العلاقات

332 6 0
                                        

* ليس على الاستجابات العاطفية أية سلطة على الحب، لأن الحب حالة من الاتحاد بالآخر، فالحب ليس مجرد عاطفة تأتي وترحل.وذلك الذي يخطر على بال الانسان عادة ويفهمه بأنه حب ما هو بالأساس إلا تعلق وتبعية وتملك.
فأن كل المشاعر التي نشعر بها تجاه الآخرين تنطوي على اعتقاد جوهري بأننا غير مكتملين بداخلنا ولذلك يتم اعتبار الآخرين والاستفادة منهم كوسيلة لتحقيق غاية.

*الغضب: ان اضعف اشكال الغضب قد تكون الانتقاد والاحراج والاستياء والعبوس والاهتياج واطلاق الاحكام السلبية على الاخرين. والغرض العاطفي من هذا ، هو معاقبة الآخرين وجعلهم يشعرون بالأسف، ومحاولة إجبارهم على تغيير مشاعرهم او سلوكهم وجعلهم يعانون. بالإضافة الى التقليل من قيمتهم والانقاص من شأنهم ، وهذا بالطبع يتسبب في ردة فعل انتقادية واستياء وتجنب بالمقابل من الطرف الثاني.

*نحن لدينا آمال خفية ان مشاعر الغضب التي نحملها تجاه الآخرين ستعاقبهم وتجعلهم يعانون. في الحقيقة، نحن نعطيهم فقط مبرر ليكرهوننا بالمقابل. وهكذا سيتوجب علينا ان نعيش مع الخوف من انتقامهم ومع شعورنا بالذنب باللاوعي وهذا ما ينتج عنه بالغالب امراض جسدية.
فمع التسامح والامتنان واللطف المحب نمتلك ذبذبات طاقة مرتفعة اكثر بكثير وقوة اكبر.

*هناك طريقة يمكن تعلمها بسرعة للمساعدة في توضيح دور المشاعر في العلاقات بين الاشخاص،وهي افتراض ان الشخص الاخر واعٍ ومدرك لأفكارنا ومشاعرنا الداخلية، ومن خلال ذلك لن نكون بعيدين عن الواقع، لأنهم بالفعل على علم بأفكارنا ومشاعرنا حدسياً، حتى وإن لم يكونوا مدركين لذلك على المستوى الواعي في لحظة معينة،وسيستجيبون لنا كأنهم على علم بمشاعرنا الداخلية.

*الالفة: عندما تكون مشاعرنا الداخلية من نوع السلام والسكينة والطمأنينة والهدوء والانفتاح والبساطة، يكون تأثيرها في الآخرين هو زيادة وعيهم بالتزامن مع وعينا، واعطائهم احساس كبير من الحرية والكمال والتماثل مع ذواتنا. وفي علاقتهم معنا، وسيشعرون باندماج،وسيتماهون معنا، وسيفهموننا على مستوى عميق، وسيشعرون بتواصل معنا. وبالمقابل، سيعسون لوجودنا، لأنهم يشعرون باطمئنان وبأنهم مكتملين وانهم محل تقدير.

وفي مثل هذه العلاقات، تتحقق الأهداف بتلقائية وسلاسة، لأننا لا نكن لهم مشاعر سلبية، وليس هناك ما نتمنى ان نخفيه عن الشخص الآخر، وهذا الانفتاح يسمح للشخص الاخر ان يتخلى عن كل دفاعاته، فليس هناك ما نخفيه من باب الشعور بالذنب او الخوف، بل الفة روحية واعية جداً.

*اننا نمنع الحصول على مانريد من الآخريم بسبب توقعاتنا او استياءنا منهم، فتسليم توقعاتنا بالآخرين قبل ان نخوض معهم موقف معين امر فعال جداً. فالعواطف محاولات خفية فعلاً لإجبار الآخرين وفرض سلطتنل عليهم وهو ما يقاومونه باللاوعي.

*اننا نعتقد ان سعادتنا تعتمد على التحكم بالأحداث، وان هذه الوقائع هي ما تزعجنا. في الحقيقة، ان مشاعرنا وافكارنا حيال هذه الوقائع هي المسبب الحقيقي لانزعاجنا، فالوقائع بحد ذاتها هي امور حيادية والقوة التي نهبها إياها تعود لسلوكنا في القبول او اللاقبول.

*ان هناك تغير بالوعي من القلة الى الوفرة، فعندما نكون متمركزين حول ذواتنا ونركز على الحصول على المتعة العاطفية او الجسدية من ممارسة الحب مع شخص اخر،سنشعر بعدها بالغضب والاحباط والحرمان،وكلما صرنا محبين اكثر انفتحنا اكثر لاستقبال ما يعطينل اياه الاخرين.

اقتباسات من كتاب السماح بالرحيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن