كان سكان القرية مفزوعين مما رأوا و هم يتهامسون عن ماذا حصل ومن المسؤول عن هذه الجريمة ، تقدم زعيم القرية نحو تلك الجثث وقال « لابد انها فعل فاعل من خارج القرية»
لم يرد احد عليه ركز نظره على الجثث وقال «هيا يا رجال انزلوا الجثتين لدفنهما»
تقدم بعض الرجال وتساعدوا لانزال الجثة في حين اقترب داوود نحو زعيم القرية وقال « واين الجثة الثانية»
«ماذا تقصد؟»
«انت تقول جثتين وانا لا ارى سوى واحدة، فأين الاخرى؟»
تلعثم الزعيم وقال« تصرف، أليس اياد صديقك؟»
وابتعد عن المكان كان داوود يراقب الزعيم المرتجف وهو يغادر نظر حوله وكان الرجال ينظرون اليه منتظرين التعليمات اشار لهم ان ينزلوا الجثة و الرأس ثم جمعهم وهو يقول « يا رجال انا لا اصدق ما قاله الزعيم ، من فعل هذه الجريمة هو حتما من اهالي القرية، فهل تشكون بأحد؟»
تهامس الناس بينهم فقال احد الرجال
« من عساه يكون ؟ فجميع أهل القرية يعيشون هنا منذ امد بعيد» وافقه الناس على قوله وايدوه ،بعد ثواني قليلة علا صوت احداﻫن قائلة « عدا واحدة انها غريبة عنا»
صرخت احدى النسوة بها « كفي يا سناء»
تقدم داوود نحو سناء وقال « من تعنين؟»
ردت تلك السيدة وقالت« انها تعني السيدة رحمة»
صرخت سناء بها « وهل انا مخطئة؟ انها غربية عنا ولا نعرف من تكون ، وابنتها الملعونة الجميع رأى عينيها انها مرعبة» دارت سناء حول نفسها تراقب الحضور واردفت « لا شك انها ساحرة»
صاحت السيدة بها« هل جننتي؟ كيف تقولين ذلك؟»
« انا محقة كيف سيدة بعمر رحمه يمكنها ان تلد؟! ثم أخبروني اين زوجها ؟ كيف تركها؟ تلك السيدة غريبة عنا انا لا استبعد اي شيء منها»
«ما تقولينه يا سيدتي مناف للعقل» رد داوود
غضبت سناء وصاحت وهي تشير لمسرح الجريمة «وهل هذا لا ينافي العقل؟!»
« اسمعيني يا سيدتي، لا يمكن لسيدة فعل هذا لا سيما ان اياد قاتل دببة محترف، من فعلها لابد ان له قوة عضلية»
ابتسمت بسخرية وردت بهدوء« يبدو انك لم تسمع عندما قلت انها ساحرة»
ردت احدى النساء «ان كانت ساحرة فعلا فعليك الحذر يا سناء فقد تكوني التالية»
ردت بغضب « لا يمكنها اذيتي لاني اعرف حقيقتها» ثم دارت وجهها نحو المتجمهرين « وانتم ستدفعون الثمن ان بقيتم مصدقين لقصة رحمة الطيبة وطفلتها البريئة، هذه المراة ساحرة »
ثم غادرت المكان، بعد ان اثارت كلماتها شكوك البعض وسخرية الاخرين،.
وقف داوود قرب الجثث يدقق بالجروح فأقترب احد كبار القرية « مارأيك؟»
تنهد طويلا قبل ان يجيب « انه امر محير، الاثار اثار مخالب لكن لم ارى مثلها سابقا، والفعلة فعل شخص عاقل، وضع راس اياد بدلا من رأس الدب يبدو كأنه تحذير او انذار»
«تحذير من ماذا؟»
نظر داوود للرجل وقال « تحذير من تحديه، تحدي المجرم»
مرت عدة ايام على الجريمة والرجال يمشطون المناطق القريبة من قريتهم بحثا عن اي دليل او علامة عن الفاعل لكن دون جدوى، وصدرت الاوامر بعدم التجول عميقا داخل الغابة دون رفقة او حماية على اقل تقدير، اما سكان القرية فكانوا يلجؤون لبيوتهم قبل غروب الشمس كانهم فرضوا حظر التجوال على انفسهم،
مرت الايام ولا جديد يذكر، وخلال تلك الفترة كانت قلة من النساء تزور رحمة و تواصلها اما اغلبهن فتحججن بالخوف من الغابة لمقاطعتها، لم تكن تكترث كثيرا لهن لكن كلامهن ونظراتهن لترانيم هي ماكانت تثير غضبها،
اما ترانيم لم تكن على دراية بما يجري حولها ولا بالخطر الذي يحوم قريبا من بيتها،
فجل اوقاتها تقضيه باللعب وحيدة بالعابها التي تصنعها رحمة لها،
كانت رحمة تنشر الغسيل و جلست الطفلة قريبا منها تلعب حتى انتهت من غسيلها وتجهت نحو البيت ونادت على ترانيم تتبعها، بقيت الطفلة في مكانها وكعادتها كانت تخربش بغصن متيبس، في تلك اللحظات كان المخلوق الدموي يشق طريقه بسرعة نحوها وهو يجري على قدميه ويديه ويهمهم بصوت واطئ، اطلت رحمة من باب البيت ونادت مجددا على ترانيم فنهضت و رمت الغصن واتجهت داخلا، اقترب الوحش بسرعته من المكان الذي كانت تجلس فيه الطفلة وفجأة برقت خربشاتها بلون ازرق لامع وظهر ما يشبه درعا ضوئيا غير مرئي اصطدم به الوحش بقوة فسقطت من وجهه قطرات دماء سوداء، تراجع الوحش قليلا وبانت الكدمات والشقوق على وجهه اثر اصطداماته المتكررة بدروع ترانيم زمجر بغضب واخفض رأسه وتراجع نحو الغابة،.
شيئا فشيئا عادت الحياة طبيعية للقرية رغم عدم عثورهم على القاتل، وكثرت الشائعات و الاقاويل عن عيني ترانيم البيضاء فقد حرصت رحمة كل الحرص على عدم رؤية احدهم ترانيم ليلا.
كانت زوجة ابن الزعيم قد قربت ولادة طفلها الاول وكانت رحمة مسؤولة عن توليدها فكانت تزورها دوما للاطمئنان عليها ومراقبة حالتها حتى جاء موعد الولادة دخلت رحمة بسرعة لغرفة السيدة لكن تفاجات بالنسوة يمنعنها من الدخول ثم جاء صوت الزعيم قائلا « سيدة رحمة هلا تفضلتي معي» واشار لها خارجا تبعته وهي محتارة من تصرفهم،حتى وصلوا للخارج وقال «اعلم انك سيدة طيبة لكن انت تعرفين،لقد كثرت الشائعات عنك وعن ابنتك كما ان هذا الطفل هو اول طفل لولدي»
« لم افهم بعد ماذا تعني» ردت رحمة بأستغراب،
نظر الرجل بحيرة و خوف لها وقال « دعي امر توليدها للسيدة سماهر»
«لكن سماهر كبيرة بالسن وقد لا تقوى على توليد وسن لاسيما هذا طفلها الاول!!» ردت بأنفعال
«هذا هو بيت القصيد، انه حفيدي الاول لذا ارجو ان تعودي لبيتك وتدعينا بسلام»
«ادعكم بسلام!! ماذا تعني؟ وهل آذيت احدا سابقا لتشعر بالتهديد والخطر مني؟»
«سيدة رحمة انصرفي لبيتك فقط وابتعدي عن حفيدي» رد بصرامة عليها غضبت رحمة من تصرفهم فخلعت مأزرها الابيض و رمته بقوة على الارض امامه وهي ترمقه بنظرات الغضب وغادرت نحو بيت السيدة حنين.
«لقد جنوا،، انهم مجانين» كانت رحمة تردد وهي تمشي حتى وصلت بيت السيدة حنين، طرقت الباب وفتحت حنين لها فبادرتها مستغربة
«هل ولدت بهذه السرعة؟»
اجابت رحمة بغضب « كلا لقد منعوني من توليدها» ودخلا للبيت غاضبة، دخلت حنين خلفها واغلقت الباب كانت رحمة تحتضن صغيرتها وتقبلها
فسالتها حنين «« ما الامر؟ مالذي حدث؟»
جلست رحمة على الاريكة وقالت بغضب « يعتقدون باني سأقتل الطفل او امه او أؤذيهما؟»
حنين « هذا جنون»
رحمة « هذا غباء»
حنين « وماذا ستفعلين؟»
رحمة« لا شيء سأعود لبيتي رغم اني قلقة جدا على وسن، فسماهر كبيرة بالسن ولم تعد تقوى على توليد النساء»
عادت رحمة لبيتها وقد تلاشى غضبها وهي تراقب طفلتها التي تخبو كأي طفل عندما يمسك بيد امه و اخذت تنظر لها بسعادة وتبادلها الابتسام.
مضت عدة ايام عاد فيها الهدوء والسلام للقرية، كانت رحمة تؤدي اعمالها في البيت حين سمعت صراخ ترانيم و بكائها ، هرعت نحو ابنتها وحين دخلت الغرفة وجدت الطفلة منكمشه على نفسها في احدى زوايا الغرفة وهي تبكي مرتعبة حاولت تهدئتها وفهم ما يجري، وبعد عدة محاولات اشارت ترانيم نحو المرآة، اقتربت رحمة من المرآة ونظرت فيها لكنها لم ترى غير انعكاسها، عادت لطفلتها تحتضنها لتهدأها و سألتها ان رأت شيء لكن الطفلة لم تستطع ان تشرح واستمرت بالبكاء،،
«لااعرف يا حنين مالذي اصاب الطفلة انها مرتعبة وتخاف ان تنظر للمرآة او انعكاس صورتها بالماء، لا اعرف ماذا افعل»
حنين « الامر كما اخبرتك يا رحمة لابد ان الصغيرة خافت من عينيها لا تجبريها على النظر في المرآة» ردت حنين وهما تكملان طريقها نحو بيتيهما بعد ان عادتا حاملتين الحطب،
« كلا، لن افعل، على العكس لقد تخلصت من المرآة حتى اني استبدلت بعض الاواني التي تعكس صورتها،لن اخاطر بسلامتها» تنهدت بحزن واردفت «لا اعلم مالذي يجري لها كلما تركتها لوحدها تصرخ وتبكي وتهرع نحوي مرعوبة كأن شيء ما يظهر لها من العدم»
ردت حنين وبدا الخوف عليها « لا تقولي ذلك يا رحمة فانا اخاف»
ابتسمت رحمة واكملت « اسفة ولكن انا قلقلة عليها» ثم نظرت لحنين بحسرة واكملت «لو سمعتيها كيف صرخت او رأيتِ دموعها»
نظرت حنين لرحمة بتعاطف « انت محقة في خوفك فهي طفلتك »
ردت رحمة بقوة «اجل و سأفعل كل شيء لحمايتها»
في احدى الليالي استيقظت رحمة على صوت ترانيم المفزوعة وهي تصرخ، احتضنتها بسرعة ثم اوقدت بعض الشموع واخذت تقلب بالطفلة وهي تسالها ان كانت تعرضت للدغة حشرة او شيء ما، لكن الطفلة استمرت بالبكاء بلا رد وهي تضع كلتا يديها على عنقها، ابعدت رحمة يديها لكن عنق الصغيرة كان سليماً، احتضنتها مجددا وهي تحاول تهداتها واخذت تردد بعض التهويدات لها، و بعد وقتا طويلا غفت الصغيرة اخيرا.
في صباح اليوم التالي كانت رحمة تراقب طفلتها وهي تتناول فطورها وبدا انها قد نست كابوس الليلة الماضية، و شعرت بالراحة لذا فضلت عدم سؤالها عما رأت، وبعد انتهاء الفطور اتجهت مع ابنتها للقرية كعادتها لشراء بعض الحاجيات، ولكن حين وصلت تفاجئت بتجمع السكان عند بيت العمدة، اقتربت لتسأل عن سبب تجمهرهم ولكنها صدمت بما رأت والتفتت سريعا لتغطي عيني ترانيم لتمنعها من النظر،
كان جسد وسن معلقا وقد اقتلعت عيناها ولسانها وقد شقت بطنها و وضع صغيرها مذبوحا في شق بطن والدته،،،،*
أنت تقرأ
طفلة الشيطان
Horrorستولد لك طفلة كأن الجمال خلق لها لوحدها،،، كان يوما صيفيا عاديا والصمت يعم المكان عدا صرخاتها وهي تعاني من ألآم الولادة حينما هبت عاصفة فجأة هاجت منها الحيوانات وما لبثت ان هدأت وعم الصمت مجددا عدا صوت الطفلة التي ولدت اخيرا..... طفلة الشيطان... ري...