بداية النهاية

319 16 0
                                    

اغلقت رحمة النافذة ونظرت مطولا لترانيم الغارقة في عالمها الخاص حتى انتبهت لامها، استدارت رحمة وانشغلت بغسل الصحون عندها نهضت ترانيم ترتب الطاولة غير قادرة على تفسير نظرات امها الغريبة،،
في اليوم التالي خرجت رحمه من بيتها قاصدة مكان ما، وفوجئت بقطتها البرتقالية وقد هشم رأسها على صخرة كبيرة نوعا ما  وتناثرت اجزاء الرأس قريبا من جسد القطه، اقتربت بحذر والرعب يقرع طبوله في قلبها، كان جسد القطة سالما تماما عدا الرأس شبه المضمحل، وقربه صخرة اصغر حجما من الاولى تخيلت ماذا حدث يبدو ان القطة استجابت بهدوء لاحد ما نادها ولم تكن خائفة منه، على الاغلب كانت القطة تعرفه، وما ان اقتربت منه حتى سيطر عليها بطريقة ما واضعا رأسها على الصخرة الكبيرة ووجه له عدة ضربات بالصغيرة حتى تهشم وتناثرت دمائها،،، بالعادة كانت رحمة تسارع لاخفاء اشياء كهذه لكن هذه المرة استدارت واكملت طريقها مبتعدة عن البيت قاصدة مكان اخر،،،
استيقضت ترانيم بعد عدة ساعات على رحيل امها، بحثت في البيت عنها فلما لم تجدها خمنت انها قد ذهبت لاحدى مريضاتها كعادتها،، انهت فطورها و بعض الاعمال في البيت حتى انتصف النهار، خرجت تتمشى فقد خمنت ان امها لن تعود حتى العصر،،  اتجهت نحو الجرف ووجدت الفتى واقفا يراقب امواج البحر كأنه منفصل بعقله عن هذا العالم ابتسمت ثم اكملت طريقها نظر لها وبادلها الابتسامة وقفت قليلا ثم جلست وجلس قربها يتأملان البحر قليلا، فبادرها بالسؤال « كيف حال قطتكم الجديدة؟»
«لا تذكرني كلما رأيتها ابعدتها عني وهي ملتصقة بي كأنها تتعمد اغاضتي»
ضحك بصوت مسموع « لا اظنها كذلك» صمتت ولم ترد عليه ولكنها حدقت فيه وابحرت بنظراتها،  التفت لها وهز رأسه مبتسما « هل هناك شيء؟»
« اجل، انها اول مرة اسمعك تضحك، في كل مرة تكتفي بالابتسام»  اعاد نظره للبحر واردف
« انت محقة، لكن الامور قد تغيرت»  لم تسمع ما قال « ماذا قلت؟!»
ابتسم ورد « يبدو ان امك قد عادت»
تلفتت حولها واردفت « كيف عرفت؟»
« اشم رائحة الطعام»
عندها صرخت « لقد نسيت الطعام على النار لابد انه احترق»  ونهضت وعادت مسرعة نحو البيت واستمر هو بالضحك شامتا ثم صاح عليها
« لا تقلقي من القطة فلن تزعجك بعد اليوم»
لم تسمعه جيدا وعادت للبيت لحسن حظها لم يحترق الطعام و مر الامر على خير،، شعرت بالملل وامها لم تعد بعد و خمنت ان الفتى عاد لبيته، فلم يكن لديها حل غير محاولة قتل الوقت ببعض الترتيبات، صعدت للعلية لتجري بعد الترتيبات والتعديلات على المكان، كانت تحاول دفع خزانة قديمة وثقيلة و تضعها في مكان اخر، لكن الخزانة كانت ثقيلة بقيت تحاول حتى ازاحتها قليلا، تمتمت بغضب لثقل الخزانة وقفت مجددا مصممة على تحريكها و عندما دفعتها شعرت بأنها خفيفة وقد اندفعت بسرعة استغربت الامر لكنها استمرت بدفعها حتى اوصلتها لمكانها التفتت للجانب الاخر من الخزانة، فصرخت مرعوبة، كانت الطفلة ذات اليد المحروقة تقف عند الطرف المظلم من الخزانة وبياض عيناها واضح بطريقة مرعبة، تجمدت ترانيم في مكانها تحدق بتلك الطفلة وترتعش، حاولت الابتعاد ومغادرة المكان لكن الطفلة تحركت بسرعة الضوء و وقفت قبالتها وكررت « عودي، عودي»، لم تحتمل ترانيم الضغط وسقطت فاقدة الوعي،،،،
كانت الارض تحتها رطبه وباردة و شعرت بالهواء يداعب خصلات شعرها نهضت متعبة ومرهقة وقد حل الليل بظلامه، تلفتت حولها لترتعش فرائصها رعبا،  انها في الغابة،  كيف وصلت؟  اخر ما تتذكره العلية،  ثم،، الطفلة،،  نهضت والخوف ينهش قلبها واخذت تركض نحو البيت في تلك اللحظة سمعت صوت رجل يناديها ان تتوقف،  توقفت ونظرت له لم يكن لوحده كان هناك اربعة او خمسة اشخاص اخرون و كان واضحا من ملابسهم وعدتهم انهم صيادين و اعمارهم متقاربة عدا احدهم بدا اصغر سنا وبشعر اشقر واكثر طولا من الأصلع الذي استوقفها ، « من انتِ؟ ماذا تفعلين هنا؟»
سأل الشاب الاشقر « لمَ عيناك سوداء؟  هل انتِ ساحرة؟»  هزت رأسها بخوف وبدأت تتراجع للخلف ببطئ « اريد العودة لأمي، ارجوكم، اريد أمي»
تبادل الرجال النظرات بينهم وبدا انهم يضمرون شيئا  فقال الأصلع ذو اللحية السوداء « واين هي امك؟  دُلينا،  سنأخذك اليها»  شعرت بالخوف منهم وبقيت صامته،  اقترب احدهم منها وامسك ذراعها بقوة و حدق بعينيها السوداوين مطولا ثم قال « لنأخذك لامك» ثم سحبها بعد ان اعطى اشارة مبهمة لاصحابه تحرك بعضهم وتردد الاخرين وبدأوا بالهمس والمشاورة نظر الرجل اليهم ثم وجه كلامه لترانيم « انتظريني هنا، لا تقلقي سأعيدك لامك» ثم نظر نظرة تهديد « هذه الغابة خطيرة ان بقيتي لوحدك لا محالة ان الحيوانات ستفتك بك» واتجه لاصحابه، شعرت بالخوف والتهديد منهم و خاصة نظراتهم اليها كانت غريبة ومرعبة لهذا قررت ان تهرب منهم وفعلا استدارت وانطلقت هاربة في الغابة فسمعت صراخ الصياد خلفها « توقفي، انتِ ايتها اللعينة»  و بدأ بالجري خلفها صاح به الاشقر «دعها انها ساحرة  »
« حتى وان كانت ساحرة لن تفلت من يدي»  همس بصوت منخفض وبدأ بمطاردتها وسرعان وما لحق به البقية يتصايحون ويضحكون كأنها لعبتهم المفضلة،،
استمرت ترانيم بالهرب والخوف مسيطرا عليها وشهقات بكائها ترتفع تحاول ايجاد طريقها بين الاشجار نحو البيت، شعرت بشيء ما يجري قريبا منها نظرت له بطرف عينها وبدا وكأنه ذئب او كلب يركض قريبا منها وفجأة حول اتجاهه وبلا تفكير ركضت ترانيم خلفه استمر الامر والحيوان الغريب يركض بين الحشائش وبالكاد يبرز ضهره، وصراخ الرجال وضحكاتهم تزادد وبعضهم بدأ يصرخ ويتوعد ترانيم بما سيفعله بها ما ان يمسكها و يتبعه ضحكات اصحابه، وفي لحظه سريعة ظهرت الفتاة ذات اليد المحترقة من العدم واقفة على بعد خطوات قليله من ترانيم تنظر للرجال بغضب وكأنها لا ترى ترانيم التي مرت جنبها هاربة بسرعة، صرخت ترانيم مرتعبة وسقطت على الارض على مسافة قصيرة تنظر للفتاة، وصل الرجال الذين توقفوا عن الركض والصراخ والضحك بعد ان رأوا تلك الطفلة، ارتبك بعضهم و تراجع احدهم خطوة للخلف من الصدمة و كأنهم. قد نسوا ترانيم تماما و مركزين بالمتصنمة امامهم،« أليست هذه هي الطفلة التي،،،،»  وامسك عن الكلام بعد ان حولت الطفلة نظراتها القاسية نحوه، همس اخر خوفا ان تنظر اليه « نعم انها هي»
رد اخر « ولكن كيف؟  لقد،،،،»  وسكت الجميع محدقين برعب حتى قال احدهم « لابد انها عادت من الموت لتنتقم منا» تمكن الخوف من الرجال و تراجعوا للخلف ببطئ عدا الاصلع الذي بدا عليه الغضب واللامبالاة بما امامه و رد قائلا
« توقفوا عن التفكير كالحمقى،لابد انكم تركتموها حية » ثم نظر لاصحابه ببرود وقال « ان كانت قد عادت من الموت فسأعيدها اليه مرة ثانية»
شعرت ترانيم ان شيئا كبيرا سيحدث زحفت على الارض بهدوء حتى ابتعدت ثم نهضت وغادرت راكضه فسمعت صراخ اول رجل لتعلو بعدها صيحات الخوف والاستغاثة، فبدأت بالركض دون توقف، حتى وصلت البيت، كانت تلهث بتعب وترتجف لم تعد قادرة على تمييز الحقيقة من الوهم دخلت البيت لتغرق بموجة بكاء مر وهي تحتضن نفسها،،، 
بعد عدة ساعات كانت قد هدأت واخيرا عادت رحمة من رحلتها المبهمة ما ان ولجت حتى قفزت ترانيم واحتضنتها تبكي خائفة، الغريب ان رحمة لم تعانقها وبقيت صامتة وقتا، ثم ابعدت ترانيم عنها بهدوء وسألت « هل انتِ بخير؟»
«لا، لست بخير، امي ارجوك لنرحل بعيدا»
حركت الكرسي وجلست للمائدة «الى أين؟»  كانت ملامح وجهها متجمدة وربما قد تعمدت عدم النظر لترانيم التي جلست عن قدميها تتوسل الرحيل،
لكن رحمة اصرت على عدم المغادرة، وضعت ترانيم رأسها بحجر امها واجهشت بالبكاء، رفعت رحمة كفها لتضعه على رأس ترانيم لكنها تراجعت ونهضت ودخلت غرفتها « كفي عن البكاء، واذهبِ للنوم»
شعرت ترانيم بضيق في صدرها من برود امها وتصرفها، فقررت ان تخبر امها بكل ما تعانيه وعن الصيادين، ربما ستوافق على الرحيل ولكن،، ماذا عن الفتى، كيف سترحل وقد بدأت تتعلق به،،
في اليوم التالي كان ذوو الصيادين يبحثون عنهم دون جدوى ولم يجدوا لهم اي اثر،  استعانوا بالشرطة وقائدهم السيد لؤي واطلقوا الكلاب لكن بلا فائدة،، 
جلست ترانيم للمائدة وقد قررت اخبار رحمة بكل ما حدث وقبل ان تنطق بحرف سمعتا صوت سيدة تنادي رحمة، خرجت رحمة لتجدها السيدة سميرة وهي خائفة ترتجف « رحمة عزيزتي، جئت احذرك انتبهي لفتاتك، لقد عادت جرائم الاختفاء مرة اخرى»
«ماذا تعنين؟» سألت رحمة وهي تخفي خوفها
« ليس لدي وقت طويل علي العودة لبيتي واحمي اطفالي، فقط لاتتركي ابنتك لوحدها انها جميلة وعمياء قد تصاب بالاذى، وداعاً»  ورحلت مسرعة
بقيت رحمة مشوشة التفكير خرجت ترانيم وسألت
« امي ما الامر؟»
« لا شيء»  ثم اقتربت منها ودفعتها بهدوء « عودي للداخل ولا تغادري البيت حتى ارجع»
«ولكن يا امي الى اين؟»
«تحركِ الان!»
اكملت ترانيم طريقها للبيت في حين تناولت رحمة وشاحها الصوفي و اتجهت للبلدة مسرعة، مضى بعض الوقت قبل ان ترى ترانيم الفتى من خلال النافذة يقف خارجا يبتسم لها، خرجت له ووقفا سويا « هل تعرف مالذي يحدث؟»
« ماذا تقصدين؟»
« اعني الاختفاء، لقد سمعت شيئا كهذا من السيدة سميرة وهي تحدث امي»
« اها، اجل، اجلسي سأحدثك»
في هذا الوقت وصلت رحمة للبلدة حيث تجمع معظم الاهالي ينتضرون السيد كاشان زعيم البلدة ليقول ما لديه حول حوادث الاختفاء الاخيرة،
كانت ترانيم تجلس وهي تراقب الفتى كأنها لا تريد ان تفوتها كلمة واحدة،  بدأ الفتى بالكلام،،
« منذ مئة عام تقريبا تم تسجيل اول حالة اختفاء في البلدة»
«مئة عام!؟؟»  هز الفتى رأسه بأيجاب
رفع السيد كاشان صوته « انتم تعلمون جيدا انه قد تم تسجيل حالات الاختفاء من زمن بعيد، منذ مئة عام»
قال الفتى وهو يحدق بالفراغ كأنه يرى الاحداث امامه «اول من اختفى مجموعة من الاولاد  يقال انهم ابناء المزارعين»
اكمل الزعيم« لم نجد اثرا لهم ولم نعرف عددهم الا بعد ان بلغ اهاليهم عنهم وبعد ان سجلنا بياناتهم اكتشفنا عددهم»
نظر في عيني ترانيم واكمل« كانوا خمسون طفلا وطفلة، لم يجد احد جثثهم حتى اليوم»
قال الزعيم بنبرة حزن « وقف اسلافنا هنا حدادا عليهم وكان ابي السيد آصف لازال صغيرا  وقد شهد ذلك الامر، حدث عندما كان جدي يمان زعيما»
اكمل الفتى « بعدها بعدة سنوات ربما خمسون عاما اختفت مجموعة اخرى، قرويون اتخذوا من الغابة مسكنا لهم لكن وجدت بيوتهم فارغه و ايضا لا اثر» 
« كانوا من الغجر،وقد حدث ذلك في عهد ابي الزعيم آصف، وقتها قطعت وعدا على نفسي ان لا يتكرر الامر في عهدي» قال الزعيم بغضب
« ماذا حدث بعدها؟»  تسائلت ترانيم، نظر الفتى لها،
« اختفت ايماريس منذ اشهر، ثم لا اعرف ان كان يصح ان نسمي الفتية الاربعة مختفين لأننا وجدنا جثثهم للأسف، بعدها اختفى الفتى ناثانيل الذي وجدت جثته عند الجبل » قال الزعيم بخيبة امل واضحة،
« ومنذ يومين اختفت مجموعة صيادي اسماك  و رغم محاولات البحث لم يجدوا شيئا»  صمتت ترانيم برعب وهي تتذكر الصيادين لابد انهم من طاردوها في الغابة،
اكمل العمدة كلامه « ايها الاخوة،، لقد عاهدت اهالي المفقودين بأنه لن يقر لي قرار حتى اعرف لغز هذه القضية،  ولن ادع المسؤول عن هذه الجرائم يفلت من العقاب مهما كلفني الامر»  ارتفعت صيحات الغضب من الاهالي وهم يهتفون للعمدة، ثم صاح مجددا « سننظم حملات بحث اخرى ونبدأ من جديد غدا صباحا و سنقلب البلدة واطرافها شبرا شبرا حتى نصل الى دليل يقودنا للمفقودين او الجناة وعندها سيتمنون الموت ولن يجدوه» لم تعرف رحمة بماذا كانت تشعر، بالراحة ام القلق، سارت مبتعدة عن الجموع المتوعدة بالويل للجاني عائدة لبيتها وهي تفكر مليا بالاحداث و تحاول ان تفسر اي شيء بمنطقية فهي متأكدة مما رأته منذ مدة،،
« اسمعي يا ترانيم، لا اريدك ان تخافي من شيء، لا تقلقي ابدا،  وتذكري بأني سأحميكِ دوما، اتفقنا؟»
لم تعرف بمَ تجيب واكتفت بالصمت، نهضت و بقيت واقفة قبل ان تجلس « اريد ان اخبرك بأمر، ارجو ان تسمعني» كانا يتبادلان نظرات تحمل عمقا كأنما سر ازلي مستعد للظهور للعلن، واخبرته بما حدث تلك الليلة مع الطفلة والصيادين ، بدا طبيعيا وكأنه لم يتأثر بشيء اما هي كانت تحدق بتقاسيم وجهه الخالي من التعابير تنتظر رده على ما قالت، ثم افرج ثغره عن ابتسامة رضا ونظر لها بهدوء « حسنا يبدو ان سرأ اخر سيُكشف»
« ماذا تعني؟» ابتسم بهدوء و قال
« لطالما سحرتني عيناكِ كوبادونا» و وضع كفه على وجهها يركز في عيناها،  شعرت بالاحراج وتمتمت
« كوبا…دونا ! من تكون؟»  قرب شفتيه من شفتيها واغمضا اعينهما، لكنه تراجع ثم نهض وقال
« عودي للبيت، وحاولي ان لا تخرجي، لابد انهم سيبحثون عن شخص ما ليلقوا اللوم عليه»  التفت نحوها وعلى ثغره ابتسامة « ومن افضل من يتحمل الملامة من فتاة بعيون غريبة» شعرت بحرارة بخديها لم ترد واتجهت للبيت وهي تستذكر تلك اللحظات،
عادت رحمة للبيت لا تعرف ماذا تفعل، نظرت لترانيم التي بدت مختلفة وبين فينه واخرى تبتسم بلا سبب و تحمر وجنتيها، لم تسألها رحمة و نهضت لغرفتها،
عند المساء كانتا تتناولان عشائهما، عندها انتبهت ترانيم ان القطة غير موجودة فسألت
« امي اين القطة؟ لم اراها اليوم!»
نظرت رحمة لها بأستغراب وحيرة لكنها اشاحت بنظرها وقالت « ربما تصطاد في مكان ما»
« ظننتها قطة منزلية، هل تعتقدين ان بأمكانها ان تصطاد؟»  زادت حيرة رحمة لكنها اجابت « ربما»،،
انطلقت فرق البحث في اليوم التالي وكان الجبل اول مكان يبحثون فيه لانهم قد وجدوا فيه جثة الفتى ناثانيل منذ مدة قصيرة، كانوا قد اقسموا انهم لن يرتاحوا حتى يعثروا على المفقودين او الجناة، لكنهم صدموا بجثة سيدة، سيدة في العقد الرابع من عمرها وبشعر احمر وقد مزق عنقها بضربة كأنها مخالب او سكاكين صغيرة ، لم يتعرف احد عليها وبدت غريبة عن القرية بسبب ملابسها فأهالي القرية معتادون على نمط معين من الثياب والوان ، في تلك اللحظة صرخ احدهم بقوة « تعالوا الى هنا، تعالوا وانظروا»  سارع الجميع نحو الرجل الواقف عند مدخل كهف وجدوا فيه رسومات و رموز غريبة و شموع سوداء و بيضاء وسكين كبير مغطى بدماء قد جفت منذ زمن،  وعلى ارضية الكهف نجمة دموية  ،،،*

 قد نسوا ترانيم تماما و مركزين بالمتصنمة امامهم،« أليست هذه هي الطفلة التي،،،،»  وامسك عن الكلام بعد ان حولت الطفلة نظراتها القاسية نحوه، همس اخر خوفا ان تنظر اليه « نعم انها هي» رد اخر « ولكن كيف؟  لقد،،،،»  وسكت الجميع محدقين برعب حتى قال احدهم ...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
طفلة الشيطان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن