في مخفر الشرطة جلس أدهم أمام مكتب الضابط واضعا ساقا فوق الأخرى وهو ينتظر قدومه ، ليحضر الضابط أخيرا ويجلس في مكانه قائلا ببرود :
- غريب !! كيف عملتها وجيت لوحدك بدون ما تمرمطنا واحنا نركض وراك من مكان لمكان ؟!- ببساطة لأني برئ .
قال أدهم بكل ثقة ليقول الضابط بضحكة ساخرة :
- حكيتلي برئ ؟! ... هاد الحكي بتضحك فيه على غيري ... أنا وأنت عارفين إن التهمة لابستك .- هات الدليل ..
قال أدهم ببرود وهو ينظر في عيني الضابط كالصقر متحدياً غروره فأنزل الضابط عيناه متنهدا بينما ابتسامته الساخرة لا تغادر ملامحه ليقول :
- بدون طول سيرة ولا لف ولا دوران ، غالية محمود العورتاني شو علاقتك فيها ؟- غالية !
قال أدهم اسمها بدهشة متعجبا وجوده في مكان كهذا .. فأردف بتوتر قد بدد ثبوته وثقته :
- عاملة في المشغل تبعنا ... ليش سألت ؟- يعني ما بتجمعكم مصلحة تانية ؟
قال بنظرات مشككة فابتسم أدهم وقال متهكما :
- المصلحة الوحيدة الي جمعتنا هي شغلها معنا بالخياطة ...- بكفي لف ودوران ... حكينا حكي زلام ... خليك صريح
قال الضابط بسخط ليردف بحدة :
- البنت اجت ودفعت كفالتك ... بدك تقنعني إنه فعل بدون مقابل ؟ احكي شو علاقتك فيها !!!اختفت ابتسامة أدهم الساخرة وبقي متجمدا في مكانه وهو ينظر الى الضابط بدهشة ، هي من دفعت كفالته؟ إذن ليست والدته ؟ هل حقاً هي من دفعتها ؟! شعر بديق شديد لا يمكن وصفه .
- احكي هلأ ... لانه إذا عرفت بطريقتي الخاصة رح تندم كتير .
قال الضابط مخرجا أدهم من أفكاره ليجيبه ببرود :
- ليش ما سألتها لما اجت ودفعت الكفالة ؟- يعني ما بدك تحكي ! بسيطة أنا رح اعرف بطريقتي ..
قال الضابط بحدة ليقول أدهم بحدة اشد :
- كل ذنبي إني انمسكت مع مجموعة محششين ! وسجنتوني رغم انكم ما لقيتو دليل ... أنا انسجنت بدون تهمة والبنت اجت ودفعت الكفالة بطيب نية ... إذا بريحك ترجعني للسجن رجعني بس لا تئذيها .. واضح انها بريئة وعلى نياتها .تأمل الضابط أدهم ببرود ثم قال يخاطبه بحدة :
- انت ما رح تكون احسن مني ...ثم مد ذراعه له قائلا لوجه قاطب :
- خلص تفضل برة ... وتأكد رح نضل لاحقينك عالدعسة .زفر براحة وهو ينهض ليهم بالمغادرة لكنه وقف والتفت نحو الضابط مرة أخرى قائلا :
- البنت من عيلة متدينة كتير ... ممكن أي كلمة تنهي حياتها ... بتمنى عنجد ما تئذيها ..نظر الضابط نحوه بعد أن رفع أنظاره عن ملف كان أمامه ثم مد ذراعه مرة أخرى قائلا يأمره بالمغادرة :
- ممكن تتفضل ..غادر بقلق وعدم ارتياح ومشى متجها نحو دراجته النارية وهو يمسح رأسه بيده التي استقرت على عنقه من الخلف زافرا ما في جوفه من ضيق ، ركب دراجته وقادها متوجها نحو المشغل ، وقف في الموقف المخصص للسيارات .. وترجل من دراجته لتقع عيناه عليها فجأة ، فاتسعت عيناه واشرقت ملامحه ، ووقف متصنما يتتبعها بعيناه وهي تدخل المشغل .

أنت تقرأ
قلوب قيدها الضعف
Storie d'amoreظهر في حياتها كطيف حلم منسيّ واحكم على قلبها بقبضة حب حليمة ، كيرقة ظنت أنها تموت لتُخلق فراشة بين انامله ،وما لبث أن طبطب على جروحها وانشقّ من روحها كتوأم نخلة شامخة ، حتى أنعش قلبها وأعاد املها في الحياة مرة أخرى ، فأحاطته بهالتها القمرية القرمزي...