الرفيق

349 12 0
                                    

بعد ان وقعت الساحرة ذات الشعر الاحمر مقتولة، جمدت ترانيم في مكانها تحدق بالوحش الاسود وبشرته الخشنة كحراشف التمساح، شعرت انه سيقضي عليها كما فعل مع تلك الساحرة لكن الوحش نظر لها وهو يتنفس مصدرا صوتا عالٍ كأنه شخير  ثم نظر خلفها و تقدم بخطوات ثقيلة ومرَّ بجانبها كانت لحظة مرعبة لترانيم لكنها استجمعت نفسها واستدارت لترى اين سيذهب ذلك المخلوق، سار الشيطان الاسود حتى وصل عند الحفرة التي خرجت منها الطفلة ثم انحنى وركع جالسا على احدى قدميه مطأطأ رأسه، ظهرت تلك الفتاة ونظرت اليه وبدت على وجهها ابتسامه كأنهما يخوضان حديثا صامتا، في تلك اللحظة ادارت ترانيم وجهها و تحركت مبتعدة عن المكان ثم ما لبثت حتى بدأت بالركض بسرعه يلحق بها ليل،،،
بدأت الشمس بالشروق واخذ الظلام ينقشع، وترانيم مستمرة بالتحرك للبيت وقد اعياها التعب، جلست تستريح قليلا اقترب ليل يهمهم وجلس عند قدميها، بدأت تفكر بكل ما حدث معها وتذكرت ايضا ليلة مقتل الساحرة العجوز التي احرقت، و الصبية، شعرت ان ذلك الوحش،، ربما،، يحميها،، ولكن كيف؟ ولماذا؟
بدات تستعيد ذكرياتها وما سمعته من العجوز العرجاء ذات الشعر الاحمر عن الوريثة، و لم تجد غير تفسير واحد ومعقول يجمع كل هذه الاحداث وهو انها هي الوريثة،، ولكن،،،  وريثه لأي شيء؟ ووريثة من؟ زمجر ليل وهو ينظر للطريق نظرت ترانيم و وجدت فتى بشعر اسود اجعد وبشرة حنطية وعينين بنيتين وثياب نظيفه، وكان واضحا انه يصغرها بعد سنوات بعد لحظة صمت قال الفتى
« هل انتِ جنية؟» استغربت ترانيم الجملة
«انا ماذا؟»
«جنية؟»  وأشار لعينيه ثم لها « عيناك غريبة، هل انت جنية؟»
ابتسمت ترانيم، كان الفتى لطيفا وافكاره بريئة
« وانت ماذا تعتقد؟»
«لا اعلم تبدين بشرية ولكن عيناك تبدو مختلفة»
ضحكت ترانيم ونهضت من مكانها « اخبرني،  هل تتعب الجنيات من المشي؟»
«لا اعلم!»
« حسنا»  وتلفتت حولها «هل تتوه عن بيتها؟»
«لا اعلم ايضا،  هل انتِ تائهه؟»
« اجل»
« كيف ستعودين اذا؟»
نظرت حولها ثم الى ليل واجابت « اعتمد على ليل عسى ان يجد طريق العودة للبيت»
« واين بيتك؟»
« عند تلة مطلة على البحر»
«اعرف الطريق، هل ترغبين ان ادلك؟»
فرحت ترانيم و اجابت على الفور « بلى، بلى ارجوك لقد تعبت من المشي واريد العودة لبيتي» 
«حسنا اتبعيني» وانطلق يمشي في احدى الاتجاهات وتبعته ترانيم يرافقها ليل،،، ساروا مسافة انتبهت ترانيم ان الفتى يحمل قارورة ماء
« هل يمكنني الحصول على شربة ماء؟»
«هل الجنيات يشربن الماء؟»  كان الصدق واضحا على وجه الفتى وهو يسأل، نظرت ترانيم له للحظة وفكرت لابد انه مقتنع من كونها جنية
«اجل نشرب الماء وناكل الطعام»  وقف الفتى وناولها القارورة شربت قليلا ثم انحنت وفتحت كفها وصبت فيه الماء ليشرب ليل، كان الفتى يمعن النظر في تفاصيل ترانيم ثم قال « يدك مجروحه» هزت رأسها بالايجاب، اكتفى ليل من الماء وتوقف عن الشرب و نهضت استخرج الفتى منديلا من جيبه وسكب بعض الماء بعد ان اخذ القارورة على الجرح وضمده بالمنديل وبقي ممسكا بيد ترانيم، كانت ترانيم تراقبه مستغربه حركاته، رفع كفها ومسح به على خده « هل جميع الجنيات لديهن ايدي ناعمه»  لم تتمكن ترانيم من حبس ابتسامتها وهي تسمع تعليقه، لكنها هزت راسها بالايجاب ترك يدها و سأل « ما اسمك؟»
«ترانيم»
«اسم جميل»
ابتسمت وقالت «وانت؟»
« لا لن اقول اسمي،» و عاد يمشي نحو التله، تبعته ترانيم مستغربة« و لماذا لن تقول اسمك؟»
«لقد سمعت ان الجنيات قد يعشقن الفتيان فيقمن بصنع تعويذات و سحر ليقع في حبهن، وانا لا اريد ان احب جنية، اريد ان اعيش طويلا وانجب اطفال»
لم تتمالك ترانيم نفسها فضحكت ووضعت يدها تكتم الضحكة لكنها سرعان ما فقدت سيطرتها على نفسها لتغرق في موجة ضحك لم يرد الفتى واكمل طريقه،،
وصلوا للتلة واخبرت ترانيم الفتى ان بيتها اصبح قريبا وقد تعرفت على الطريق من مكانهم هذا، فتوقف في مكانه وقال « حسنا ساذهب»
«انتظر، الا تريد ان تستريح قليلا؟»
«لا من الافضل ان ابتعد»  وغادر دون ان يلتفت، وترانيم مستمرة بالضحك وصلت للبيت وهي مسرورة، كانت رحمة تنتظر قلقة عن مدخل البيت ما ان رات ترانيم حتى اسرعت واحتضنتها «اين كنت؟ هل انتِ بخير؟» قررت ترانيم ان لا تخبر امها عما حصل ولا عن ذلك الفتى واكتفت بالابتسامه
«انا بخير لا تقلقي امي، كنت اتمشى فقط مع ليل عند الشاطئ» ثم تركت امها ودخلت وهي تقول«انا جائعة يا امي، لن انتظر الغداء» 
شعرت رحمة بامر مريب فالوقت قارب الزوال وهذا وقت عرض الصيادون لما اصطادوه من اسماك و قريدس لذا فالاكيد ان ترانيم لن تذهب هناك وايضا ثياب ترانيم جافة هذا يعني انها لم تقترب من الماء ثم انتبهت لقدميها الحافيتين وقد اتسختا كثيرا و انتشرت الجروح عليهما بقيت تراقب ترانيم وهي تدخل للبيت و التساؤلات تراودها،،،،،
مرت عدة ايام و شعرت ترانيم برغبة للقاء ذلك الفتى انتظرته عدة مرات على الطريق لكن يبدو انه كان جادا برغبته بعدم مقابلتها، حاولت الذهاب للسوق مع امها علها تراه وحتى بعد ان اخذتها رحمة الا انها لم تلتقيه ابدا، الامر الذي جعل رحمة تقلق وتعيد السؤال ان كانت تبحث عن احد ما لكن ترانيم لا ترد لانها ستكون مضطرة لاخبار امها بكل ما حدث تلك الليله بما فيها الشيطان والساحرة والطفلة، لذا كانت دوما تتهرب من الاجابة ولا ترد،،
مضت الايام وعادت ترانيم لحزنها وصمتها المعتادين وفي احدى المرات خرجت تتمشى على الطريق المؤدي للبحر ووقفت تراقب الصيادين من بعيد   بعض الوقت، ثم استدارت وعادت للبيت، وفي اثناء سيرها تعثرت وسقطت على الارض متدحرجة، رفعت جسدها عن الارض وجلست تنفض التراب عنها متألمة من جرح ركبتها، فسمعت صوتا يقول
«هل تأذيتي»  ادارت رأسها في كل الاتجاهات تبحث عن صاحب الصوت وردت « اجل لكنه جرح بسيط»
« ظننت الجنيات لا تتأذى»
ما ان سمعت كلمة الجنيات حتى ارتسمت ملامح السعادة على وجهها فردت بسرعة
«هذا انت؟  لقد انتظرتك طويلا ظننتك ستعود»
« ماذا تقصدين بهذا انت؟  و مالذي تبحثين عنه؟»
ركزت سمعها وحددت مكانه ونظرت اليه
« ابحث عنك»
«لكني لست مختبئا انا اقف امامك مباشرة»
اطرقت رأسها قليلا و قالت « ساطلعك على سر حتى امي لا تعرف به»
«امك؟»
« اجل،»
«ما هو؟»
« في ساعة مغيب الشمس وشروقها افقد قدرتي على النظر، اعني اني لا استطيع رؤية شيء حولي، تكون رؤيتي مشوشة بالكاد ارى »
«وباقي الجنيات، هل يحدث لهن مثلك؟»
زفرت بعض الهواء وقالت « لست جنية، ولدت بعيون مختلفة فقط» 
لم تكن تراه جيدا لكنها كانت متأكدة انه لم يصدقها، نهضت من مكانها ونادت ليل ليعيدها للبيت سار الفتى معها حتى اقتربوا من البيت عندها توقف
«ما بك؟ هل انت خائف مني؟»
«لا، ولكن ماذا ان آذتني عائلتك؟»  ابتسمت وردت
«لاتقلق، لن يؤذوك»
وصلا للبيت وقف مكانه يتفقد البيت من الخارج و تسللت رائحة الطعام للخارج، ثم جاء صوت رحمة « ترانيم، هل عدت..؟»
«اجل امي انا هنا مع،،»  لكن الفتى انطلق سريعا عائدا نحو القرية، سكتت ترانيم ولم تكمل ثم دخلت،
مضت ايام اخرى لم ترى فيها ترانيم الفتى مجددا حتى جاء اليوم الذي وصل فيه غريب مسن للقرية، اسدل قلنسوته يغطي ما استطاع من وجهه ودخل المطعم يتناول وجبته الساخنه وهو ينصت للجميع، كانت القرية هادئة وقصص المحليين عن الصيد والزراعة وزواج ابنائهم وتتعالى الضحكات بين فينه واخرى كل شيء يبدو طبيعيا، وضع خمس قطع نحاسية وهم بالخروج، لكنه سمع حديث احد الصيادين وهو يستذكر مقتل الفتية بطريقة بشعة وغريبة، اقترب الرجل منهم ووضع كفه على كتف الصياد يسأله « هل كانت هناك اثار مخالب على الجثث؟»
نظر الرجل اليه يتفحصه من رأسه حتى قدميه
« ومن انت؟»
«اجبني فقط»
نظر الرجل لبقية رفاقه مستغربا ولم يرد لكن الغريب حثه على الكلام « هل كانت هناك اثار مخالب!»
«اجل،  لكن كيف عرفت» 
ابعد يده عن كتف الصياد وازاح القلنسوة ورد
« اثار كهذه؟»  ارتعب الجميع من منظره وتجمع من تواجد بالمطعم هناك ليروا شكل هذا الوافد الغريب ويسمعوا قصته نهض الرجل وواجه الغريب ذو الندبة «من انت يا سيدي؟»
« انا من يطارد الوحش الذي تسبب بهذه وتسبب بمقتل عائلتي »
ادخل كلامه الرعب في قلوب الجميع كأنه اعلان عن قرب موتهم استأنف الغريب كلامه رافعا صوته متوجها للحاضرين وهو يدور حوله « ذلك الوحش هو شيطان بالحقيقة و يأتمر بأمر امرأة، ساحرة، لديها طفلة ملعونه بعيون بيضاء تبدو عمياء، اسمها رحمة وابنتها ترانيم، كنت ادافع عن تلك الحقيرة في قريتي حتى دفعت الثمن غاليا قتل الجميع، اخي، عائلتي، اصدقائي، وكل من في القرية، وانا الناجي الوحيد، واقسم، اني لن ارتاح حتى اقتلها حتى لو كلفني ذلك حياتي، فمن منكم يعرف تلك الشيطانة فليخبرني» استغرب الجميع كلامه وعلت الهمسات والاصوات فبعضهم يعرف رحمة جيدا لانها عالجت زوجته او ابنته لكنهم لم يروا في رحمة ما يدل على انها ساحرة او قاتلة وحادثة الفتية وان كان غريبا الا انها قد حدثت بعيدا عن بيت رحمة التي آثرت العيش بعيدا عن القرية واهلها،، بقي الجميع في حالة استنكار مما سمعوه عدا شخص واحد تسلل للخارج واطلق ساقيه للريح،
« أسمعني يا سيدي»  تقدم عمدة البلدة نحوه « انت رجل غريب اما رحمة فهي تعيش هنا منذ عدة سنوات ونحن نعرفها جيدا، لقد انقذت الكثير من النساء والاطفال لذا لا تتوقع ان نصدقك »  نظر العمدة خلفه لرجال قريته و اكمل « اهل هذه القرية عانوا لفترة من الزمن بسبب الساحرات، لهذا فنحن نعرف كيف تبدو الساحرة وهنَّ بالتأكيد لسن كالسيدة رحمة»
« كنت مثلك ادافع عنها حتى حصلت على هذه»  واشار لندوبه واردف« و خسرت اخي الوحيد و زوجتي واطفالي و ها انا اخبركم الان اني لن ارحم تلك الساحرة وساقتلها هي وطفلتها طفلة الشيطان تلك»
ارتفعت الأصوات الرافضة لقول داوود و وصل الامر للتهديد والشجار، خرج بعدها داوود من المطعم عازما على ايجاد رحمة بنفسه،
كانت ترانيم جالسة وكانها عقلها منفصل عن جسدها وعيناها تحدق في الفراغ وهي تخط بغصن على الارض بعض الرموز الغريبة فجأة استفاقت من غشيتها على صوت احدهم يجري باتجاهها نهضت لتستقبل الفتى الذي وصل لاهثا وهو يقول بصوت متقطع من التعب « هل اسم،،، امك،، رحمة؟»
استغربت ترانيم سؤاله للوهلة الاولى ثم ظنت انه يطلب مساعدتها فاستدارت و قالت له « اجل، سأذهب لاناديها لك»
لكن الفتى استوقفها « لا، لا، اسمعيني انتِ، هناك رجل مسن قصير قليلا لكنه يبدو قويا وعلى وجهه ندوب مخيفة وصل اليوم للبلدة يسال عن امك»
«ماذا تقول؟ يسأل عن امي؟»  وعادت تقف امامه
تنفس الفتى نفسا طويلا استعاد عافيته و اكمل
« يقول ان امك ساحرة وقد تسببت بقتل عائلته وهو الان يبحث عنها ليقتلها»  ارتعدت ترانيم عندما سمعت كلامه هزت رأسها نافية وانطلقت للبيت بسرعة تبعها ليل، بينما عاد الفتى للبلدة، وصلت ترانيم للبيت تنادي «امي، امي!»
« انا هنا ترانيم ما الامر؟» خرجت رحمة بسرعة من احدى الغرف « مابك يا ابنتي؟  هل انت بخير؟»
« امي هناك رجل يبحث عنك يريد ان،، ان»
«يريد ماذا تكلمي؟ هل يحتاج لمساعدة؟  اين هو؟»
نزلت دمعة من عين ترانيم « يريد ان يقتلك»
تفاجئت رحمة من كلام ابنتها « ماذا تقولين!؟»
«انه يبحث عنك الان، دعينا نهرب ارجوك»
لكن رحمة تساءلت بهدوء« كيف عرفتي؟»
« هذا ليس مهم علينا ان نهرب الان»
«لا هذا مهم كيف عرفتي يا فتاة؟»
« ليس الان»  صرخت بقوة وسقطت دمعتها على خدها «دعينا نرحل ارجوك» صمتت رحمة بارتباك،
كان الفتى يشق طريقه للبلدة حين صادفته عربه مسرعة يجرها حصان اسود، ما ان اقتربت منه حتى توقفت وترجل داوود منها وامسك بالفتى بقوة
«اخبرني اين بيتها؟»
رد الفتى بخوف «لا اعرف»
اجاب داوود بنبرة تحذيرية « لقد رأيتك تخرج من المطعم سريعا لابد انك ذهبت لتحذيرها اين هي؟»
«لا اعرف صدقني»  استشاط داوود غضبا وحمل الفتى والقى به داخل العربة وانطلق في الطريق الذي جاء منه الفتى،
«نحن لن نتحرك حتى تخبريني من هذا الرجل؟  وماذا يريد مني؟»
«لا اعرف صدقيني»
«اذا كيف عرفتي انه يريد قتلي؟» 
«اخبرني احدهم»
«احدهم!؟  ومن يكون هذا؟»
«امي!  هل حقا ستضيعين الوقت بهذا الكلام؟!  دعينا نهرب و اعدك اني سأخبرك بكل شيء»
«الان»  ردت رحمة بنبرة صارمه عرفت ترانيم منها ان امها لن تتحرك حتى تحصل على ما تريد
«انه فتى اخبرني بذلك»
«من يكون؟»
« لا اعرف، دعينا نهرب»  وبدأت بالبكاء، في تلك اللحظة زمجر ليل معلنا عن اقتراب خطر، انتبهت رحمة له ثم نظرت لترانيم
«اختبئي انت»
«لا لن افعل» ردت بتحدي « ان كنت ستخرجين ساخرج معك»
«لا لن تفعلي» صاحت رحمه بها ثم اقتربت منها ووضعت كفيها على كتفي ترانيم واخفضت نبرتها «افعلي ما قلته لكِ يا ابنتي» لم ترد واكتفت بالبكاء بصمت، خرجت رحمة وليل معها يستكشفون الخارج،  اما ترانيم اقتربت من احدى النوافذ المطله على الخارج تراقب امها،  اقتربت العربة من التل وترجل منها داوود، تعقب اثار اقدام الفتى وعرف الطريق عاد للعربة واخذ بندقيته المحشوة و ربط حربته على فخذه وتقدم بحذر وسرعة نحو البيت متخفيا خلف الاشجار، كانت رحمة تبحث عن مصدر قلق ليل، بينما تقدم داوود من الجهة الاخرى بعد ان رصدها، سريعا ما اكتشف ليل مكان داوود لكنه لم يزمجر فقد تعرف على صديق صاحبه القديم، تمركز داوود وهو يسدد فوهة بندقيته نحو رحمة الغافلة عنه تماما واستعد للاطلاق لكن وقبل ان يطلق هجمت ترانيم عليه بعد ان راته وخرجت من البيت تحاول حماية امها دفعها بقوة و وجه السلاح نحوها قائلا
«سابدا بك اولا ايتها الملعونه» ارتعبت ترانيم وقبل ان يطلق هجم الشيطان الاسود عليه لكن داوود كان يقضا فتحرك بخفة مبتعدا عنه وتجنب الضربة وقف الشيطان مقابل داوود الذي تحير عند رؤيته فهو يتذكر الشيطان الاحمر من تلك الليلة، اما ترانيم فقد نهضت من على الارض تراقبهما ثم قالت
«من انت؟  ماذا تريد من امي؟»
« انا داوود وجئت اقتص منها» وبسرعة وجه البندقية نحوها واطلق رصاصة تلقاها الشيطان في جسده ليحمي ترانيم، سمعت رحمة صوت الرصاصة فهربت داخل البيت ولما لم تجد ترانيم خرجت مرتعبة تبحث عنها في مكان الذي صدر منه الصوت،
« ارجوك، يا سيدي نحن لم نفعل شيء، ارجوك دعنا وشأننا»
كانت نظرات داوود تدل على حيرته ما هي الا لحظات حتى ادرك ان الوحش ليس تابعا لرحمة بل لابنتها، صوب بندقيته نحوها مجددا وبقي يطلق الرصاصات تباعا حتى فرغت البندقية كل هذا و الشيطان يتلقى الرصاصات عن ترانيم سقطت دمائه على الارض، نظر الشيطان لجسده ولدمائه ثم رفع رأسه ينظر لداوود المترقب وقبل ان يخطو الشيطان انتبه لصوت رحمة وهي تنادي على ترانيم اعاد نظره لداوود  وصوت شخير تنفسه يعلو ثم هجم بسرعة على داوود الذي سحب حربته يحاول حماية نفسه وتوجيه الطعنات للشيطان الغاضب، لكنه لم يكن ندا له ووقع على الارض بعد تلقي ضربات عدة مزقت جسده وقبل ان يوجه الشيطان ضربته القاتلة صرخت ترانيم به ان يتوقف ويذهب، فلقد خافت ان تصل امها فيهاجمها الشيطان ويقتلها، نظرت له وهي تصرخ «اذهب اذهب حالا»  ونظرت صوب امها التي وصلت استدارت وكان الشيطان قد اختفى، وصلت الام المرعوبة  واحتضنت ابنتها « هل انت بخير؟  لم ٓ خرجت من البيت؟ ألم اقول لك اختبئي؟»  لم ترد ترانيم وادارت وجهها ناحية داوود  انتبهت رحمة له واسرعت تتفقد جراحه القاتلة « سيد داوود؟ مالذي حدث لك سيدي؟ وكيف وصلت الى هنا »  نظر داوود لرحمة وقال بصوت مخنوق « سامحيني فقد ظننتك ساحرة»  استغربت رحمة واكمل« رحمة احذري من طفلتك انها،،» ولم ينهي كلامه،  كان الشيطان واقفا على احد اغصان الاشجار قريبا منهم ما ان تاكد من موت داوود، حتى تحرك واختفى،،،،*

؟» «اجل امي انا هنا مع،،»  لكن الفتى انطلق سريعا عائدا نحو القرية، سكتت ترانيم ولم تكمل ثم دخلت، مضت ايام اخرى لم ترى فيها ترانيم الفتى مجددا حتى جاء اليوم الذي وصل فيه غريب مسن للقرية، اسدل قلنسوته يغطي ما استطاع من وجهه ودخل المطعم يتناول وجبته ...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
طفلة الشيطان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن