الرغبة

225 5 0
                                    


* الطريقة الوحيدة للحصول على ما اريد هي الرغبة به ، فإذا سمحت برحيل رغبتي فلن احصل على ما اريد. غير ان المستحيل يغدو ممكناً بمجرد ان نسلم تماماً، وذلك لأن الحاجة تعيق الحصول على ما نريد وينتج عنها خوف من عدم الحصول على ما نريد.

* ان طاقة الرغبة تعني في جوهرها ، انكار ان ما نريده هو لنا بمجرد سؤالنا .

* لنقارن بين طريقة تحقيق الاهداف المنهكة في حالة الوعي المنخفض وحالة الوعي المرتفع حيث نعترف بالرغبة ونسمح لها بالرحيل لنكون في حالة حرية .
في حالة الحرية ، يتجلى ما اخترناه في حياتنا تلقائياً ، ففيها نتخلى عن شعور الرغبة ونختار الهدف عوضاً عنه ونتصوره بشكل محب ونسمح له بالحدوث .

* في حالة الوعي المنخفض ، تتم رؤية الكون بأنه سلبي ومحبط ، بالإضافة الى انه يحرمنا مما نريد ويعارضنا ايضاً، انه بالضبط مثل والد سيء وبخيل .
* في حالة الوعي المرتفع ، فإن تجربتنا مع الكون تختلف ، فهو يصبح الآن الوالد المعطي المحب الراضي عنا بلا شروط ، الوالد الذي يود ان يهبنا كل ما نريد وكل ما نريد هو لنا بمجرد سؤالنا، وهذا يخلق سياق مختلف ، يعطي الكون معنى مختلف .

* لقد كانت طريقة رؤية العالم بهذا الشكل جديدة وصادمة عندما تمت مصادقتها لأول مرة ، وكان هناك امل ان تكون صحيحة ولكن بالمقابل كانت هناك شكوكاً مثل ( هذا غير ممكن على المستوى البراغماتي) وكلها جعلت من الصعب تصديقها . بالرغم من ذلك كان هناك استعداداً بدرجة كافية لتجربتها وفيما يلي
التجربة الاولى للسماح برحيل الرغبة : تمت كتابة الاهداف الشخصية ، تلاها سماح برحيل الرغبة بها . نعم تبدو متناقضة ولكن هكذا كانت العملية : تحديد الاهداف ثم السماح برحيل الحاجة لها .

* ومن العقبات الاخرى التي تمنع تحقيق رغباتنا هي بالطبع الشعور اللاوعي بالذنب والقصور ، فاللاوعي سيسمح لنا وبطريقة غريبة، الحصول فقط على ما نعتقد اننا نستحقه وكلما تشبثنا بسلبيتنا وبصورة الذات القاصر الناتجة عنها اكثر ، قل استحقاقنا ، فنمنع انفسنا بلاوعي من الوفرة التي تتدفق بسلاسة في حياة الاخرين ، وهذا معنى : ( الفقير يزداد فقراً والغني يزداد غنى ).

* عندما نحرر انفسنا من حالات الوعي المنخفضة كاللامبالاة والخوف ، ننتقل الى الحاجة ، فما كان يسمى فيما مضى
( لا استطيع) ومستحيل صار الآن ممكن .

* اذا عزمنا على ان نشعر بالذنب، علينا على الاقل ان نختاره بوعي بدلاً من ان نجعله يحركنا من غير قصد . فعندما ننتقل من كوننا انانيين ( سالب) الى انانيي ( موجب) ، ننتقل من الذات القاصر الى الذات العظيمة ، ننتقل من الضعف الى القوة ومن كره الذات والشعور بالشفقة عليها الى المحبة والانسجام ، ننتقل من النضال الى الهدوء ومن الاحباط الى الانجاز .

* فالناس الآن يسعون لمرافقتنا ليس بسبب ما نملك ولا بسبب ما نفعل ولا بسبب المسميات الاجتماعية ولكن بسبب ما صرنا عليه وبسبب قيمة وجودنا ، يود الاخرون البقاء حولنا واختبارنا.
____________________________

استخدم الكاتب كلمة (selfish) وتعني ( انانية) باللغة الانكليزية، وقال عندما ننتقل من ( selfish) التي تبدأ بحرف (s) صغير ، الى (Selfish) التي تبدأ بحرف (S) كبير ... الخ ، فاستبدلت الحرفين بكلمتي (سالب) و ( موجب) .

اقتباسات من كتاب السماح بالرحيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن