عام 1837
قريه زيرا عند حوض بحر الخزر
بعد 10 سنوات
كانت رحمه تقطع الخضار بسكين كبيره في المطبخ حين سمعت صوت ارتطام، ثم سمعت صوت تأوه
بعدها جاء الصوت« اسفه»
ابتسمت رحمه وقالت« هل انت بخير؟»
« اجل انا بخير وسأكون افضل الحال لو ابعدتِ عن طريقي اثاثك الكثير»
ابتسمت رحمه واجابت« عليك اعتياد الامر يا ابنتي»
جلست ترانيم على الكرسي قبالة امها وبانت معالم الحزن على وجهها « امي هل علي حقا ان اضع هذه العصابه؟»
ومدت يدها لتزيل العصابه عن عينيها، وضعت رحمه السكين من يدها وتقدمت نحو ابنتها و وقفت الى جانبها تمسح بكفها على راسها وقالت وهي تبتسم
« عيناك يا ترانيم مميزة جدا، والناس يخشون ما هو غير مألوف، وبسبب جهلهم لم نتمكن من الحصول على حياة مستقرة كان علينا التنقل كثيرا ولهذا عليك اعتياد العصابه لقد تحدثنا بهذا كثيرا» ابتسمت رحمه واعادة العصابه على عيني ترانيم لكن ترانيم غضبت وابعدتها مجددا
« لا اريد ان اكون عمياء ثم انا في المنزل من سيراني»
« لا احد ولكن تدريب، عليك التدرب» نظرت رحمه حولها واردفت « اين ليل اليس من المفترض ان يتدرب معك»
«لابد انه هرب وانا لا الومه فالامر مزعج» كان الانزعاج واضحا على ترانيم لكن رحمه لم تمهلها وخرجت تبحث عن ليل الذي استجاب لصوتها من بعيد وضعت عليه الطوق و عقدت الحبل ونادت على ترانيم « هيا يا فتاة لا تتكاسلي» خرجت ترانيم ووقفت لجانبها امها ونظرت لها بنظرة توسل لكن رحمه كانت اكثر اصرارا وضعت العصابه وهي تتأفأف وامسكت بحبل ليل و وبدا التدريب مجددا حيث يقود ليل ترانيم خلال الطريق وينبهها ان كان في طريقها حفرة او صخرة او غصن شجرة، وترانيم تتواصل معه من خلال الكلمات وقفت رحمه تراقبهم قليلا وهي تبتسم لابد ان فكره تغطيه عيني ترانيم ستوفر لهم استقرارا اطول مما في السابق ثم عادت لتنهي اعداد وجبة الطعام،،
عند الساحل كانت ترانيم تجلس على رمال الشاطئ تراقب امواج البحر بعد ان رفعت العصابة قليلا عن عينيها وقد استلقى ليل الى جانبها اخذت تتلمس القطعة المعدنية المعلقة على طوقه و المحفور عليها اسمه
« بماذا كان يفكر صاحبك حين اسماك ليل؟»
كان ليل يركز على الامواج وبدأ كانه غارق بالتفكير،
«ماذا افعل يا ليل» وتنهدت بحزن ولمعت دمعة بطرف عينها «هل عليّ ان اخبر امي بما يحدث معي؟ اساسا لا اعرف ان كان ما يحدث هو حقيقة ام اوهام؟ لا اعرف ان كان طبيعيا ام لا؟ هل تمر جميع الفتيات بما امر به ام انا فقط؟ ليل ماذا افعل؟»
استدار ليل نحوها وكانه فهم ما قالته واقترب منها يهمهم احتضنته و اخذت تبكي بصمت.
قارب الوقت من المغرب وترانيم في طريقها نحو بيتها وقد اعادت العصابة على عينيها وهي تمسك بحبل ليل وفجأة توقف ليل عن المسير واخذ يزمجر بقوة ارتعبت ترانيم « ليل ماذا هناك؟» ثم صاحت «من هناك؟ هل من احد؟» لكن لا مجيب شعرت ترانيم بالرعب وقلبها يخفق بقوة، لم تكن تدري ان كان ليل يزمجر على حيوان ام انسان،، ام اوهامها التي ربما قد تجسدت امامها، اخذت تتلفت حولها ويدها ترتعش وهي لا تعرف اتزيل العصابة ام لا؟ قد يكون بشريا ويرى عينيها وقد يكون حيوانا فيتوجب عليها الهرب ولكن ماذا لو،، كان ما يطاردها،،، عندها ماذا ستفعل؟
وفجأة هجم ليل واشتد نباحه وابتعد يطارد ما كان يقف امامهما بقيت ترانيم تنادي على ليل وهي تتلفت حولها في النهاية مدت يدها بهدوء وخوف لترفع العصابة عن عينها نظرت حولها لم ترى شيئا ثم انطلقت بمسير سريع نحو بيتها وهي تتنفس بقوة والخوف مسيطرا عليها،
وضعت رحم الصحن على المائدة حين دخلت ترانيم ومشاعرها ممزوجة ما بين الخوف و الغضب واتجهت مباشرة نحو الغرفة واغلقت الباب خلفها، تفاجئت رحمة بتصرف ابنتها فهي لم تراها تتصرف هكذا قط فتبعتها نحو الغرفة
«ترانيم، هل انت بخير يا ابنتي؟»
كانت ترانيم تجلس على حافة السرير وهي لا تزال ترتجف، لم ترد بكلمة، جلست رحمة لجانبها واحتضنتها من كتفيها « بنيتي، اجيبي هل انت بخير؟» انتفضت ترانيم من مكانها مبتعدة عن امها و واجهت الجدار نهضت رحمة واقتربت منها « هل حدث شيء؟ واين ليل؟ اجيبيني يا فتاة»
«لاا، لم يحدث شيء» ردت ترانيم بغضب وصوت عال«والان هلا تركتني لوحدي»
استغربت رحمة تصرف ترانيم بشدة « ترانيم، ماذا حدث بالخارج؟ اخبريني»
«قلت لم يحدث شيء فقط دعيني وشأني»
ردت ترانيم بغضب واتجهت نحو النافذة بعيدا عن امها، صمتت رحمة بأستغراب لكنها لم تقل كلمة اخرى وغادرت الغرفة واغلقت الباب، ما ان سمعت ترانيم صوت الباب يغلق حتى سقطت للارض محتضنة نفسها ومنهارة بنوبة بكاء مر،،
بعد مضي عدة ساعات جلست ترانيم للمائدة بعد ان هدأت وغسلت وجهها لكي لا تظهر علامات البكاء كانت رحمة تراقبها وهي تجلس بهدوء مطرقة رأسها وقبل ان تنطق بكلمة بادرت ترانيم
«امي،»
«نعم يا ابنتي»
«انا اسفة»
«لا بأس يا حبيبتي ولكن هل يمكنك اخباري مالذي حدث؟»
«لقد فزعت فقط ليس شيئا مهما»
ساد الصمت للحظات قبل ان تكمل «امي، اريد غرفة خاصة بي»
شعرت رحمة بالضيق فقد اعتادت ان تنام وابنتها معها ربما لحرصها او خوفها، لكنها استسلمت لارادة ترانيم التي بدأت طباعها تتغير شيئا فشيئا مؤخرا
« لا بأس سأرتب لك الغرفة الثانية»
«شكرا» في تلك اللحظة عاد ليل من الخارج واخذ بالنباح خرجت ترانيم مسرعة وبدات تتفقده لكنه كان بخير ولم يصب بشيء نظرت له قليلا ثم نهضت واحظرت له طعامه راقبته قليلا قبل ان تعود لتنهي عشائها ثم اتجهت لغرفتها دون كلمة،،،
في اليوم التالي كانت رحمة مشغولة بتجهيز الغرفة وترانيم تساعدها و بعكس الاوقات السابقة حيث كانت ترانيم تتحدث دون توقف، كان الصمت يسود الاجواء لم تنطق ترانيم الا بعدد محدود من الكلمات وما ان انتهيا حتى اسرعت ترانيم للحمام وكالعادة لم تتأخر كثيرا بالاستحمام، ودخلت غرفتها مسرعة مضى الوقت وترانيم بالداخل بعد سويعات قليلة خرجت و هي تضع عصابتها و غادرت مع ليل دون كلمة،،
استبد القلق برحمة وهي ترى تغير ترانيم،،
مضت الايام ولا جديد ترانيم مغلقة على نفسها وقد تلاشت ابتسامتها وكأن روحها انطفأت و صارت عصبية تستفزها ابسط كلمة من امها تنهي واجبها في الاعمال المنزلية لتغادر في جولة تدريب على العمى مع ليل،،
ورحمة ينهش القلق قلبها والخوف روحها،،
ذات يوم دخلت ترانيم وهي تدعو ليل ليرافقها داخل المنزل الامر الذي لم تكن رحمة تسمح به قط فمهما اعتمدت رحمة على ليل لحماية ابنتها وتنبيههما من الخطر الا انها لم تسمح له بالدخول، اقتربت رحمة وهي تمسك بمنديلا تنشف يديها وهي مستغربة
«ترانيم، مالذي تفعلينه؟»
نظرت ترانيم لها « ماذا؟ اريد ان يرافقني ليل لغرفتي، انه يحميني ويرافقني دوما فأين المشكلة في نومه بغرفتي؟ سيبيت في غرفتي منذ اليوم»
«لا لن يحدث» اجابت رحمة بغضب واشارت بمنديلها نحو ليل الذي فر للخارج بسرعة، اقطبت ترانيم حاجبيها بغضب « لماذا لن يحدث؟»
«لاني لن اسمح له بذلك» ردت رحمة بغضب
« اريد سببا مقنعا ام انك تصدرين الاوامر فقط»
دهشت رحمة بهذا الرد الامر الذي زاد غضبها لترد بقوة « لست مجبرة على تقديم التبريرات لك ايتها الشابة، قلت ما لدي وكفى»
« انت تفعلين ذلك لتغيضيني فقط» كانت ترانيم تحدق بغضب بامها، لم تتمالك رحمة نفسها وهي ترى تلك النظرة في عيني ابنتها، تقدمت منها وصفعتها على وجهها بقوة وقالت بغضب مكبوت
« اسمعيني ايتها الشابة، انتي ابنتي ولست اختي لتحدثيني بهذه الطريقة وستنفذين ما اقول دون اعتراض او حرف واحد»
تغيرت تعابير وجه ترانيم من الغضب للصدمة ثم اتجهت نحو الخارج راكضة بسرعة وهي تجهش بالبكاء، شعرت رحمة بالندم وجلست على كرسيها منهارة الاعصاب اسندت رأسها ليديها على المنضدة وهي تصارع دوامة الافكار المتضاربة،،
كانت ترانيم مستمرة بالركض اتجاه الساحل وقد تبعها ليل حتى وصلت للبحر وقعت على ركبتيها باكية،،
حل المساء حين عادت ترانيم للبيت استقبلتها رحمة بعناق مطول وهي تعتذر على الصفعة انسابت بعض الدموع من عيني ترانيم لكنها لم تصدر صوتا ابعدتها رحمة قليلا لتمسح دموعها المنحدرة على خديها
« ترانيم، اعتذر لاني فقدت السيطرة على اعصابي»
«لا بأس، لكني مصرة اريد ليل معي في غرفتي»
ابتعدت رحمه عنها و استدارت للخلف وهي تصارع تضارب الافكار في رأسها فهي تكره الحيوانات ذوات الشعر ولا تريد رؤية شعرها على الارضية او الصحون،، او الطعام،، من جهة اخرى لا تريد الضغط على الفتاة التي تمر في مرحلة المراهقة الصعبة،
« لطالما نام ليل في الخارج مالذي استجد؟»
«وما المانع من نومه في غرفتي نحن نقضي اغلب الوقت معا وحين يصل لمكان نومه يصبح حيوانا قذرا؟!» وعادت نبرة الغضب لصوتها
«لم اقل انه قذر،،»
« اذا ماذا؟»
« الامر انه،،»
«انه بيتك وتضعين قوانينك وعلي اتباعها وان كانت على حسابي، أليس كذلك»
لم ترد رحمة بكلمة
« حسنا، طالما ان الامر هكذا، فسأترك لك البيت وسأبيت بالخارج مع هذه الحيوان القذر» واستدارت لتخرج وقد تملكها الغضب الشديد
« لم اقل هذا ولكني لا استطيع تحمل فكرة وجود شعره متناثرا في كل مكان»
«اذا لنعاقبه و نتركه بالخارج، أليس هذا هو الحل الامثل للتعامل مع الحيوانات والقذارة والوحوش؟»
صمتت رحمة ولم ترد، فأكملت ترانيم « مثلي انا، فانا ايضا مختلفة وابعث على التشاؤم واشبه الوحوش، انا وعينيّ التي تسمينها مميزة»
«ترانيم» قالت رحمة بنبرة متوسلة
«ماذا؟ اليس الخارج هو مكان الوحوش القذرة؟»
سكتت رحمة قليلا قبل ان تتجه للخارج وتنادي ليل وتدخله للمنزل، كانت ترانيم تراقب امها بقلب مكسور ولكن الخوف عقد لسانها عن الكلام،،،،*
أنت تقرأ
طفلة الشيطان
Horrorستولد لك طفلة كأن الجمال خلق لها لوحدها،،، كان يوما صيفيا عاديا والصمت يعم المكان عدا صرخاتها وهي تعاني من ألآم الولادة حينما هبت عاصفة فجأة هاجت منها الحيوانات وما لبثت ان هدأت وعم الصمت مجددا عدا صوت الطفلة التي ولدت اخيرا..... طفلة الشيطان... ري...