بأنفاس منتهية أخذ احمد يركل باب الحمام ويضربه بجسده وقامته الطويلة حتى خلعه .. دخل مندفعا لتقع عيناه على غالية مستلقية على الارض دون حراك ..بسرعة حملها واخرجها من الحمام وصاح لزوجته ووالدته:
- بسرعة جيبو اي اشي استرها فيه ..ركضت رنيم مبتعدة ثم عادت وبيدها إسدال الصلاة وأخذت تلبسه لغالية هي وريما زوجة احمد .. فعاد احمد وحملها ثم نزل فيها إلى سيارته وزوجته تلحقه ..
- ما بدك تجي معنا مرت عمي ؟
قالت ريما لنداية الواقفة بعيد والتي اجابتها ببرود قاتل :
- لا روحو انتو ..تعجبت ريما من حماتها ثم نزلت تركض مع زوجها ليصحبا غالية إلى المشفى حيث دخل احمد قسم الطوارئ وصاح لمن فيه بلهثات مذعورة :
- بسرعة بدي دكتور هون ..تجمع حولهم الممرضين ليساله أحدهم :
- شو الحالة ؟- شربت جرعات زايدة من الدوا
قال أحمد مبتلعا ريقه بصعوبة ليساله الممرض بينما الممرضين الباقين يقومون بفحص مؤشراتها الحيوية ويحضرون علاجها :
- شو نوع الدوا ؟ وشو اسمه ؟- هي الأدوية معي ..
قالت ريما فالتفت الممرض نحوها وأخذ العلب منها ليقول مخاطبا احمد :
- كم الها شاربة الدوا ؟- نص ساعة تقريبا ..
- لازمها غسيل معدة فورا ..
قال الممرض تزامنا مع زميله الذي حضر وبيده ادوات الغسيل ثم طلبوا من احمد وزوجته الخروج ليكملو علاجها براحة وسرعة اكبر ...........
في اليوم التالي
كانت تنام في سريرها لوحدها وعائلتها يجلسون في الصالة متوترين وكل واحد فيهم يأبى أن يتحدث بأمر انتحار غالية وكأن للجدران آذان .. ضعف شديد وقلة إدارة خيمت على أرواحهم .. لا يعلمون كيف يتصرفون مع غالية التي لا تحتاج منهم سوى طبطبة خفيفة أو حضن دافئ تلقى فيه عوضها ..
كانت تنظر للسقف ودموعها تروي الوسادة أسفلها ، تبكي بحرقة وهي تخاطب خالقها " سامحني يارب ، سامحني" .. تعلم تماما بأن ما فعلته خطأ كبير وربما لا يغتفر .. ولكنها ضعفت كثيرا لدرجة أنها لم تحتمل همومها .. وبينما هي بتلك الحال رن هاتفها فامسكته وردت على المتصل لتجده سليم ..
- صحيح الي بيحكوه ؟ حاولتي تنتحري .. ليش يا غالية ليش ... هاد كفر .. مجنونة ؟ وين دينك وين ايمانك ؟ والله حرام الي عملتيه .. ما بيرضي الله ..
قال بغضب وصوته متحشرج يبان فيه نية البكاء لتجيبه غالية ببرود قاتل :
- لا تزعل مني اخوي أو احكيلك .. ازعل .. ما عادت تفرق معي .. رح اسكر الخط .ثم أغلقت المكالمة الهاتفية ليعود سليم للاتصال فيها مرة أخرى وأخرى فقامت بحظره .. لتدخل بعدها والدتها عليها وتصيح فيها :
- ردي على سليم .. ليش هالحركات أنا مش فاهمة ؟ لوين بدك توصلي ؟ صرت عنجد اصدق انك كاينة تحكي مع هداك الشب .. ليكون بتعملي كل هاد مشانه ..
أنت تقرأ
قلوب قيدها الضعف
Romanceظهر في حياتها كطيف حلم منسيّ واحكم على قلبها بقبضة حب حليمة ، كيرقة ظنت أنها تموت لتُخلق فراشة بين انامله ،وما لبث أن طبطب على جروحها وانشقّ من روحها كتوأم نخلة شامخة ، حتى أنعش قلبها وأعاد املها في الحياة مرة أخرى ، فأحاطته بهالتها القمرية القرمزي...