-6-

82 10 7
                                    

- طلقنييي .. اذا زلمة طلقنيي .. وياسيدي مسامح بالمأخر ماااا بدي ياااه .. بس طلقني ..
صاحت غالية على عامر في الهاتف وهي تجوب احدى الغرف في منزل اهلها ذهابا وايابا على مرأى من والدتها  ليجيبها بسخط :
- مااارح اطلق .. وحياتك بدي اخليها جحيم  ..  والله يا غالية الا اخليكي تندمي ..

كلماته اخافتها فهدأت قليلا وحاولت استمالته :
- عامر ليش لازم نكون اعداء .. ياما ناس تطلقت وضلو مناح مع بعض .. انا من اول يوم خطبنا فيه وانا منيحة معك .. وما بدي اعدد المواقف الي بيناتنا لانو عيب .. بس واجب عليك تحترم هالشي بيناتنا .. مش عشاني عشان ملك..  خلص .. خلينا ما نصير اعداء ونضل نحترم بعض ..

كلماتها كانت كالخنجر على قلبه .. طعنت كبريائه بقوة وهو ما زال جاهلا بأمر الفايروس الذي جلبه لها من احدى فتيات الليل .. فلبس عبائة المظلوم وادمعت عينيه على نفسه قائلا وقسوتها تلطمه بلا رحمة :
- ان شاء الله اني بموت يا غالية .. وبتسمعي خبر موتي باقرب وقت .. انتي بتعملي هيك فيني بالعمادة (عن قصد )

- شو عاملة فيك انا يا عامر .. لا تحكيلي بحبك وما بعرف شو .. لانو انا وانت عارفين كتير منيح انك مستحيل بتحبني .. ثم  انا البنت بالقصة وانت الزلمة .. يعني انت بتقدر تتزوج الي نفسك فيها .. بس انا بنت خلاص ما حدا رح يتزوجني .. واساسا ما بدي اتزوج خلاص كرهت الزلام ..
قالت غالية بقهر ليقول ببرود وحدة :
- ماشي يا غالية ماشي ..

ثم اغلق الهاتف يتركها دون جواب لتشتمه علانية وتنظر الى والدتها التي قالت :
- والله فعلا انه ما بخجل على نفسه .. يخرب بيته .. ما عنده دم ..

- هاي معاناتي معه دائما .. لما يحس حالو مهزوم بيقلب على وجه تاني .. عندو الف وجه ..
قالت غالية وهي ترمي الهاتف على السرير بينما والدتها تهز رأسها بخذلان وحزن على ابنتها .. وتأنيب الضمير يلازمها ..

...

كانت حياة غالية تزداد هدوئا .. وراحة بال .. ومرضها يضعف وتتماثل للشفاء مع الايام .. لتتحول من فتاة محطمة الى فتاة سعيدة ومتفائلة بعض الشئ .. ورغم ان عامر ما زال يرفض الطلاق إلا أنها قد ازالته من حياتها تماما وكأنه لم يكن ..

الجميع اصبح يعلم تماما أنها منفصلة عنه ومع مرور ستة اشهر اصبح من الاسهل رفع قضية .. وساعدها بتلك القضية شقيقها الكبير الذي ضاق ذرعا بعنجهية عامر وغروره .. ولكن مجريات الطلاق كانت عسيرة بعض الشئ وجرت ببطء قاتل ..

- رافض الطلاق .. وللاسف المحكمة رفضت طلبنا ..
قال سليم شقيق غالية مخاطبا والدته بالهاتف لتخطف غالية الهاتف من والدتها وتجيبه بغضب :
- ما فهمت شو يعني رفضت المحكمة ؟ .. مش على كيفهم ..

- ياختي الخلع لازم يكون مع سبب عليه شهود .. وانتي كنتي تمدحي بزوجك كتير بين الناس .. مافي شاهد عالضرب او اسائة المعاملة ..
قال سليم بجدية لتجيبه غالية :
- يعني رح ادفع ثمن كوني محترمة ؟ شو هالمنطق الي عايشين فيه  ؟

قلوب قيدها الضعف حيث تعيش القصص. اكتشف الآن