النهاية

432 15 17
                                    

بدأ ظلام الليل ينقشع وخيوط الفجر الاولى تنير قمة الجبل نهض الطبيب ومد يده لترانيم يساعدها على الوقوف « اسمعيني يا ابنتي، انا حقا لا اعرف ان كنت سألتقيك مجددا ام لا، لكن اريدك ان تقتلي من اجل حياتك»  انحنى قليلا ليكون بطولها وعلى وجهه ابتسامة لطيفة « لا يهمني ان كنت ساحرة استنسخت روحها او مجرد فتاة عادية بعيون مختلفة، انت تستحقين الحياة، فافعلي ما يستوجبه الامر منك لتعيشي، هل هذا مفهوم؟»
صمتت ترانيم وهي تركز بعيني الطبيب،،
تجمع الناس عند مبنى البلدية ينتظرون ما توصل اليه لؤي بتحقيقاته
« ماذا الان يا ضابط لؤي؟  هل ستخبرنا ما يحدث؟»
كان الضابط يقف لجانب العمدة،  تقدم الضابط عدة خطوات على السلم الخشبي مقتربا من تجمهر الناس و بدأ « رغم اني غير مقتنع الا انني مجبرا على قول هذا،،
ايها الاصدقاء، ان ما حدث من عمليات اختفاء و اختطاف كان سببه»  نظر متحيرا نحو العمدة ثم اعاد نظره للناس و اكمل « كان سببه السحر»  علت الهمسات بين الناس ما بين مصدق ومكذب  و متفاخرا بكونه كان على حق، اكمل الضابط
« الرموز والنقوش التي وجدناها في الكهف والكلب النافق دليل على ذلك، والسيدة الصهباء التي وجدناها مقتولة كانت تحمل اثار تدل على انها قامت او ساعدت على السحر، ورغم اننا لم نتوصل الى هوية الساحر او الساحرة،،» قاطعه العمدة بقوة
« لا شك ان الساحرة موجودة الان في البلدة او قريبة منها، اسألكم هل تشكون بأحداهن؟»  علا همس الناس عن من يمكن ان تكون الساحرة التي يبحثون عنها، حتى صاح احدهم « منذ مدة ليست بعيدة وصل صياد يبحث عن ساحرة قال انها تعيش مع ابنتها، وابنتها عمياء»  علت الاصوات المؤيدة لكلام الرجل، صاح اخر «ولكن لا نعرف سيدة تعيش مع ابنتها فقط وابنتها عمياء» هنا ارتفع صوت امراة «انا اعرف سيدة مع ابنتها عمياء، ولكن لا اظن انها ساحرة»
صاح العمدة « من تكون هذه السيدة؟  اقتربي!»
تقدمت سميرة من السلم الخشبي والجميع يحدق بها وقالت « انها السيدة رحمة، الطبيبة، لقد رأيت ابنتها العمياء اسمها ترانيم»
هنا صاح احد الرجال قائلا « انتِ محقة،»  اقترب الرجل من مركز تجمع الاهالي و وزع نظراته على المتجمهرين « كان ذلك الصياد يسأل عن رحمة بالتحديد وقال انها ساحرة قتلت عائلته وجميع اهالي قريته، لكننا كنا عميان ولم نصدقه، وطردناه بعيدا، نحن لم نراه بعد ذلك او نسمع عنه حتى، لا شك انها قتلته هو ايضا»
رفع لؤي صوته قائلا « اهداوا، اهدأوا، علينا ان نحقق بالامر ماذا لو كانت رحمة بريئة»  قاطعه اخو الصياد غاضبا « ماذا لو كانت ساحرة فعلا؟ » ثم نظر للجمع « عندها سنكون ضحاياها القادمون»  صرخ الاهالي بغضب وهم يتوعدون رحمة بالقتل والغضب، اقتربت سيدة تحمل قميص ابنها الصياد ملطخا بالدم وعيناها تقدح شررا، وقفت وسط الحشود « هل من العدالة ان يموت ابني الوحيد، وتعيش ابنة الساحرة التي قتلته؟  لا والف لا،  لن ارضى بذلك، وان سامحتم تلك العا،،،رة فأنا لن اغفر لها ولن يرضيني غير قتلها ابدا» اهتاج الناس وصاحوا بغضب وهم يلوحون بما في ايديهم من شوك قش و عصي و بنادق ورماح صيد السمك، رفع العمدة يده يشير لهم بان يصمتوا فعم الهدوء قليلا و قال العمدة
« لن اقف مكتوف اليدين وانا ارى اهل بلدتي يقتلون على ايدي ساحرة قذرة، لابد ان تأخذ العدالة مجراها بتلك الساحرة»  ارتفعت الاصوات المؤيدة له واخذ لؤي وقتا حتى تمكن من اسكات الناس ثم التفت بجسده كاملا باتجاه العمدة وقال « لا يمكنك اطلاق الحكم بالقتل دون دليل،  الصياد رجل غريب لا نعرف عنه شيء  قد يكون مرتزقة لا اكثر ليثيرنا ضد السيدة رحمة، ثم لا دليل يدين رحمة بالسحر والشعوذة»  التفت للناس واكمل « هل سندين اي سيدة لديها ابنة عمياء بالسحر والشعوذة ونقتلها؟  اين المنطق في هذا ايها السادة؟» رغم مقال لؤي الا ان الحشود رفضوا الانصياع للعقل و تبادلوا النظرات الغاضبة والمتوعدة بينهم، اعاد لؤي النظر للعمدة ثم قال « اعلم انك تريد حماية الاهالي لكن هذه ليست الطريقة الصحيحة لفعل ذلك، سفك دماء الابرياء ادعى لانهيار حكمك ايها العمدة» لكن الجموع الغاضبة ما كانت لتقبل بهذا الكلام حتى صاح احدهم بغضب جامح « هيا لنحرق الساحرة، هياا»  وتصارخ الناس معه واتجهوا لبيت رحمة يقودهم العمدة رغم محاولات لؤي اليائسة لمنعهم، ذهبوا والغضب يحدوهم، وقف لؤي يائسا ومرهقا من محاولاته لايقاف الغاضبين  التفت خلفه وركض لحصانه وامتطاه مسرعا يشق طريقه ببن الاشجار عبر الغابة بأتجاه بيت رحمة لينقذها وابنتها، في تلك الاثناء كانت رحمة تراقب الطريق من على تل مرتفع، رأت ترانيم قادمة من اتجاه الجبل الذي سمعت انهم قد عثروا على كهف ساحرة وبقايا كلب نافق في عنقه مدالية منقوش عليها ليل، نزلت رحمة بأتجاه ترانيم لتلتقي بها، كانت ترانيم تمشي بهدوء فهذه الساعة ساعة شروق الشمس حيث تفقد ترانيم قدرتها على الابصار تقريبا، تعيد في ذاكرتها كل كلمة قالها الطبيب والاحداث الغريبة التي حدثت معها واحلامها والرؤى تعثرت بشيء وكادت تسقط لكنها تمالكت نفسها نظرت للأرض عند قدميها، لم تتأكد مما رأت لكن ربما كانت جذوع واغصان متكسرة و شيئا ما كأنه صخرة صغيرة بحجم كرة، وضعت قدمها عليها وحركتها قليلا واستغربت من وزن الصخرة كانت اخف كثيرا مما يجب ان تكون، فصخرة بحجمها يجب ان تكون اقسى واثقل وزنا، طردت فكرة الاهتمام بهذا التفصيل فما  هي فيه يشغلها عن اشياء كهذه ركلت الصخرة التي تدحرجت بعيدا بسهولة واكملت طريقها بين الاشجار نحو البيت، كانت رحمة تنظر لها برعب شديد وهي لا تصدق بأنها كانت تؤوي شيطانه طيلة هذه السنين، استدارت رحمة وعادت نحو البيت و عيناها متسعة من الدهشة و الخوف، وصلت ترانيم للبيت ونادت « امي، لقد عدت» جاءها صوت رحمة من المطبخ « اهلا بك»  استغربت ترانيم رد امها لكنها اتجهت للحمام لتغتسل وتغسل ثوبها الملطخ بالطين، استدارت رحمة لتنظر لها، اغتسلت ترانيم وغسلت ثوبها بعد ذلك الوقت عاد نظرها لها مجددا، نزلت نحو المطبخ ونادت « امي،  اشعر بالجوع»  لكن لم ترد رحمة عليها عادت مجددا « امي!؟» لم تجد امها في البيت عندها خرجت للبحث عنها لتصدم بما رأته،
كانت الجموع الغاضبة تقف قبالة البيت و وسطهم تقف رحمة توجه نظرات الغضب لترانيم، وما ان خطت ترانيم للخارج حتى صرخت رحمة
« ملعونة، تلك الفتاة ملعونة، لقد اخبرني والداها بأن عرافة رأت فيها نبوءة انها من نسل الشيطان، لكنني كنت حمقاء، ربما لا،  ربما وقعت تحت تأثير تعويذتها وسحرها»  انسابت الدموع من عيني ترانيم وهي تهمس « امي» استمرت رحمة بكلامها وخلفها الجموع ترمق ترانيم بغضب وكره « لقد هربت بها من قريتي، لااا، لقد سحرتني واجبرتني على ترك قريتي وبيتي وزوجي، اجبرتني على تربيتها والاعتناء بها وخدمتها، لقد حولتني الى دمية تحركني في خدمتها كيف شاءت»  ارتفعت شهقات ترانيم وهي تهز رأسها بالرفض و كررت بصوت مسموع « امي!  ماذا تقولين؟»
« اخرسي، انا لست امك، ريام هي امك وسليمان ابوك، انا فقط ضحية العايبك وسحرك ايتها القاتلة»
استدارت رحمة نحو الناس وقالت « في كل قرية سكنا فيها كانت تحدث فيها جرائم قتل بشعة و اختفاء لاطفال واشخاص، لم اكن ارى، لم اكن ادرك، بان القاتل يسكن بيتي، تلك الشيطانه جميلة الوجه قبيحة القلب ساحرة وقاتلة، لقد رأيتها اليوم بأم عيني، لقد رايتها»  لم تتمالك ترانيم نفسها وصرخت بقوة « امي ارجوك توقفِ، ماذا تقولين؟» نظرت لها رحمة بلا رحمة و اكملت « اليوم رأيتها تعبث بجثث الصيادين وتركل رأس احدهم كأنها معتادة على الامر»  صرخت ترانيم بقوة « هذا ليس صحيحا، كان مجرد،،،،»  ادركت ترانيم سبب ان الصخرة كانت خفيفة الوزن، ربما امها على حق، ما ركلته كان رأس بشري وتلك الاغصان والجذوع المتكسره، لم تكن الا عظامهم واشلاء اجسادهم، رددت بهمس « ليس الامر كما يبدو»  صاحت رحمة بغضب
« هل رايتم، لم تدافع عن نفسها لانها ساحرة ملعونة وقاتلة بدم بارد»
صرخت ترانيم بقوة « ليس الامر كما يبدو» تراجع الناس وظهر الخوف على وجههم، ادركت ترانيم ان صرختها الاخيرة لم تكن بصوتها بل بصوت أجش مصحوب بزمجرة، ارتعد الناس وهم يرون عيناها البيضاوين يتحولان الى الاسود و انتشر السواد حول عينيها، نظرت لرحمة وقد اعادت سيطرتها على صوتها وقالت « امي، لقد اخفيت عنك الكثير من الاشياء لانني كنت اخشى عليك، لا اريد ان تصابي بأذى، انا،، فقط،،»
جاء صوت رحمة صارخا « ساحرة، ملعونة، ابنة الشيطان، هذا ما انت عليه» جرت دموع ترانيم بقوة وعلت شهقاتها « ليس صحيحا، امي انا ابنتك، ترانيم»
«ليس لدي ابنة انت ملعونة، كان علي ان اصدق غيداء و امك ريام، قالت انك يجب ان تموتي، يجب ان تقتلي، لكني اتهمتها بالجنون، وسليمان، كان علي تركه ليقتلك»  لم تحتمل ترانيم نلك الكلمات القاسية وخاصة انها من امها الشخص الوحيد الذي احبها، عندها علا صراخ احدهم « احرقوا الساحرة، احرقوها»  بدا الصوت مألوفا لترانيم نظرت ناحية الصوت لتجده ناثانيل، شعرت ترانيم ان النهار قد تحول الى ظلام دامس وهي تسمع الشتائم والصرخات والهتافات بالموت لها، ثم بدأ الناس بأشعال مشاعلهم و رموها على ترانيم تراجعت للخلف وهي تبكي وشهقاتها ترتفع وصلت النيران للبيت واحترق اجزاء منه التفت ترانيم و شعرت بان النار  تحرق قلبها وهي تشتعل في بيتها الذي جمعها مع امها وفيه الكثير من الذكريات السعيدة، ضحكاتها، مزاحها مع امها ولحضات مشاركتهن في اعمال البيت وتعلمها لصناعة اول كعكه التي تفحمت و تساقطت في الفرن فغرقت رحمة في موجة ضحك وحين شعرت ترانيم بالغضب حملت الكعكة وقدمتها لليل لكنه الاخر رفض اكلها وخرج راكضا خارج البيت وترانيم تصرخ عليه ان يعود ورحمة في كرسيها لا تستطيع التوقف عن الضحك، شعرت بالسنة النار تلسع ساقيها قفزت مبتعدة عن مكانها كان مشعلا قد سقط قربها و احرق طرف ثوبها اجهشت بالبكاء ثم صرخت بقوة « كفـى» كان الجميع ينظر لها متجمدين باماكنهم بلا حراك يراقبونها ربما قد يكون الخوف هو السبب، وقبل ان يستوعبوا ما حولهم قفز الشيطان الاسود ليوجه الضربات المتلاحقة لكل من كان يقف هناك من ضمنهم ناثانيل ورحمة التي ما ان مزقت بطنها بمخالب الشيطان حتى صرخت ترانيم وركضت خلال النار لتحتضن امها وتصرخ بجنون وجزع، كانت رحمة تلتقط انفاسها الاخيرة ونظرت لترانيم ثم تجمدت مقلتيها، كان الشيطان يقفز بين الجموع ويطارد الهاربين واجهز عليهم جميعا، وعلى مسافة ليست بعيدة بين الاشجار كان لؤي يراقب ما يحدث، لم يفعل شيء سحب لجام حصانه وعاد لبلدته بصمت وهدوء، قتل الشيطان الاسود كل من كان هناك وتقدم سيرا بأقدامه الكبيرة نحو ترانيم التي لازالت تحتضن امها وتنشج بصوت يمزق القلب انحنى عليها وحملها على كتفه رغم معاندة ترانيم وصراخها وضربه ومحاولة الافلات منه لكنها لم تتمكن وقفز الشيطان بقوة بالهواء مندفعا للاعلى فقدت ترانيم وعيها على اثر تلك القفزة المخيفة،،
فتحت عينها و وجدت نفسها في كهف موضوعة على صخرة مسطحة كالسرير، نهضت متألمه تذكرت ما حدث، وضعت كفيها تغطي وجهها واجهشت بالبكاء، حينها شعرت بصوت وحركه في الكهف ابعدت يديها بسرعه خشيت ان يكون الشيطان، لكن ما رأته كان صادما اكثر، لقد كانت السيدة التي تراها بالمرآة ذات الثوب العاجي، نهضت ترانيم مفزوعة وصرخت « من انتِ؟» لم تتكلم السيدة لكن شعرت ترانيم انها تسمع صوتها داخل رأسها وهي تقول
«كوبادونـا» اقتربت كوبادونا من ترانيم ورفعت قلنسوتها ليبدو شعرها الاسود اللامع وعينيها البيضاوين والوشوم الزرقاء على القسم السفلي من  وجهها، سمعت ترانيم صوتها في رأسها تقول « دعيني اريك حقيقتنا» وضعت كوبادونا جبهتها على جبهة ترانيم واغلقتا عينيهما، شعرت ترانيم بأختلاف المكان والزمان ثم سمعت اصوات اناس ينادون على بضاعتهم فتحت عينيها كان المكان ذاته الذي رأته في حلمها طريق مرصوف بالحجارة على جانبيه تماثيل لاسود و ثيران مجنحه، ورجال بثياب فاخرة ونساء بزينة ذهبية والوان متعددة غلب عليها الازرق والابيض والاحمر،« اين انا؟»
« في مملكة بابل» استدارت بسرعة كانت كوبادونا تقف خلفها اعادت النظر للمكان حيث العربات وفخامة الابنية الشاهقة و الاشجار الخضراء والمياه الصافية « تعالي معي»  قالت كوبادونا وتحركت صوب القصر، لحضات و كانت ترانيم وكوبادونا داخل القصر حيث المائدة الزاخرة بما لذ وطاب من المأكل والمشرب وحولها اناس بدا عليهم الثراء والسلطه، ثم ادخلوا بعض العبيد المقيدين كان بينهم ناثانيل نظرت ترانيم له بحزن ثم استدارت نحو كوبادونا لكنها وجدتها تنظر للجهة الاخرى، نظرت ترانيم لتجد سيدة بغاية الجمال و الاناقة تدخل خلفها كوبادونا التي بدت اكثر شباب واجمل وجها بعينيها البيضاوين ثم شعرت ترانيم ان ما حولها قد تبخر لترى سيدة بشعر رمادي غاضبة وهي تصرخ «سألعن كوبادونا تلك، لقد رفض حبي ذلك العبري الوغد من اجلها سأجعل حياتها جحيما، والعن سلالتها كلها» ثم تغير المكان والزمان مجددا لتظهر ذات الشعر الرمادي جالسة وناثانيل قبالتها تعده بانه لو اطاعها ستكون كوبادونا له، تغير المكان مجددا وكوبادونا تحمل صغيرتها التي ورثت عينيها تلاعبها بسعادة حين اندفع الجنود البابليون يتهمونها بخيانة سيدتها  آميديا زوجة نبوخذ نصر واقتديت للاعدام بعد ان هرب زوجها بطفلتها، ومرة اخرى تغير المكان حيث كوبادونا على منصة الاعدام لتلقي تعويذة اخيرة تحمي فيها ابنتها وسلالتها من شر نيتونيد ذات الشعر الرمادي وسلالتها وقالت بصوت مسموع ان« آلادلامو سيحمي سلالتها حتى النهاية» ثم اعدمت، فتحت ترانيم عينيها ودموعها تجري على خديها نظرت بحزن ممزوج بأبتسامة لكوبادونا وقالت «جدتي»  ابتسمت كوبادونا واختفت، ما ان اختفت من امامها حتى دخل آلادلامو للكهف يزمجر نظرت ترانيم له واتجهت نحو مدخل الكهف والقت بنظرة نحو الافق كأن نظرتها سافرت فوق الارض وبين الجبال وفوق الوديان ومن خلال الغابات لتصل لقرية بعيدة حيث سيدة تقف عند مدخل البيت ترحب بأولادها الثلاثة وزوجها سليمان الذي يحمل على كتفه شوكة قش، نظرت ترانيم وقد كان واضحا انها قد تغيرت كثيرا وقالت « ان كان العالم يراني شيطانة، فقد حصل العالم على شيطانته» و زمجر آلادلامو بغضب وتوعد،،،،*
###########
ترانيم ليست الا شخصية خيالية اعتمدتها لاظهر من خلالها بعض ما عانيته لسنوات من عالم الجن والشياطين والسحر، ولعل الكثير من الفتيات امثالي قد ادركن ذلك لانهن قد مررن بذات التجربة السيئة، وليس عالم الجن هو ما عانيت منه فقط بل عالم البشر ايضا، قد تولد لك ابنة وانت ترغب بولد وقد تكون ليست ذات حسن وجمال، ولكن هذا ليس ذنبها، هي فقط كما ارادها الله ان تكون،، أن لم تستطع ان تحبها فعلى الاقل لا تكرهها،، فقد تحول بنفسك فتاة بريئة الى شيطانة تخلت عن اغلب انسانيتها،،،،
ودمتم،،،، ❤❤

بدأ ظلام الليل ينقشع وخيوط الفجر الاولى تنير قمة الجبل نهض الطبيب ومد يده لترانيم يساعدها على الوقوف « اسمعيني يا ابنتي، انا حقا لا اعرف ان كنت سألتقيك مجددا ام لا، لكن اريدك ان تقتلي من اجل حياتك»  انحنى قليلا ليكون بطولها وعلى وجهه ابتسامة لطيفة...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
🎉 لقد انتهيت من قراءة طفلة الشيطان 🎉
طفلة الشيطان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن