-8-

87 11 10
                                    


في منزل هديّة دخل زوجها مهدي عليها ليجد اولاده يجلسون فوق كومة من اثاث البيت المبعثر .. وقشر الفواكه الملقى على السجاد .. مشهد بعث بالضيق في نفسه .. ولكنه دخل الى منزله مهملا ما رأى بعد ان ركض ابنائه اليه وهم يستقبلونه بحفاوة ..

ابتسم لاصغرهم ثم منحه كيسا فيه بعض الماكولات الحلوة التي يحبها الاطفال من شوكولاته وشيبس وعصير .. ثم سال ابنه الكبير :
- وين امك ؟

- نايمة
قال الابن ليشتعل مهدي غيظا ثم يتجه نحو غرفة النوم ليجد هديّة تغط بنوم عميق .. فايقظها وقال بعبوس :
- قومي حضريلي الاكل .. ميت جوع

- ماشي .. ثواني ورح اقوم
قالتها وهي تتمطى في السرير ثم نهضت متجهة الى المطبخ وحضرت صحنا من البطاطا المقلية وبجانبها صحن سلطة بلدية رغيفين من الخبز ثم دخلت الغرفة لتجده ممددا على السرير بملابس العمل التي يغطيها الاوساخ ..

لم تكترث له بل وضعت الصينية امامه ليتفاجأ بالطعام قائلا :
- شووو هاض ؟

- الغداا ..
قالت ببرود ولا مبالاة فاشتعل غيظا وارتفعت نبرته الغاضبة ليقول :
- وين الطبيخ ؟

- اولادك ما تركو طبيخ ..
قالت بذات البرود واللامبالاة .. فصاح فيها بصوت اعلى :
- وحضرة جنابك ليش ما عملتي حسابي ؟

- انت بتعرف انو عندك اولاد بياكلو الاخضر واليابس .. ليش ما بتعمل ميزانية للبيت وتزيد المونة !!
قالت بمنطقية فصمت وبقي ينظر اليها بحدة ثم سحب الصينية وقربها منه وقال لها :
- روحي جيبي اشي اشربه ..

ذهبت ثم عادت وبيدها كأس ماء ليتكرر نفس الحوار ويعود لصمته حين مواجهته بتقصيره .. وكالعادة تجلس بجانبه مع لامبالاتها القاتلة ..

بدأ هاتفه بالرنين مع كل رسالة تأتيه فنظرت اليه بطرف عينها وقالت بسخرية :
- رد عليها .. ليكون مستحي مني ؟

- لا مش مستحي منك .. بس بستنا فيكي تطلعي وتتركينا براحتنا ..
قال ببرود اشد قسوة من لامبالاتها فاسرتها في قلبها وخطفت هاتفه ونظرت الى الرسائل بانهزام

"حبيبي اشتقتلك " .. "ما بدك تدلعني اليوم " .. "المصاري الي عطيتني ياهم خلصو رح ابعتلك كمان صور وابعتلي رصيد حبيبي " ..

ضحكت بسخرية ورمت له الهاتف ثم قالت على مسمعيه :
- ياحرام .. لو يعرفن حقيقتك رح تكون صدمة حياتهن ..

- لو يعرفن حقيقتي رح يسجدن عالارض شكر لله ..

- قصدك هدول الساقطات ؟
قالت بتهكم فقال محاولا هدم ثقتها بنفسها :
- احسن منك هدول الساقطات ..

- فشرت انت وهن .. من ايمتا الشريفة بتتشبه بالساقطة ؟ .. اوعى تفكرني عاجزة اعمل متلهن ؟ جمال عندي والف زلمة بيتمناني بس انا عندي شرف ودين وانت وهن ما عندكم لا شرف ولا دين ولا كرامة ..
قالت بغل ثم نهضت من جانبه ودخلت غرفة ابنائها لتبكي مع نفسها قليلا .. بينماهو يصيح فيها بعبارات غاضبة :
- شو رايك تخرسي احسنلك .. لسانك اطول منك ..

قلوب قيدها الضعف حيث تعيش القصص. اكتشف الآن