جميلة 1

661 34 14
                                    

كل إنسان له نصيب من إسمه كما يقولون مرتبط بحياته وحظه ونجاحه , جميلة كانت مختلفة فنصيبها من الإسم لم يكن يمثل الحظ أو النجاح بل كان إسمها نقمة عليها ودائما ماكنت تلوم أمها لأنها إختارت لها هذا الإسم , جميلة كان مجرد إسم لاعلاقة له بالشكل لأنها فعلا لم تكن جميلة ولا قريبة حتى من الجمال, كانت سمراء وشعرها الأسود مجعد جدا و أسنانها بارزة لذلك كانت تدارى فمها عندما تضحك حتى لايسخر منها الناس ,وبالرغم من جمال عيونها الواسعة والتى تميزت برموش كثيفة, لم ينتبه أحد إلا لشكلها القبيح , كانت دائما وحدها لها فقط صديقة واحدة تحبها تعرفت عليها من أول أيامها فى المدرسة وأصبحت صديقتها المقربة والوحيدة.

تعرضت للسخرية فى المدرسة عندما يتم نداء إسمها ويتطلع لها الجميع بنظرة ساخرة حتى المعلمين , كانت ترى الجميع يضحك على إسمها وشكلها وكثيرا ماكنت تسمع جمل مثل: مين اللى إختار لك الإسم ده؟ ياريت تغيريه لأنه مش لايق خالص.,إنتى إسمك جميلة؟؟

إلا مافيكى حاجة واحدة جميلة وغيرها من الجمل التى كانت تبكيها وتجرحها وتجعلها تعود من المدرسة باكية,

لم تسلم جميلة من سخرية الأقارب والمعارف, أختها الأصغر ولدت بيضاء بشعر ناعم وظل الجميع يقارن بينهما ويعلق على فارق الشكل بينهم والتعليقات التى كات تجرحها وتؤلمها كانت كثيرة جدا

لم يفكر أى منهم كم يجرح كلامهم هذه الطفلة الصغيرة التى كانت تجرى على الباب مرحبة بالضيوف فيتجاهلها الجميع ويهتم بأختها الصغيرة فقط لأنها جميلة, إعتادت جميلة أن تنزوى فى جانب وتراقبهم وهم يلاعبون خلود ويداعبونها ويدللونها وتبكى فى صمت, تعودت أن تبتسم للجميع وتحاول ان تتجاهل التعليقات التى تسمعها ولكنها تركت فى قلبها جرحا كبيرا جدا وأقسمت أن تغير إسمها عندما تكبر حتى لايسخر منها أحد بعد ذلك,,أرادت ان تعالج أسنانها قبل دخول الجامعة ولكن والدها أحمد عبد العزيز كان موظف بسيط ولايملك المال الكافى لعملية مثل هذه .

وضعت همها فى المذاكرة حتى تصبح متفوقة , نالت تقدير المعلمين وشاركت فى أنشطة المدرسة وكان نجاحها كل عام يفرحها ويسعدها, لأنها تنتظر الجامعة لتحقق حلمها وتقوم بالعمل ويصبح لديها المال لتعديل أسنانها ,كان والدها يحبها جدا ويحنو عليها ويشعر بألمها ولكن أمها كانت تنظر لها بطريقة مختلفة ودائما تقارن بينها وبين اختها التى ولدت بجمال كبير, بيضاء عيونها ملونة وشعرها بنى فاتح ,الإبنة المفضلة لأمها لأنها تشبهها ورغم تفرقة أمها فى المعاملة إلا انها كانت تحب أختها جدا وهى أيضا تحبها وتواسيها عندما تقسو أمها عليها, كثيرا ماكانت جميلة تذهب لجدتها لأبيها وتبقى معها لم تكن تتحمل البقاء فى البيت وأمها تعاملها بهذه الطريقة. جدتها كانت تحبها وتقول: إنت قلبك أبيض وبكرة ربنا هايكرمك قوى.. الشكل مش كل حاجة المهم الأخلاق والأدب والعلم...

أنا جميلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن