الليل ثم جلست تقرأ القليل من القرآن حتى أذن محمولها معلناً موعد أذان الفجر ... وقفت تصلي الفجر وتدعو الله أن يعينها على مساعدة ياسين وأن يمنّ الله عليه بالشفاء وأن يليّن قلب والده ... ثم توجهت لفراشها لتنام قليلاً ...

في صباح يومها الثاني في القصر ... إستيقظت بسنت بنشاط مبكراً كعادتها ... قامت بتغيير ملابسها لفستان صيفي رقيق من اللون السماوي ... عدلت حجابها وتفقدت ياسين وتناولت أحد كتبها ثم توجهت لحديقة القصر ... كانت تتجول بين الأشجار والزهور حتى سمعت صوت طرق شديد القوة بشئ حديدي ... تتبعت الصوت حتى وجدت نفسها أمام حائط زجاجي يقع خلفه صالة أجهزة رياضية وبداخلها شخص يمارس بعض التمارين بعنف شديد ... لم تستطع تبين من هو هذا الشخص ...
فجأة إنتهى هذا الشخص من تدريباته و نهض يجفف عرقه ... إلتفت ينظر عبر الزجاج ليجد بسنت تنظر إليه ... إنتفضت بسنت حينما إلتفت الشخص ناحيتها و وجدته يحيى ...
مرت لحظات وكلامها مصوباً نظره نحو الأخر ...
كان يحيى يجفف عرقه وهو يحملق ببسنت بجمود ... وبسنت تضم كتابها بين ذراعيها إلى صدرها بتوتر وهي تحملق بيحيى ...
مرت لحظات حتى توقف يحيى عن تجفيف عرقه لتتفاجئ بسنت أنه عاري الصدر يرتدي بنطالًا رياضيًا قصيرًا فقط ... إنتفضت بسنت حرجاً توليه ظهرها وغادرت مسرعة بإرتباك ... بينما لم يحرك يحيى ساكناً ... واصلت بسنت جولتها حتى وصلت لنافورة رائعة الجمال على شكل فتاة تحمل الأزهار ... جلست على أطراف النافورة تقرأ في كتابها قليلا حتى أصبحت الساعة السابعة والنصف ... لم تكن بسنت تعلم أن هناك أعين تراقبها وتتابعها ...
نهضت بسنت لتعود للقصر لتتفقد ياسين ...
كانت الساعه تدق تمام الثامنة والجوع قد بلغ مبلغه من بسنت فتوجهت للأسفل إلى المطبخ للبحث عن سنيه أو سعاد ... وحمداً لله أنها وجدت سنيه ...

أنتِ دوائي - مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن