ليلة الدم

691 23 0
                                    

خرج القرويون حاملين مشاعل يتساءلون عن مصدر الصراخ «هل  سمعتم  الصراخ انتم ايضا»  اقترب احد الرجال من جيرانه الواقفين وسط الطريق، فأجابه جاره« بلى ولكن لم نستطيع تحديد الاتجاه بعد» تلفت الرجل حوله وقال « هبوب الرياح غريب، فهي لا تهب من جهة واحدة»  ركز الواقفين في اغصان الاشجار التي كانت تتمايل لجميع الاتجاهات، رد جاره«انت محق هذاغريب كأننا في قلب اعصار» عصفت الرياح بقوة وعلا معها حفيف الاشجار وبدت كانها ستتكسر، اقترب احد الكلاب من الرجال وكان يهمهم كانه التقط رائحة ما وبدأ يبحث عن مصدرها، انتبه الرجل له وقال« مابك يا ليل هل التقطت رائحة شيئ ما؟»  بقي الكلب يهمهم ويستمر بالشم حوله حتى استدل على طريقه واخذ يتتبع الرائحة  ،، في  ذلك الوقت خرج المزيد من الرجال حاملين مشاعلهم وهم ينادون على بعضهم البعض ان رأوا شيئا او حصل لهم شيئ، والجميع يردون بأنهم بخير ولم يكن الصوت صادر من منزلهم، حتى اقترح احدهم اخيرا ان يقوموا بجولة في القرية بحثا عن مصدر الصوت انتشر الرجال بمجموعات صغيرة مكونه من رجلين او ثلاثة وبدأ البحث، تحرك الرجل ونادى على كلبه «ليل،، هيا اتبعني» لكن الكلب تحرك بعيدا مستمرا بهمهمته..
تحرك الرجل مع باقي رجال باحثين عن مصدر الصراخ وبدؤوا يبحثون هنا وهناك في الازقة والطرقات حتى استدرك احدهم قائلا « يا رجال  انا لم ارى ايوب، هل رآه احدكم،؟» 
نظروا لبعضهم وهم يهزون رؤوسهم بالنفي فقال الرجل وبدا القلق على ملامح وجهه « هل يعقل ان يكون الصوت من،،، بيت ايوب؟!»
تبادل الجميع نظرة التساؤل فتحرك احدهم سريعا بأتجاه بيت صديقه المقرب لحق به البقية على عجالة حتى وصلوا البيت كان الباب لازال مقفولا طرقوا عليه كثيرا لكن ما من رد تحرك احد الرجال نحو النوافذ يطرق عليها وكانت جميعها مقفله تحرك اخران معه ليتفحصوا النوافذ حتى عثر احدهم على نافذة مفتوحة ما ان دفع الشباك  الخشبي حتى لاحت له المجزرة  داخل البيت،  فزع الرجل  وتراجع عدة خطوات سريعة نحو الخلف وهو يحدق بما يراه امامه، انتبه له الجميع وتحركوا بأتجاهه يستفهمون منه ما الامر حتى شخصت امامهم الجريمة،
وضع احد الرجال الغطاء فوق جثة زوجة ايوب ولايزال تحت تأثير الصدمة من المجزرة الوحشية،  «امرٌ لا يعقل! مالذي يمكنه فعل شيئ كهذا؟»
رد عليه داوود « منذ البداية وانا لا اصدق  قصة الدب الذي هاجم اسعاد وها هي الاحداث تؤكد ما اظنه»
نظر له الرجل بعد ان نهض ووقف امامه متسائلا «تظن ماذا؟»
«ايً يكن من فعل هذه الفعلة،  فهو لا يزال بالقرية»
«ماذا تقصد؟»
« اقصد ان لم نجد الفاعل سنشهد المزيد من الجرائم»
نظروا للجثث المغطاة بالاقمشة البيضاء وقد تحول لونها الى احمر، عندها استدرك الرجل «داوود،  اين بدر؟ انا لم اراه منذ عدة ايام؟»
تلعثم داوود قليلا ثم قال « لقد ارسلته للمدينة»
« للمدينة!؟»
