كان يوما عاديا مزارعون يلتقطون الثمار الناضجة واخرون يضعون العلف للماشية وبعض الاطفال ارتفعت اصواتهم باللعب والمرح ونسوة وقفن بالطريق لتبادل بعض الاخبار، يوم صيفي حار اخر يمر على القرية ولا جديد عدا صوت ريام وهي تصرخ من ألم المخاض، كان صوتها يعلو تارة ويختفي تارة اخرى، لقد كانت ولاداتها الثلاثة السابقة افضل حال،
« هل هي بخير؟»
«لا تقلق يا سليمان، ستكون بخير»
« لا اشعر بالراحة، فمنذ بداية هذا الحمل و هي ليست على ما يرام»
«ماذا تعني؟»
« كانت الكوابيس تراودها حول طفلة بشعة ومرعبة، وحينما تصحو تقول انها تراها بشكل ومضات تظهر وتختفي قريبا منها واحيانا تسمع همسات كانها حفيف وضحكات مخيفة» نظر للسيدة رحمة و بدا الرعب واضحا في عينيه « اخشى ان تتحقق النبوءة»
استدارت السيدة رحمة مبتعدة عنه وهي تتمتم «منذ ان اخبرتكم تلك الغجرية بتلك الخرافة وانتم تتصرفون بغباء»
وتوجهت داخل البيت نحو الغرفة حيث استلقت ريام على فراشها تصارع نوبات ألم المخاض،،،
قارب الوقت من العصر ولا زالت ولادة ريام متعسرة وباءت محاولات النسوة من تخفيف ألمها بالفشل، فجاءة ومن دون سابق انذار هبت عاصفة قوية سريعة ومباغتة قلبت القدور و بعثرت الغسيل المنشور و ارتعبت منها الحيوانات و علت اصواتها خوفا ثم هربت لمخابئها كانها رأت شيء ما في تلك العاصفة عجز عن رؤيته اهل القرية الذين حاولوا السيطرة على حيواناتهم و جمع ما تطاير من اواني وثياب،، ثم هدأت تلك العاصفة الغريبة وعم السكون والهدوء ولم يسمع الا صوت بكاء الطفلة التي ولدت اخيرا،،،
كانت السيدة رحمة تلف الطفلة ببعض الاقمشة و ريام المنهكة تردد « ماذا وضعت؟ هل هو فتى؟»
ردت احدى النسوة اللاتي ساعدن السيدة رحمة في توليد ريام « فتاة، انها فتاة،»
تجهمت ريام برعب وقالت « فتاة؟»
ردت المراة عليها بامتعاض « اجل فتاة، وما عيب الفتاة؟ هـاا؟ ثم ان لديك ثلاثة اولاد ما الضير في ولادة فتاة واحدة؟»
ردت ريام وهي مرعوبة و نزلت دمعة من طرف عينها « لا، ارجوك، ليس فتاة، لا تقولي اني انجبت شيطانه»
صرخت المراة بوجهها وعاتبتها « كيف تقولين شيئا كهذا؟ انها طفلتك هل جننت؟»
نهضت السيدة وحاولت اخذ الطفلة من السيدة رحمة ولكنها تفاجأت بالسيدة رحمة وهي تحدق بالطفلة وعلى وجهها ملامح الغرابة والدهشة،،، والخوف،،
كانت الطفلة ناعمة ورقيقة كأجنحة الفراشات، وشعرها الاسود ينبئ بجمالها المستقبلي اما بياض بشرتها فقد غازل نجوم الثريا، وقد اثارت شفتاها المكتنزة غيرة الورود الحمراء البرية، ولكن، عيناها البيضاوان، كانتا تنذر بالشر،،
صدمت جميع النسوة من عينا الطفلة التي استمرت بالبكاء، لكن السيدة رحمة حملت الطفلة لامها وهي
قلقة « ريام، يا بنتي، لا بأس ان كانت الطفلة عمياء، لا تزال طفلتك وهي جائعة يجب ان ترضعيها»
و قربت الطفلة لامها بهدوء، لكن ريام صرخت مرتعبة «كلا، انها ملعونة، انها شيطانه»
« اهدأي ارجوك ما ذنبها ان كانت عمياء» ردت رحمة بنبرة توسل وهي تحاول تهدات ريام
اما النسوة فبقين متحيرات ما معنى « انها شيطانه»
بقيت رحمة تتوسل ريام لتهدأ والأخيرة تصرخ بجنون « لقد قتلت هذه الشيطانة طفلي واستولت على رحمي كانت تتغذى علي وعلى بقايا طفلي يجب ان تموت يجب ان تقتل»
كانت صدمة النساء بكلام ريام وحالتها لا توصف، فبادرت احداهن «ريام عزيزتي، ماذا تقولين هل انت متعبة من الولادة؟»
هزت ريام راسها بقوة وهي تنتفض وتحاول ان تبلع ريقها وعيناها جاحظة من الخوف « لقد رايتها، لقد رايتها»
اقتربت احدى النساء نحو رحمة « سيدة رحمة ماذا تقول ريام؟ما هذا الكلام الغريب؟ ام ان ريام اصيبت بمرض ما»
اقطبت رحمة حاجبيها بغضب ورفعت صوتها وهي تقول« اصابها الجنون فقط!!»
«صدقوني، انا لا اكذب عليكم لقد رايتها »
نظرت رحمة للنساء « انها تقصد احلامها»
ضحكت احدى النساء « ارعبتنا يا ريام، رايتها في حلمك؟» واستمرت بالضحك، لكن ريام صرخت بها
« لقد اخبرتني بها غيداء، قالت لي انني سألد فتاة وستكون من نسل الشيطان، انها ملعونة»
عم الصمت على الجميع و بدأ الرعب يسيطر علي النسوة، لكن سرعان ما صاحت بها رحمة
« غيداء الغجرية تلك الدجالة ستجعلك قاتلة ستقتلين طفلتك من الجوع »
«لكن يا سيدة رحمة» قالت احدى النسوة بصوت منخفض بدا عليه الخوف « لم يسبق ان قالت غيداء شيء كاذب فكل ما توقعته، حصل حدوثه فعلا»
«لكنها اخطأت هذه المرة» ردت رحمة بغضب، لكن هذا لم يقنع النسوة وبدان بالخروج من الغرفة بسرعة، وبقيت ريام ورحمة وحدهما، حاولت رحمة كثيرا اقناع ريام بان ترضع الصغيرة لكن عبثا تحاول،
في هذه الاثناء كانت النساء قد خرجن والتقين بسليمان، كان جالس على صخرة على مسافة من البيت، نهض ليسالهن عن مولوده و زوجته ان كانا بخير لكن الخوف والقلق الذي سيطر على ملامح النسوة جعل الخوف يدب في قلبه، فانطلق راكضا نحو بيته قبل ان تنطق احداهن بكلمة ، وما ان دخل ووقعت عيناه على زوجته حتى صاحت به تطلب النجدة، دخل سليمان وجلس لجانب زوجته يلف ذراعه حولها وهو متحير مما يجري،،
« هل تقولين انها مصابة بالعمى يا سيدة رحمة؟»
سال سليمان بقلق بعد ان سمع الحديث كاملا من رحمة ومن زوجته، اخذ لحظات بالتفكير ثم نظر لزوجته و ابتسم محاولا طمأنتها
«ان كانت مصابة بالعمى فهي طفلة عادية بل ومعتلة يجب ان نعتني بطفلتنا، اليس كذلك يا ريام؟»
لم يكن سليمان اقل خوفاً من زوجتة لكنه تظاهر بالشجاعة امامها
«ولكنها،،»
«لا تقلقي» قاطعها بسرعة « هيا لترضعيها انا هنا لا تقلقي سترين بنفسك انها مجرد طفلة»
كانت ريام ترتعش خوفا جلست رحمة لجانبها الاخر لتساعدها على حمل الطفلة واخيرا ارتشفت الطفلة اول غذاء لها من امها المرعوبة،، هدأت الطفلة بعد الرضاعة وغطت في نومها،
«هل رأيت ؟ انها طفلة عادية و لا وجود للعنة وغيداء مجرد كاذبة ودجالة» قالت رحمة وهي تبتسم
كانت ريام لا تزال قلقة ، اخذت السيدة رحمة الطفلة ووضعتها في مهدها
« ماذا ستسمونها ؟»
« انا لن اسميها ، سموها انتم»
اجابت ريام وهي تنظر للطفلة بقلق وخوف
« لا بأس سأسميها انا» رد سليمان وهو يحاول طمأنت زوجتة المرعوبة « سأشتق اسمها من اسم امها ،سأسميها رنيم» لكن ريام صرخت «لا لن تسميها كأسمي ، لا اريد ان تحل بي لعنة بسبها»
« لا بأس عليك لا بأس ، سأسميها ودّ» اجاب سليمان بسرعة ، هدأت ريام وهي لا تزال تنظر للطفلة بخوف
« حسنا ، يا سليمان سأعود لبيتي الان ، ان احتجتم لشيء في اي وقت لا تتردد»
« لا انت لن تذهبين لأي مكان ِ» صاحت ريام والرعب يتملكها اقطبت رحمة حاجبيها بغضب و رمقت ريام ، سارع سليمان لاحتواء الموقف
« ابقي هذه الليله هنا يا سيده رحمة ، ارجوك فقط الليلة ريام لاتزال متعبة»
بعد لحضات هزت رحمة رأسها موافقة وقالت
« حسناً ، لا بأس هذه الليلة فقط»
كان الليل قد انتصف حين بدأ بكاء الطفلة من الجوع كانت السيدة رحمة قد نامت في غرقة ريام استيقظت على صوت الطفلة الباكية فنادت بصوت ناعس «ريام استيقظي الطفلة جائعة ، ريام»
اجابت ريام بتعب ونعاس « حسنا»
لحضات فقط وسمعت رحمة صراخ ريام وهي تردد
« لقد اخبرتك انها شيطانة ، شيطانه» انتفضت رحمة من فراشها مفزوعة تحاول ان تفهم ماذا يجري ، كانت ريام ملتصقة بجدار الغرفة و عيناها متسمرة على الطفلة اتجهت رحمة للطفلة وصدمت بما رأت ، تحولت عينا الطفلة من الابيض الى الاسود بقيت ريام تردد «انها ملعونه، انها ملعونة» تقدمت رحمة صوب المهد وهي تنظر لتلك الجميلة التي لولا عيناها لكانت اجمل طفلة رأتها على الاطلاق ، بدت وكأنها مسحورة بها ، ربما لانها لم ترزق بطفل وها هي تسمع تلك الغجرية تنعت هذه الصغيرة (بطفلة الشيطان) قطع سرحانها صوت ريام وهي تردد « يجب ان تموت، يجب ان تقتل» خرجت مذعورة من غرفتها ، و كانت رحمة تعلم مدى ايمان اهل القرية بكلام غيداء ،
دخل سليمان وهو يحمل شوكة القش واخذ يوجه الطعنات لجسد الطفلة في مهدها ثم جلس قربها ورفع الغطاء عن وجهها بهدوء وقلق ، لكنه لم يجد الطفلة ،
كانت رحمة تحمل الصغيرة بيديها وهي تضمها لصدرها وتجري نحو بيتها حتى وصلت كانت انفاسها تتسارع فتحت الباب وولجت للداخل كان زوجها الفظ نائماً نظرت له باشمئزاز ودخلت غرفة النوم لتستخرج صرة صغيرة فيها بعض الدراهم ثم وضبت بعض الثياب وغادرت بيتها سريعاً لتهرب مع الطفلة بعيدا عن تلك القرية المجنونه ٠٠٠٠ *
أنت تقرأ
طفلة الشيطان
Horrorستولد لك طفلة كأن الجمال خلق لها لوحدها،،، كان يوما صيفيا عاديا والصمت يعم المكان عدا صرخاتها وهي تعاني من ألآم الولادة حينما هبت عاصفة فجأة هاجت منها الحيوانات وما لبثت ان هدأت وعم الصمت مجددا عدا صوت الطفلة التي ولدت اخيرا..... طفلة الشيطان... ري...