«اجل،  فنحن بحاجة المزيد من البارود»  رد بهدوء وهو يتهرب من نظرات الرجل الفاحصة له  لابد ان الرجل شعر بكذبة داوود،  فداوود بسبب خبرته المتراكمة من سنوات عمره الطويلة يعتبر صاحب رأي ويثقون به وبحدسه، فأن كان قد ابعد اخاه وعائلتيهما فلا بد ان الامر اخطر مما يعتقدون   «حسنا ماذا سنفعل الان؟»
« لندفن الجثث»  ما ان انهى داوود جملته حتى ضحك الرجل ساخرا
«ما بك؟»  سأل داوود
« اضحك من سخرية القدر،  قرية صيادي الدببة تتحول لمدافن والصيادون حافري قبور» برقت عينا الرجل بغضب واكمل« ماذا بعد؟ هل علي ان اجهز قبورا لعائلتي؟ »
نهض من مكانه غاضبا وهو ينظر حوله كأنه يبحث عن من سيلقي اللوم عليه واردف« الى متى سنبقى ندفن اصحابنا؟ هل علينا توديع بعضنا البعض قبل ان نؤوي الى بيوتنا التي اصبحت مسالخنا؟»
«ماذا تريدني ان افعل؟» رد داوود بهدوء وسيطرة اعصاب « اخبرني ماذا تقترح وسافعل ما تقول»
تلفت الرجل ثم اعاد نظره لداوود وقال بحزم وغضب « لنطرد رحمة من القرية،  ألم تبدأ هذه الاحداث الغريبة بعد وصولها؟»
وقف داوود و قلص عينيه بتركيز على الرجل« هل ستخبرني بأننا سننفذ ما  قالته  امرأة؟»
«لم لا؟ ما قالته ارملة سلام منطقي»
صرخ داوود بوجهه غاضبا« منطقي!!  اين المنطق في اتهام امرأة وطفلتها بجرائم قتل بشعة كهذه؟ »
رد الرجل بحنق « لكن لا يوجد دليل على برائتها ايضا»
« هل جننت تريد تصديق تهريج امرأة غيورة وحقودة؟»
تقدم صياد جاوز الخمسين من عمره نحو داوود « داوود،  لقد تملك الرعب من قلوب اهالي القرية، ولا يمكنك اقناعهم بالمنطق فطبيعة البشر يا صديقي ما ان يسيطر الخوف عليهم حتى يركنوا العقل جانبا»
«ماذا تقول يا مالك هل تصدق هذه المزاعم؟» «طبعا لا،  كيف لأمرأة ان تقتل صيادي دببة متمرسين دون ان تصاب بأذى، ولكن الامر قد خرج عن السيطرة واخشى ان تزداد الامور سوءاً»
نظر مالك ناحية الغابة حيث بيت رحمة «اسمعني ان كانت رحمة متورطة فسيتضح الامر برحيلها اما ان كانت بريئة فبأبعادها عن القرية نكون قد. حميناها وابنتها»
اطرق داوود قليلا قبل ان ينطق « انت محق، سنذهب غدا صباحا»
لكن الرجل الغاضب صاح به « غدا صباحا!؟  لا لن اسمح ان تبقى حتى الفجر»
وانطلق مسرعا نحو بيت رحمة وعيناه تتطاير شررا،
كان الكلب (ليل) مستمرا بتتبع الرائحة الغريبة التي التقطها حتى وصل قريبا من بيت رحمة رفع راسه باتجاه البيت واخذ يزمجر قبل ان يبدأ نباحه العالي الذي ايقظ ترانيم من نومها مفزوعة تلفتت حولها باحثة عن امها فلم تجدها في الغرفة، وما ان شرعت بالنزول من سريرها حتى لاح لها شخص ما يقف في احد الزوايا رفعت راسها لكنها لم ترى احد تحركت نحو باب الغرفة لتغادر عندها لمحت انعكاس شخصا ما بالمرآة نظرت خلفها بسرعة لكنها لم ترى احد مجددا اقتربت من المرآة الا انها لم ترى غير انعكاس الغرفة وأثاثها تلفتت يمينا وشمالا لم تجد شيئا وقبل ان تهم بالحركه تجسدت امرأة داخل المرآة، أمرأة بزي عاجي مطرز بالاصفر وقد انزلت قلنسوتها تغطي نصف وجهها وبانت الوشوم الزرقاء على نصف وجهها السفلي الظاهر من القلنسوة ارتعبت ترانيم وتراجعت خطوات للخلف بدأت تلك المرأة تردد كلمات بلغة قديمة، تجمدت ترانيم في مكانها وتناهى لسمعها نباح الكلب الذي ازداد هياجا  ادارت راسها نحو النافذة للحظة ثم عادت تنظر لتلك السيدة في المرآة وهي لازالت تكرر كلماتها الغريبة وفجأة بدت المرأة تشتعل وتحترق واختفت ليحل محلها وحش اسود بشع بهيئة تشبه القط و راس يشبه البشر ورغم ملامحه الحيوانية بدت الابتسامة البشرية الماكرة واضحه على وجهه  ثم قفز خارج المرآة صرخت ترانيم بقوة مفزوعة واختفى وحش المرايا بذات لحظة صراخها، كانت رحمة قد خرجت تحاول ابعاد الكلب عندما سمعت صراخ طفلتها فهرعت للداخل تطمئن عليها، احتضنتها وهي  تحاول تهدأتها
«لا بأس لابأس يا عزيزتي،  سابعده لا تقلقي»
كانت رحمة تظن ان خوف ترانيم كان بسبب الكلب، خرجت سريعا تحاول ابعاد الكلب الذي فجأة هدأ وتوقف عن النباح، اقتربت رحمة منه وهي تحرك منشفة صغيرة بيدها لابعاد الكلب لكن دون فائدة كان الكلب يعود لمكانه كلما حاولت رحمة العودة للداخل ويعاود النباح، وقفت رحمة امامه بعد عدة محاولات وهي قلقة على صغيرتها بالداخل نظرت للكلب بغضب وصاحت به« ماذا تريد؟ مابك؟»
في تلك اللحظة انتبهت رحمة لنيران المشاعل القادمة نحوها من القرية كان عدد المشاعل وصوت الخطوات يدلان على الاعداد المتجه لبيتها، تملكها الرعب فلا بد ان اهل القرية قد اقتنعوا بكلام سناء اخيرا ، لابد انها قادمون لقتلها وطفلتها لامحالة، نادت على ترانيم وهي تتراجع نحو البيت قبل ان تستدير وتركض نحو بيتها، كانت ترانيم لا تزال تبكي مرعوبة مما رأت وقد وقفت في وسط غرفة المعيشة عندها دخلت رحمة بسرعة لغرفة النوم واخرجت الصرة التي جهزتها منذ مقتل حفيد العمدة وخرجت ثم حملت ترانيم وانطلقت من الباب الخلفي للبيت باتجاه الغابة، كان الكلب (ليل)  قد توقف تماما عن النباح وما ان انطلقت رحمة حتى انطلق بأثرها،
وصل اهالي القرية لبيت الرحمة الفارغ وبحثوا كثيرا عندها ادركوا ان رحمة قد هربت مع طفلتها الى حيث لا يعلمون،،
اقترب الرجل غاضبا من داوود وهو يردد « اخبرني يا داوود، لمَ تهرب رحمة ان كانت بريئة؟ ها اجبني! لمَ هربت يا داوود؟»
رد داوود بحيرة « لا اعرف»
«لا تعرف! » ثم علا صوته بالصياح « ألم تكن تدافع عنها قبل قليل؟ وماذا عن صاحبي ايوب وعائلته؟ هل لا تعرف ايضا»
اندفع داوود وامسك الرجل من رقبته بقوة يضيق الخناق عليه وهو يهمس بنبرة غاضبة « اخبرني الان هل تستطيع رحمة ان تحكم قبضتها هكذا على عنق رجل ناهيك عن قتله مع عائلته ام نمت لها مخالب دون ان اعرف كيف؟ اخبرني الان» ودفعه بعيدا عنه « لو ان امرأة وجهت لها تهمة القتل والشعوذة وهي ترى في ظلمة الليل رجال بمشاعل متجهين لبيتها هل ستبقى ام تهرب»
كان الرجل منحنيا على ركبتيه ويسعل بقوة ثم رفع نظره لداوود الذي اشاح بنظره نحو الغابة واردف « لابد انها هربت نحو الغابة، ماذا سيحدث لها ولطفلتها؟»
«ماذا تقترح يا داوود»  تسائل مالك وهو يحدق بالبيت
« لا يمكننا تركها بالغابة مع طفلة هذا حكم بالاعدام»
« اذا نتبعها؟»
«اجل،  وان كان لابد من مغادرتها القرية فسنؤمن لها طريقا نحو قرية بعيدة في الصباح»
«حسنا، لنتحرك  »
تحرك الرجال نحو الغابة بحثا عن رحمة وطفلتها و كان بعضهم قد بيت فكرة قتلها وطفلتها  ،،،
عاد الصوت الواهن يردد مجددا «اٹھو اور نئی قبر کھودو باشمو» ليتحرك الشيطان طالبا المزيد من الدم،،،
في هذه الاثناء كانت رحمة تمسك بيد طفلتها قاطعة الغابة هربا  وقفت تلتقط انفاسها كانت ترانيم تشعر بالاعياء والتعب وهي تحاول التقاط انفاسها ثم بدأت بالبكاء وهي تمسح عينيها احتضنتها رحمة تحاول تهدأتها « لا بأس يا حبيبتي سنصل قريبا فقط تحملي قليلا»
لكن الطفلة ذات الخمسة اعوام لم تكن لتفهم  هذا الكلام فكل ما تريده هو العودة للبيت والنوم في سريرها اخذت رحمة تتلفت يمينا وشمالا وقد ضاقت بها السبل وبدأت دموعها تنساب،  اقترب ليل من ترانيم واخذ يهمهم ويداعب وجهها هدأت ترانيم وتحول بكائها الى ضحكات ادخل السرور لقلب امها، حينها لمحت رحمة ضوء المشاعل تقترب منهم حملت الطفلة وبسرعة بدات تركض مبتعدة بعد بعض الوقت جلست على الارض تحتضن صغيرتها واستندت لاحدى الاشجار بعد ان انهكها الركض واخذت تمتم بدعاء لرب السماء ان يحميها وطفلتها، لم يكن لديها حل اخر سوى محاولة الاختباء في ظلام الغابة ابتعدت جانبا و وضعت صغيرتها في حجرها وطلبت منها الهدوء اقترب الصيادون وهم ينادون عليها زمجر ليل لكن رحمة امسكت به وامرته بالهدوء، بدأ الرجال يقتربون ويفتشون في المنطقة التي اختبأت بها رحمة واكملوا طريقهم قدما،  تأخر رجلين وانظم لهم ثالث نظروا لبعض قبل ان يقول احدهم « اسمعوني، لا شآن لي بداوود وافكاره ما ان اعثر على تلك المرأة سأقتلع قلبها لما فعلته بايوب وأهله»  هز الرجلان رأسيهما موافقين على الخطة كانت رحمة تسمع حديثهما وهي متجمدة رعبا،
ما ان ابتعدا حتى عادت من الطريق الذي جائت من ما هي الابضع خطوات واصدمت بأحدهم كادت تصرخ من الخوف لكن داوود اسرع ووضع كفه على فمها يكتم صرختها وسحبها للظلام « هشش،  لا تقلقي،»
«سيد داوود صدقني ليس لي يد بما يحدث، كل ما اريده هو ان اعيش مع طفلتي بهدوء، ارجوك، ساعدني، سأغادر القرية بلا رجعة ارجوك ساعدني لإجل طفلتي»
«لا تقلقي» كان يتلفت حوله وهو يتكلم بصوت منخفض « لقد سمعت ما قالوه، سأخرجك من هنا ثم،،،»
لم ينهي داوود جملته حتى سمع صراخ الرجال مرتعبين نظر نحوهم كانت اغلب المشاعل على الارض وكانوا يركضون بعشوائية وبدا ان شيئا ما يطاردهم او،، يقتلهم
«اسرعي عودي للقرية وخذي عربتي وحصاني وغادري»
«وانت سيدي؟»
«اذهبي فقط، لا تقلقي علي»
عادت رحمة بسرعة واتجه داوود نحو الرجال ولا زال صراخهم يملأ الغابة،
وصل داوود لمكان الرجال وقد ساد الهدوء بعد ان قضي على الجميع التقط احد المشاعل و اخذ يقربه نحوهم كانت الجثث الممزقة والاطراف المنتزعة من اجسادها في كل مكان حوله اخذ يبحث عن اي ناجٍ دون جدوى،حتى وصل لجسد ممزق قد انتزعت ذراعه انتزاعا  كان واقعا على وجهه حركه وقلبه ليتبين انه مالك كانت بطنه قد شقت وسقطت  احشائه خارج جسده، لم يستطع ان يستوعب ما حصل، امسك احدهم بقدمه انتفض فزعا واستدار كان احد الرجال الذين تعاهدوا على قتل رحمة كانت اجزاء من لحم وجهه متدلية وعنقه ينزف بغزارة اثر ضربة مزقته لم يتمكن الرجل من التكلم فقط اشار بأتجاه ما، نهض داوود وكأنه قد فقد الشعور بما حوله لشدة صدمته بالمجزرة واتجه نحو المكان الذي اشار اليه الرجل قبل موته،  كان صديق ايوب معلقا على شجرة مثبتا باحد فروعها وقد انتزع قلبه من صدره،
في تلك اللحظة سمع داوود زمجرة خافته خلفه استدار ببطئ شديد ليجد نفسه قبالة الشيطان الاحمر ذو العينين السوداء،
كانت العربة تنطلق بسرعة مبتعدة عن القرية التي بدأت خيوط الفجر الاولى تشرق شاهدة على هلاك اهلها بالكامل،
استفاق داوود من غشيته كان صدره  ووجهه  قد توقف نزفهما نهض متلفتا حوله كشف ضوء النهار ما لم يستطع رؤيته في ضوء المشاعل، تذكر ما حدث معه حين هاجمه المخلوق بضربتين مزقت وجهه وصدره سقط على اثرها على الارض ورأى ذلك المخلوق الاحمر يتجه نحو القرية قبل ان يفقد وعيه، نهض وهو يتكأ على الاشجار مبتعدا عن المجزرة متجها للقرية،
كانت القرية قد تعرضت للتدمير كأن اعصار مر بها فقط بعض الحيوانات من خيول ودجاج تركض هنا وهناك وتتقافز من مكان لاخر كانت الابواب شبه محطمة والنوافذ قد اقتلعت من اماكنها وكانت،، الجثث في كل مكان، جثث نساء واطفال وشيوخ بعضهم قد قتلوا في بيوتهم والاخر عند اعتاب البيوت وسقط اخرين على قارعة الطريق، وقد اختلطت الدماء باشلاء الضحايا،
تمكن داوود تخيل مشهد المجزرة وصراخ واستغاثة النساء وبكاء الاطفال والشيطان يقفز من مكان لاخر ليستمر بالقتل،
تحرك متثاقلا وامسك بلجام احد الخيول وانطلق مبتعدا عن القرية المنكوبة، على الطريق حين انتصف النهار، لاح لداوود عربة مقلوبة على جانب الطريق وقد قتل حصانها ، تعرف عليها على الفور، ترجل  بسرعة واتجه نحوها مرعوبا يخشى ان تتحقق مخاوفه و ما ان رأى ما كان على الطرف الاخر من العربة حتى اطلق صرخاته باكيا، كان اخيه بدر و  زوجتيهما واطفالهما مقتولين بالبشاعة ذاتها التي قتلوا بها اهل القرية،
اخذ يزحف على الارض مقتربا من جثث ابنائه يحتضنهم ويبكي ثم يزحف اتجاه الاخر  لم يكن اطفال بدر بعيدين عنه انحنى عندهم واضعا رأسه على الارض وهو ينشج بالبكاء، ثم وصل اخير عند اخيه بدر احتضن باقي جسده ووضعه بحجره وبدأ يمسح على شعره وهو يحدق بوجهه ودموعه تتقاطر على وجه اخيه ثم اطلق صرخة عالية قبل ان يسيطر على نفسه تذكر عينا الشيطان السوداء ليستدرك انه قد لمح عينا ترانيم السوداء المشابه لعيني الشيطان ثم جالت كلمات سناء براسه وهي تردد « هذه المرأة ساحرة، ستقتلكم جميعا، انها ملعونة هي وطفلتها الشيطانه»
تضاربت الافكار برأسه قبل ان يتخذ قراره احتد نظره وبان الغضب عليه واخذ يردد « رحمة سأقتلك ايتها الساحرة، ساقتلك ايتها الحقيرة»،،،،،،*

 حميناها وابنتها» 
اطرق داوود قليلا قبل ان ينطق « انت محق، سنذهب غدا صباحا» 
لكن الرجل الغاضب صاح به « غدا صباحا!؟  لا لن اسمح ان تبقى حتى الفجر» 
وانطلق مسرعا نحو بيت رحمة وعيناه تتطاير شررا، 
كان الكلب (ليل) مستمرا بتتبع الرائحة الغريبة التي الت...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
طفلة الشيطان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن